ثمانون في المئة من مرضى غزة لا يتم تحويلهم للعلاج في الخارج، هذا آخر ما صدر من احصائيات لدى جهات حقوقية في القطاع، خاصة في ضوء استمرار العقوبات التي فرضها رئيس السلطة محمود عباس على غزة، باستثناء بعض الحالات الحرجة والتي توقفت مستشفيات القدس عن استقبالها بفعل أزمة مديونية السلطة لها.
ومع إغلاق مستشفى المطلع، الذي يعتبر الجهة الوحيدة التي تقدم العلاج الاشعاعي وغسيل الكلى للأطفال، وأكبر المشافي التي تستقبل الحالات المرضية من غزة، فإن ذلك يمثل قطعًا لشريان حياة مرضى غزة، حيث تقول إدارة المستشفى ان السلطة لا تضعها في أولوية النفقات المالية، وتماطل فيها منذ عام كامل لم تقدم لها أي دعم.
وستصل مديونية السلطة وفق مدير المستشفى وليد نمور، لـ 135 مليون شيقل مع نهاية الشهر الجاري، بمعدل 15 مليون شيقل شهريا.
ويقول نمور لـ"الرسالة": إنّ ألف مريض شهريا يعالجوا في مستشفى المطلع، وهؤلاء توقفت عملية استقبالهم تماما، وذلك لعجز المستشفى عن توفير الادوية والعلاجات.
ويشير الى حاجة المستشفى لـ 7 ملايين شيقل شهريا فقط لشراء الادوية، وقال: "هذا أصبح متعذرا بعدما استنفدت كل الطرق للحصول على تمويل للشراء، وبفعل العجز الحالي فان الامر بات مستعصيا لديها توفيره".
وأوضح نمور أن 30% من المرضى المحولين لديه من غزة، وهؤلاء ذوي حالات حرجة، مشيرا الى ان توقف استقبالهم سيزيد من معاناتهم.
ودخلت الحكومة الفلسطينية صراعا مع إدارة المستشفى التي اعتبرت إجراءاتها محاولة للي العنق، والابتزاز، مشيرة الى انها تقوم بتنفيذ أوامر الرئيس محمود عباس، وتعمل بتوجيهاته، وتحاول بالقدر البحث عن حلول.
ورغم تدخل الاتحاد الأوروبي بدفع منحة بقيمة 13 مليون يورو، إلّا أنها ليست المرة الأولى التي تعزف فيها مستشفيات القدس عن استقبال المرضى بفعل تجاهل السلطة الفلسطينية لتغطية مصاريفها.
وتشتكي بعض هذه المستشفيات في القدس من أنها وحدها التي تعاني من تحويل مستحقاتها المالية، بينما لا تعاني مستشفيات أخرى في الضفة من ذلك، في إشارة الى مستشفى النجاح التابع لجامعة النجاح التي يترأسها رامي الحمد الله.
وتقول مصادر مقدسية: "إن عملية التمييز التي تلاحظ مع بعض المستشفيات مقارنة بالضفة تضع علامة استفهام حول الحديث عن ازمة مالية حقيقة، خاصة وأن العلاج يفترض ان يحتل أولوية متقدمة لدى السلطة الفلسطينية التي تغطي كافة المجالات باستثناء المصروفات المالية لمشافي القدس".
ورغم تأكيد الجهات الحكومية في الضفة أولوية تحويل الحالات المرضية لمشافي القدس وعددها 4 من أجل دعمها وتعزيزها على غيرها من المشافي الحكومية والأهلية والتي يصل عددها لعشرة مستشفيات في الضفة، الا انه لوحظ زيادة كبيرة في التحويلات لمستشفى النجاح في نابلس، والتي لم تشتك يوما كما تقول المصادر الطبية من أزمات مالية، عازية ذلك لوجود مستثمرين قادرين على إيجاد التمويل لحين سداد مديونية السلطة للمستشفى.
وعملياً فإن عدد الحالات التي يتم تحويلها من غزة للقدس والضفة طيلة العامين السابقين، تقلص بنسبة وصلت لـ 80%، وكانت تتذرع السلطة ابتداء برفض إسرائيلي لاستقبال التحويلات، فيما نفى المنسق الإسرائيلي ذلك، مشيراً عبر صحفته على الفيس بوك الى أن السلطة هي التي قلّصت اعداد المحولين للمستشفيات.
وأكدّت منظمة الصحة العالمية وجود خلل في عملية التحويلات الطبية في القطاع للمستشفيات في الخارج، وينتج عنها حالات وفاة.