بحث المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة اليوم الثلاثاء في طرابلس مع وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني محمد الطاهر سيالة نتائج اجتماعات لجنة صياغة التعديلات المشتركة على الاتفاق السياسي التي جرت الأسبوع الماضي في تونس.
وقالت البعثة إن سلامة سيعقد سلسلة اجتماعات موسعة بطرابلس وطبرق لمناقشة العملية السياسية مع أطراف الحوار. وأفادت مصادر لمراسل الجزيرة في ليبيا بأنه يتوقع أن يلتقي المبعوث الأممي كلا من رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي في طرابلس، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح في طبرق (شرقي البلاد).
وكان سلامة وصل في وقت سابق اليوم إلى مطار معيتيقة في طرابلس بعد أيام من انتهاء اجتماعات تونس حول تعديل اتفاق الصخيرات دون التوصل لصياغة نهائية تسمح بتعديل الاتفاق الذي أبرم في مدينة الصخيرات المغربية في ديسمبر/كانون الأول 2015.
وقال سلامة السبت الماضي إن هناك مساحات من التفاهم والاتفاق بين وفدي مجلسي الدولة والنواب الليبيين المتحاورين في تونس، مما يستدعي عودتهما إلى ليبيا الأحد للتباحث مع القيادات السياسية هناك، مشيرا إلى وجود نقاط اختلاف -من بينها المادة الثامنة- وستسعى البعثة الأممية لإزالتها.
وأكدت البعثة الأممية توصل الطرفين إلى اتفاق على فصل السلطة التنفيذية إلى مجلس رئاسي ومجلس للوزراء، وتحديد تركيبة المجلس الرئاسي وصلاحياته ومعايير ترشيح أعضائه.
وتمنح المادة الثامنة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج سلطة تعيين قائد القوات المسلحة والعمل تحت سيطرته، وهو ما لا يوافق عليه اللواء المتقاعد خليفة حفتر -قائد القوات المنبثقة عن مجلس النواب؛ بذريعة الحرب على الإرهاب قبل الالتفات إلى الشأن السياسي.
وفي تصريحات له اليوم، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي إن المجلس يحرص على نجاح المفاوضات التي أجريت في تونس لتحقيق تسوية سياسية تتوج بإقرار دستور دائم وإجراء استحقاق انتخابي لا يتعارض مع الثوابت الوطنية، مع الحفاظ على مدنية الدولة وعدم السماح بعسكرتها تحت أي ذريعة كانت.
وأضاف أن المجلس يرفض استخدام الاستحقاق الانتخابي ورقة للابتزاز والمساومة السياسية من قبل بعض الأطراف، كما يرفض ارتهان مصير الوطن لأي شخص.
واستأنف وفدا مجلسي الدولة والنواب جلسات الحوار الخميس الماضي بعدما كان وفد مجلس النواب أعلن انسحابه بسبب بعض القضايا المختلف عليها.