قلقيلية – لمراسلنا
ادى تفنن السلطات الإسرائيلية في الوان واشكال الحصار المفروض على المدن الفلسطينية الى ظهور ظواهر لم تكن على بال وخاطر المواطن الفلسطيني الذي لا حول له ولا قوة سوى العمل على محاولة التخفيف من وطأة هذا الحصار الغاشم التي تمارسه اعتى دولة عنصرية في العالم.
قلقيلية والخليج الثاني
قلقيلية واسواقها التجارية تأثرت بشكل لم يسبق له مثيل من الناحية الاقتصادية بسبب سياسة الحصار والجدار باعتبارها تعتمد بشكل كبير على المتسوقين القادمين من داخل مناطق ال 48 وكانت مداخل قلقيلية الثلاثة المفتوحة على الخط الاخضر عبارة عن الخليج الثاني من حيث الازدهار وقوة السوق التجارية وهذه المداخل هي الشارع الغربي الذي يصل قلقيلية بمدينة كفار سابا الاسرائيلية التي لا تبعد سوى مئات الامتار عنها والمدخل الشمالي الذي يصل قلقيلية بمدن عربية داخل الخط الاخضر وهي الطيرة والطيبة وبعض الكيبوتسات اليهودية والمدخل الجنوبي ويصل قلقيلية ايضا بمدن وقرى عربية مثل جلجولية وكفربرا وكفر قاسم وبعض الموشافات الاسرائيلية
المداخل تغلق
لكن هذه الحالة من الازدهار لم تستمر فكان اول المداخل المغلقة بشكل تام المدخل الغربي الموصل الى كفار سابا بحجة الانتفاضة الاولى عام 1987م ومنع الجميع عربا ويهودا من المرور عبره، واصبح يسكنه الخراب، الا ان التجار واصحاب المنشآت لم يستسلموا لهذا الاغلاق فنقلوا امتعتهم وبضاعتهم الى المدخل الشمالي وازدهر المدخل الشمالي في البداية كالعادة وكانت المشاتل اليانعة التي تبيع كافة اصناف الاشتال ، وفي هبة النفق عام 1996 اصيب هذا المدخل بالشلل الاقتصادي والكساد وبقي على حاله حتى انتفاضة الاقصى وقبل عام اقيم عليه المعبر الشمالي كمعبر رسمي لمال الضفة الغربية ،حيث دمر بالكامل واصبح اثرا بعد عين وقامت جرافات الاحتلال بتدمير هذا المدخل تدميرا كاملا .
ولم يكن المدخل الجنوبي اكثر حظا من المداخل الاخرى فقد ناله القسط الاكبر من التدمير والتخريب في انتفاضة الاقصى وقدر الخراب بملايين الشواقل لان الجرافات الاسرائيلية جرفت كل قائم واتلفت كل موجود وكانت لا تبقي ولا تذر من منشآت.
المدخل الشرقي
بعد اغلاق هذه المداخل الثلاثة وتخريبها بالكامل اصبحت الانظار من قبل التجار تتجه نحو المدخل الشرقي لتعويض ما فاتهم من خسارة فادحة ، وهذا المدخل يصل قلقيلية بنابلس وهو الوحيد الان الذي يصل قلقيلية بالخارج ويخشى التجار ان يكون مصير هذا المدخل كغيره من المداخل التي تحولت الى ثكنات عسكرية اسرائيلية بعد ان كانت اسواقا مزدهرة ، وهذا المدخل من حيث الموقع بعيد عن الخط الاخضر ونقاط التماس مع مناطق ال 48 فالخط الاخضر اقصى الغرب وهذا المدخل اقصى الشرق ولن يكون هناك وافدين له من الداخل لان وصولهم سيكون بعيدا عليهم بسبب الحواجز العسكرية التي تضعها قوات الاحتلال ، كما ان وجود مركز الارتباط الاسرائيلي والشوارع الالتفافية عند هذا المدخل يحول دون استثماره من ناحية اقتصادية.
بدو رحل
هذا الحال من التنقل في الاماكن التجارية جعل العديد من التجار واصحاب المصالح يشعرون بانهم اصبحوا كالبدو الرحل الذين يتنقلون باستمرار بحثا عن العشب والماء ، التاجر محمود عطا يقول : نحن الان بدو رحل ففي السابق كان البدوي يتنقل بحثا عن العشب اما اليوم فنحن نبحث عن الزبائن عند المداخل واليهود يغلقون المدخل تلو الاخر ونحن في كر وفر معهم تارة يغلقون المدخل امام أي وافد من مناطق ال 48 وتارة يستخدمون جرافاتهم لهدم محلاتنا التي اقيمت بعرقنا وجهدنا .
مصادر في الغرفة التجارية قالت ان ملفات الغرفة التجارية تشير الى اغلاق اكثر من 600 محل تجاري بسبب سياسة الحصار حتى بداية عام 2009م .