تبادلت قوات البشمركة القصف المدفعي مع قوات الجيش العراقي التي تتقدم باتجاه مدينة كركوك الخاضعة لسيطرة الأكراد، في حين وجه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني عناصر البشمركة إلى استخدام كل أشكال القوة للدفاع عن النفس. يأتي ذلك بينما دعت الولايات المتحدة الطرفين إلى تجنب التصعيد وحل الخلافات عبر الحوار.
وقال ضباط في قوات البشمركة الكردية إن اشتباكات دارت هذه الليلة تخللها قصف مدفعي متبادل بين القوات العراقية والكردية في جنوب مدينة كركوك.
وأوضح النقيب في البشمركة كامران محمود لوكالة الأناضول أن اشتباكات مسلحة بأسلحة خفيفة اندلعت بينالحشد الشعبي وقوات البشمركة عند المدخل الجنوبي لكركوك. وأضاف أن قوات الحشد الشعبي بدأت إطلاق النار مع تقدمها نحو جنوبي كركوك، إلا أن البشمركة تصدت لها وأحرقت آليتين لها.
من جهتها تحدثت مصادر عسكرية عراقية عن "قصف متبادل بصواريخ كاتيوشا" في جنوب المدينة، وأعلنت أن قوات الجيش دخلت الحي الصناعي ومعسكر خالد دون مقاومة من البشمركة.
وأكد مجلس أمن إقليم كردستان أن قوات عراقية متمثلة بالشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تقدمت نحو كركوك من محاور عدة.
وأضاف المجلس أن العملية تهدف إلى السيطرة على قاعدة "كي-1" العسكرية والآبار النفطية بالمدينة، في عملية تسعى لاسترجاع حقول نفطية في كركوك سيطرت عليها القوات الكرديّة قبل ثلاث سنوات بُعيد سقوط مناطق عراقية بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية.
من جانبه، نقل التلفزيون العراقي أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أصدر أوامر للجيش بفرض الأمن في كركوك بالتعاون مع البشمركة، ودعا سكان المدينة إلى التعاون مع القوات العراقية، مؤكدا حرصه على سلامتهم.
وكانت مصادر في الحشد الشعبي قالت إن الهدف الرئيسي للقوات العراقية من التقدم نحو كركوك ليس اقتحامها، وإنما السيطرة على حقول النفط والمطار اللذين يقعان في أطراف المدينة.
وقالت مراسلة الجزيرة في أربيل ستير حكيم نقلا عن مصادر إن قوات كردية وصلت من السليمانية إلى كركوك، بالإضافة إلى وصول متطوعين من إقليم كردستان.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر الآليات العسكرية العراقية وهي تتحرك، حيث ردد بعض جنود القوات العراقية شعارات تقول إن كركوك عربية وليست إسرائيلية، في إشارة إلى الدعم الإسرائيلي لانفصال إقليم كردستان عن العراق.
على صعيد آخر، قال مصدر أمني عراقي لوكالة الأناضول إن فصائل من الحشد الشعبي دخلت قضاء طوزخورماتو شمالي محافظة صلاح الدين شمالي البلاد، دون وقوع أي اشتباكات مع قوات البشمركة التي تتواجد في مواقع متعددة بالقضاء، مشيرا إلى أن "الجميع في حالة تأهب واستنفار".
في هذه الأثناء، أصدر رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني تعليماته للبشمركة بألا يكونوا الطرف الذي يبدأ الحرب أثناء التصعيد الذي تشهده محافظة كركوك.
وقال هيمن هورامي المستشار السياسي للبارزاني في تغريدات له على موقع تويتر، إن الأخير أعطى الضوء الأخضر للبشمركة لاستخدام كل أشكال القوة للدفاع عن النفس في حال التعرض للهجوم.
بدوره، دعا محافظ كركوك نجم الدين كريم كل من يحمل السلاح من السكان إلى الخروج للدفاع عن المدينة، وقال في تصريحات تلفزيونية إن الأكراد لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيدافعون عن المدينة.
وحول الموقف الميداني، قال رئيس مجلس محافظة كركوك ريبوار الطالباني للجزيرة صباح اليوم الاثنين إن المهاجمين أتوا بأسلحة ثقيلة وتكبدوا خسائر فادحة، لافتا إلى أن تصريحات الحكومة العراقية التي تتحدث عن مكاسب ميدانية "عارية عن الصحة"، وشدد على أن جميع المواقع لا تزال تحت سيطرة البشمركة ومنها المواقع النفطية.
وقال الطالباني إن "الحكومة العراقية خرقت الدستور واستعملت الجيش لتصفية الحسابات مع الشعب الكردي"، لافتا إلى أن "فصائل شيعية مدعومة من إيران قامت اليوم بخرق الدستور".
ومع تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، حثت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) القوات العراقية والكردية على "تجنب القيام بأعمال تصعيد جديدة".
وأكد البنتاغون على وحدة الأراضي العراقية ودعا إلى حل الخلافات عبر الحوار، مع التركيز على التهديد المشترك الذي يمثله تنظيم الدولة، و"تفادي تأجيج التوترات بين الشعب العراقي".
ووفقا لوكالة رويترز للأنباء فإن الولايات المتحدة تتولى تسليح وتدريب كل من القوات العراقية وقوات إقليم كردستان.
الجزيرة نت