قائمة الموقع

كيف قرأ الإيرانيون زيارة حماس لطهران؟

2017-10-20T14:53:10+03:00
كيف يقرأ الإيرانيون زيارة حماس لطهران؟
الرسالة نت – محمود هنية

حطّت رحال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري العاصمة الإيرانية طهران، برفقة وفد قيادي من الحركة، في زيارة هي الثانية له منذ انتخابه، بعد ترأسه المرة الأولى وفد الحركة في لقاءات المصالحة بالقاهرة التي تشكل عمقًا لثقل الاعتدال العربي.

بين المتناقضات و على حد السيف تسير قيادة حماس الجديدة في إدارة علاقاتها الخارجية، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة والعواصف السياسية التي تضربها، إذ تبحث الحركة عن مظلة تأوي القضية الفلسطينية منها في ظل هبوب عواصف التآمر عليها من أطراف عدة.

وسبق هذه الزيارة عديد اللقاءات التي جرت في أماكن مختلفة لتذويب الجليد في العلاقة مع الدولة التي تعتبر الداعم الوحيد عسكريًا للحركة، ومن أهم الداعمين الأساسيين لها على صعيد مواقع مختلفة.

مسؤولون إيرانيون وصفوا العلاقة مع الحركة بـ"الاستراتيجية والمتميزة"، مؤكدين أن هدف زياراتها الراهنة تجاوزت مرحلة تحسين العلاقة، إلى خطوة متقدمة في تعزيزها وفتح آفاق جديدة من التعاون، مع محور يتقدم على الأرض ويفرض اجندته، وبات يستقطب تأثيرًا سياسيًا محوريًا في المنطقة.

الزيارة لطهران وما سبقها من زيارة مماثلة لموسكو، تهدف بحسب المراقبين لرسم علاقة متوازنة مع قوى ودول نافذة على صعيد الإقليم، لا سيما وأن الحركة كانت محط استهداف في مراحل سابقة من أطراف مختلفة، وفي ظل محاولات اطراف إقليمية ودولية تجهيز مبادرات تهدف لايجاد حلول حاسمة للقضية الفلسطينية بما يقضي عليها ودون أدنى فائدة لها.

مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام الذي وصف العلاقة مع الحركة بالاستراتيجية والمتميزة، يقول إن هذه العلاقة تخطت في مراحلها حدود تذويب الخلافات وترميم مرحلة الخلاف، وأنها دخلت إلى خطوة التفكير المشترك فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وملفاتها المختلفة.

ويقول شيخ الإسلام لـ"الرسالة نت" إنّ هذه العلاقة تزداد ترسخًا مع مرور الوقت، وتحمل في ابعادها العديد من الرسائل والملفات التي يتم النقاش والتباحث حولها في المسألة الفلسطينية، لا سيما في ظل الاستهداف المباشر التي تتعرض له هذه القضية من اطراف مختلفة.

ويؤيده ناصر السوداني الذي ترأس يومًا لجنة فلسطين في البرلمان الإيراني، ويرى بدوره أن هذه الزيارة مهمة لتؤكد على استراتيجية العلاقة بين الطرفين، وتوجه إجابة حاسمة للاحتلال وأعوانه.

ويرى السوداني في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الأطراف تجاوزت في علاقاتها مراحل التباين في وجهات النظر، وباتت هذه العلاقة أكثر نضوجًا ووعيا وثمة قواسم كبيرة يمكن أن تصل بها لتحقيق المزيد من الدعم للقضية الفلسطينية.

وفي ظل تردد الدول العربية بدعم حركة حماس عسكريًا، وتشكيل حلف عربي موانئ للحركة وضاغط عليها، يرى المسؤول الإيراني ان العلاقة مع الحركة لن تسبب لها حرجًا خاصة وأنها تلتقي مع الجمهورية في ملف القضية الفلسطينية ولديها قرارها الخاص بها حول هذه العلاقة.

وعلمت "الرسالة" أن قياديًا من حركة حماس زار عاصمة عربية محسوبة على المحور المقابل لإيران، وقد اعتذرت العاصمة عن الزيارة لاحقًا.

ورغم ذلك، استقبلت القاهرة اجتماع المكتب السياسي العام للحركة، وهي المرة الأولى في تاريخها منذ نشأتها، في إشارة لـرغبة الحركة في احداث توازانات سياسية دقيقة في رسم مواقفها السياسية.

يشار إلى أن العاروري الذي فاز بمنصب نائب الرئيس، يمكث في لبنان بعد ضغوط عليه من دول مختلفة، فيما عقدت القيادة السياسية للحركة في الخارج لقاءاتها في بيروت.

اخبار ذات صلة