قائمة الموقع

الاهتمام الدولي بالمصالحة يعكس أهمية الاتفاق ومرونة حماس

2017-10-17T07:14:02+03:00
​غزة-أحمد الكومي

حظي اتفاق المصالحة الذي تم التوصّل له بين حركتي فتح وحماس في القاهرة برعاية مصرية الخميس الماضي، باهتمام عربي ودولي واسع، رافقه إشادة بالمواقف المتقدمة لحماس في ملف المصالحة؛ لطي صفحة الانقسام، والانتقال إلى مرحلة جديدة يتركّز الاهتمام فيها بالمشروع الوطني وترتيباته.

وكان الاتفاق موضع استحسان لدى منظمات عربية ودولية، اعتبرته ضامنا أساسيا لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وإعادة قضيته "بقوّة" إلى الأروقة الدولية، واهتمت بالدعوة إلى سرعة تنفيذ هذا الاتفاق للخروج من حالة الانسداد السياسي على المستوى الفلسطيني الرسمي، واستعادة روح الشراكة الفلسطينية.

يبرز من بين المواقف، مبادرة الاتحاد الأوروبي واستعداده لتقديم "الدعم الكامل" لجهود إعادة توحيد غزة والضفة المحتلة تحت "سلطة فلسطينية واحدة شرعية"، معتبرا ذلك "أمراً بالغ الأهمية؛ للتوصل إلى حل تفاوضي قائم على وجود دولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني"، بحسب بيان صادر عنه.

وقد اهتمت صحف أميركية باتفاق المصالحة، واعتبرت أنه يأتي "بعد عقد من العداوة والاتهامات المتبادلة، وبعد فشل العديد من محاولات المصالحة السابقة". ورجّحت أن يكون الاتفاق هذه المرّة مختلفا، "ومن شأنه إعادة بريق الأمل للفلسطينيين بشكل عام والراحة والطمأنينة لمليوني فلسطيني في غزة محاصرين على وجه الخصوص".

جانب أساسي من حالة الاهتمام الدولي بالاتفاق يرجع إلى اتصالات واسعة أجراها رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، والرئيس محمود عباس إلى عواصم عربية، وضعت المسؤولين في صورة الاتفاق ومعطياته، وهي أول رسالة فلسطينية مشتركة للتأكيد على أهمية الدور العربي في الملف الفلسطيني.

الاهتمام العربي والدولي يعكس دلالات مهمة تتعدى مسألة الترحيب والإشادة، أوّلها أنها تؤكد أهمية اتفاق المصالحة في تحقيق الشراكة الوطنية التي ستنعكس بالإيجاب على موقع القضية الفلسطينية على أجندة الاهتمام العربي والدولي. وهذا ما أشار إليه الكاتب الإسرائيلي أليكس فيشمان حين كتب تعليقا على اتفاق المصالحة بأن "حاجة الرئيس أبو مازن لأن يعرض نفسه على الإدارة الأمريكية حاكما له تفويض بالعمل باسم كل الشعب الفلسطيني مهمة له أكثر من التنازلات على المدى القصير".

وقدّ أكد ذلك خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس في مقابلة تلفزيونية مساء السبت الماضي، قال فيها إن "حماس لم تخذل الأخ أبو مازن في المحافل الدولية، وكلما وقف في الأمم المتحدة كانت حماس في ظهره".

كما يؤكد هذا الاهتمام أن قرار إنهاء الانقسام هو قرار فلسطيني ذاتي، يمكن أن يكون مدفوعا بعوامل خارجية لكنه يعتمد بدرجة أولى على إرادة فلسطينية حقيقية من الطرفين للعبور إلى طريق الوحدة الوطنية، التي تخدم مصالحهما على السواء، ويعني أن نجاح الاتفاق يعتمد بصورة أساسية عليهما، من أجل الانتقال بالحالة الفلسطينية إلى بر الأمان. ولا ينفي ذلك أهمية ودور الوسيط المصري، فحضوره القوي هذه المرّة كان عامل دفع في التقدم بملف المصالحة.

إضافة إلى أن هذا الاهتمام العربي والدولي يرفع التحدي امام طرفي المصالحة في ضرورة إنجاح الاتفاق وعدم التراجع لان أي طرف في حال تراجعه سيكون مُكرها على تقديم مبررات مقنعة والإجابة عن أسئلة كثيرة ستطرحها الأطراف العربية والدولية للأسباب التي قادت إلى هذا التراجع، وقد ينسحب الأمر إلى التأثير على مستوى العلاقات المتبادلة.

والأمر الأهم أن هذه الحالة تقدّم أدلة وبراهين على أن حماس تبدي مرونة عالية في إدارة الملفات السياسية، بما ينسجم من المصلحة الوطنية العليا، ويحقق في الوقت نفسه التطلعات العربية والدولية، وهذا قد يدفع هذه الأطراف ويشجعها على الاتصال وفتح علاقة مع حماس أو تمكين العلاقة القائمة، باعتبارها حركة وطنية مسؤولة، طرحت نفسها بقوة في الساحة الفلسطينية.

اخبار ذات صلة