قائمة الموقع

كرم... "بالغ منذ الثالثة من عمره" ووالده يبحث عن حل

2009-08-03T03:41:00+03:00

غزة- محمد أبو قمر

يلهو الطفل كرم محمد التوم مع أبناء عمه في الساحة الخارجية لمنزلهم ، وعيون والديهم تراقبهم خوفا من تصرف عدواني يبدر من محمد ويؤذيهم.

الطفل الذي لم يتجاوز السادسة من عمره ويزن 43كيلو جراما، ترى علامات البلوغ في وجهه وتسمعها في خشونة صوته ، يعد حالة نادرة جدا لم يشهد الأطباء لها مثيلا وعجزوا عن تشخيص الحالة حتى اللحظة.

** حالة نادرة

تعود بداية اكتشاف التغيرات السريعة على جسد الطفل وهو في الثالثة من عمره ويقول والده " للرسالة نت" : "شعرنا أن جسده ينمو بسرعة وصوته أخذ يميل إلى الخشونة ، وعضوه الذكري بدأ يكبر".

مع تسارع التغيرات ذهب الوالد بطفله إلى طبيب مختص في الغدد، وأجرى له فحوصات أظهرت سلامته وعدم معاناته من أي مرض وكان رد الطبيب غريبا " لا تخبر أحدا خوفا من أن يحسدوا طفلك".

ورغم تردد والد الطفل على عدد من الأطباء مع زيادة القلق الذي تسلل إلى قلبه إلا أن جميعهم عجزوا عن تشخيص الحالة وأكدوا أنها الأولى التي تواجههم طوال حياتهم العملية.

وساعد الأطباء والد الطفل في الحصول على تحويلة للعلاج في المستشفيات داخل "إسرائيل"، وخضع الطفل وهو في الرابعة والنصف من عمره لفحوصات لم تؤد لاكتشاف الخلل ، ما دفع الأطباء للتخمين بأنه يعاني من خلل في الهرومونات دون الاستناد لحقائق علمية.

وأوصى الأطباء في المستشفيات الإسرائيلية بحقنه حقنة شهرية للهرمونات يبلغ ثمنها 1000شيقل .

والد الطفل الذي يعمل متطوعا في الخدمات الطبية يخشى من تضاعف حالة طفله الصحية لاسيما مع التحذيرات المتواصلة من نمو جسده دون بقية أعضائه الداخلية كالقلب والكليتين والدماغ.

ولا زالت حالة كرم دون تشخيص حتى هذه اللحظة في الوقت الذي لم يتلق فيه أية مساعدة من جمعية أو هيئة طبية لعلاجه ، كما يقول.

 

** دون حلول

حالة كرم النادرة تزيد الفضول لدى كل من يتعرف عليه وفي تفاصيل الحياة اليومية له حرمت الحالة كرم من طفولته التي غابت ملامحها عن وجهه ، وينظر إليه الجيران على أنه رجل ، في الوقت الذي يحاول والداه التعامل معه كطفل.

وكان من المقرر أن ينضم الطفل كرم إلى الروضة العام الماضي إلا أن جميع رياض الأطفال رفضت استقباله بحجة أنه شاب ولا يستطيعون وضعه بين أطفال صغار خوفا من أن يؤذيهم.

ويقول والده " أحاول ألا أؤثر على مشاعره الطفولية فقد اشتريت له حقيبة صغيرة وقرطاسية وألعاب حتى يشعر بأجواء الروضة.

ومع بدء التسجيل الأطفال للدخول إلى المرحلة الابتدائية ذهب والده لتسجيله في المدارس المجاورة إلا أنها رفضت إلحاقه بها بذات العذر .

ويطالب والد الطفل بالنظر بالرأفة لطفله الصغير الذي حرم من طفولته ، وتبنيه من أي جهة للعمل على حل مشكلته المعقدة .

وتسيطر على الطفل قوة كبيرة تخشى العائلة من كيفية تفريغها ، وبات بامكانه رغم صغر سنه رفع أثقال حديد تتجاوز الثلاثين كيلو جراما ، كما أنه يهوى ألعاب الكمبيوتر خاصة القتالية.

ويقول والده " يستطيع كرم أن يدفع السيارة المتعطلة وحده  دون مساعدة أحد".

ويقول عم الطفل :" عندما يلهو مع أطفالنا نضعه تحت أعيننا خوفا من ضربهم بقوة، لاسيما أنه عصبي وعدواني ، وفي ذات مرة ضرب شابا على ظهره فجاء الشاب إلى المنزل مشتكيا من قوة الضربة ، وتفاجأ عندما أبلغناه أنه طفل صغير لم يتجاوز السادسة من عمره ".

ورغم كبر جسده إلا أن عقل الطفل وتفكيره لا زال صغيرا ولا يتناسب مع حجمه ، ونفى والد الطفل تناول والدته عقاقير طبية أثناء الحمل تكون قد أثرت على الطفل ، كما أنه لم يشتكي حتى اللحظة من أية آلام .

وتظهر على الطفل تصرفات جنسية كالبالغين، مما يدفع والديه للتعامل معه بحذر ، ويضيف والده: "في بعض الأحيان يبدي غرائزه الجنسية ، لكنه لا يعلم ماذا يفعل وما يجري له لصغر سنه " ، مؤكدا نمو عضو طفله الذكري .

وبحسب عم الطفل فإنهم يحاولون إبعاد الطفلات اللواتي يقاربنه في العمر عنه ، خوفا من غريزته الجنسية .

ومع جهل الأطباء بحالة الطفل كرم الصحية وعجز تشخيصهم ، جدد والد الطفل مناشدته للحكومة والجهات الصحية الالتفات لابنه ، ومساعدته في معالجته قبل فوات الأوان وعدم السيطرة عليه في حال كبر في السن .

 

 

اخبار ذات صلة