شراب: تغيير المناصب لا يعنى تغيير المهام
الصواف: فتح تؤدى الخطة الأمريكية بأمانة ودقة
الرسالة نت – أحمد الكومى
يحل الطيار الأمريكي الجنرال "مايكل مولر" ضيفاً جديداً على الضفة الغربية المحتلة وعلى ساستها من قادة أجهزة فتح الأمنية خلفاً لسابقه الجنرال كيث دايتون في خطوة أجمع عليها الكل الفلسطيني على أنها تأتى لضرب المقاومة الفلسطينية في أراضى الضفة الغربية.
في هذا السياق، أكد محللون سياسيون في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن الإدارة الأمريكية تهدف من وراء هذا التغيير إلى مواصلة سياسة دايتون بعد انتهاء فترة عمله، وإدارة الشأن الفلسطيني وفق رؤية السياسة الأمريكية لمستقبل الصراع.
ويشير الدكتور ناجى شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر إلى أن اسم "دايتون" ارتبط في ذهن المواطن الفلسطيني بأن له دور في التنسيق الأمني بين سلطة فتح وحكومة الاحتلال، مؤكداً أن قضية تغيير المناصب بالنسبة للإدارة الأمريكية هي مسألة واردة لها علاقة بالبعد العسكري الأمريكي.
وأكد شراب أن سياسة تغيير المناصب لا يعنى تغيير المهام بالنسبة للإدارة الأمريكية، لافتاً إلى أن مهمة مولر تأتى استمراراً للسياسة الأمريكية في دعم المؤسسة الأمنية التابعة لسلطة فتح وتقليص دور المقاومة في بعدها العسكري وتوسيع حلقة الاتصال الأمني مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
ويوافقه الرأي الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف الذي رأى أن مسألة التغيير ليس لها أسباب معينة، موضحاً أن الجنرال دايتون قد انتهت فترة عمله في وزارة الدفاع الأمريكية وأن الأمر ليس له علاقة بمن يدير ملف الشأن الفلسطيني في الإدارة الأمريكية.
وحول نجاح مهمة الجنرال دايتون بعد إنتهاء فترة عمله قال الصواف:" ربما نجح دايتون بشكل كبير جداً في عمله المطلوب منه من الإدارة الأمريكية، وهذا ما سيواصله الجنرال الجديد مولر، خاصة وأن من يرسم السياسات في أي مؤسسة أمريكية هي جماعات تحقيق وليس أفراد سواء كان دايتون أم مولر".
في حين أشار شراب إلى أن دايتون أدى مهمة أمنية انتهت بتقوية المؤسسات الأمنية في الضفة الغربية، وخلق آلية للتنسيق بين المؤسسة الأمنية الصهيونية وأجهزة فتح، والعمل على احتواء المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وإعادة صياغة مفاهيمها لدى المواطن الفلسطيني، لافتاً إلى أن تعيين الجنرال مايكل مولر جاء امتدادا لمهمة سابقه دايتون.
وتابع:" الموقع الجغرافي للضفة يختلف اختلافاً كلياً عن موقع قطاع غزة، واحتواء الضفة الغربية عند الحكومة الإسرائيلية يتم بسياستين، أولها احتواء داخلي عن طريق مؤسسة أمنية قوية، واحتواء اسرائيلى يتم من خلال المتابعة الأمنية والاقتحامات والملاحقات لرجال المقاومة في الضفة وكل هذا سيكون من أولويات مهمة مولر".
وفيما يتعلق بالمفاوضات الجارية بين سلطة رام الله والاحتلال الصهيوني، شدد الصواف على أن دايتون وقادته لم يكن لهم أي علاقة بالمفاوضات، مشيراً إلى أن مهمته الوحيدة تمثلت في إعداد أجهزة أمنية هدفها الأساسي خدمة الاحتلال الإسرائيلي وتغيير العقيدة القتالية لدى أجهزة فتح الأمنية بحيث تتعايش مع الاحتلال وتكون له ذراع أمنى ضارب في الضفة الغربية.
وأكد أن التعاون الأمني بين أجهزة فتح والاحتلال الإسرائيلي وصل إلى ذروته بلقاء المبعوث الأمريكي جورج ميتشل بقادة الأجهزة الأمنية في جنين ورام الله، مبيناً أن سلطة فتح تؤدى الخطة الأمريكية بأمانة ودقة.
يشار إلى أن الجنرال مايكل مولر يشغل حالياً منصب مدير التخطيط والسياسات في المقر الرئيسي بالقيادة الأمريكية المركزية القائمة في إحدى قواعد سلاح الجو الأمريكي بولاية فلوريدا، وكان أحد كبار الضباط في مقر الجنرال ديفيد باتريوس الذي أكد مراراً في السنوات الأخيرة على التأثير السلبي للصراع في الشرق الأوسط على وضع القوات الأمريكية في المنطقة.