اهتمت صحف أميركية باتفاق المصالحة الذي جرى بين حركتي فتح وحماس، ووقعه وفداهما في القاهرة برعاية مصرية، وأعرب بعضها عن الإشادة بهذه الخطوة التي تعود بالخير على الفلسطينيين.
فقد أشارت نيويورك تايمز إلى أن اتفاق المصالحة بين فتح وحماس يأتي بعد عقد من العداوة والاتهامات المتبادلة، وبعد فشل العديد من محاولات المصالحة السابقة.
وأضافت الصحيفة أن هذا الاتفاق قد يكون مختلفا ومن شأنه إعادة بريق الأمل للفلسطينيين بشكل عام والراحة والطمأنينة لمليوني فلسطيني في غزة محاصرين على وجه الخصوص، في ظل ما يعانونه من نقص حاد في الغذاء والدواء والكهرباء والحرمان من فرصة السفر والانتقال إلى الخارج.
وقالت إن الاتفاق طرح بالنسبة للقيادة الفلسطينية آفاقا من التفاوض بصوت واحد مع (إسرائيل)، وأضافت أن حماس التي تسيطر على غزة وحاربت (إسرائيل) ثلاث مرات باتت مستعدة للتخلي عن السيطرة على حدود غزة للسلطة الفلسطينية.
وأضافت نيويورك تايمز أن التجربة عبر السنوات كشفت عن أن حماس لا تستطيع أن تحكم غزة دون المساعدة من حركة فتح، وذلك بالرغم من التحدي والإمدادات الإيرانية التي حظيت بها حماس.
وأما بالنسبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس (82 عاما)، فإن اتفاق المصالحة يعتبر بمثابة لحظة إنقاذ تاريخي بعد سنوات من الفشل في التفاوض على تسوية سلمية مع (إسرائيل)، الذي سرعان ما بارك الصفقة واعتبرها اتفاقا نهائيا.
وأما بالنسبة لـ (إسرائيل)، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرح بأن بلاده لا تعترف بأي مصالحة بين الفلسطينيين لا تشتمل على القبول بالاتفاقات الدولية والاعتراف بها، ونزع سلاح حماس.
وأضاف أن التقارب بين فتح وحماس سيجعل من الصعب تحقيق السلام، وأن المصالحة مع "القتلة" تعتبر جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل.
وأضافت الصحيفة أن جهاز المخابرات المصرية رعى المصالحة الفلسطينية في مقره بالقاهرة الخميس الماضي عبر مراسم قصيرة ووسط التصفيق من المسؤولين المصريين والفلسطينيين الذين تجمعوا حول وفدي فتح وحماس.
انقسام لسنوات
وفي السياق ذاته، أشارت واشنطن بوست إلى توصل فتح وحماس إلى مصالحة بعد عشر سنوات من الانقسام، وأضافت أن الحركتين أيدتا خطة لبدء المصالحة على أساس العودة لحكومة الوحدة التي تشكلت عام 2014 بقيادة فتح.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاعتراضات الإسرائيلية تنطوي على إمكانية تعطيل جهود وحدة الفلسطينيين.
وقد غرقت غزة -وفق ما تقول واشنطن بوست-في خضم الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي شلت الحياة اليومية لسكانها، وخاصة بعد طلب السلطة الفلسطينية من إسرائيل خفض إمدادات الكهرباء إلى غزة هذا الصيف وطالبت حماس بدفع حصتها من التكلفة وقامت بخفض رواتب الموظفين الحكوميين.
ووقع الاتفاق عن فتح رئيس وفدها إلى القاهرة عزام الأحمد، في حين وقعه عن حماس رئيس وفدها إلى القاهرة صارح العاروري، وينص الاتفاق على تمكين حكومة الوفاق لتقوم بكافة مهامها في غزة بموعد أقصاه الأول من ديسمبر/كانون الأول القادم.
واتفق الطرفان على استلام الحكومة الفلسطينية كافة معابر غزة في موعد أقصاه الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم، على أن تنقل إدارة معبر رفح إلى حرس الرئاسة الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة، الصحافة الأميركية