قالت مصادر طبية وشهود عيان إن عشرين شخصا على الأقل من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا وأصيب نحو أربعين آخرين في قصف جوي نفذته فجر اليوم طائرات مروحية عراقية وقصف بالمدفعية الثقيلة استهدف مدينتي القائم وراوة غربي محافظة الأنبار، حيث بدأت عملية عسكرية ضد آخر معاقل التنظيم في العراق.
وأوضحت المصادر أن القصف استهدف السواتر الأمامية في جنوب شرقي راوة ومنطقة المشاريع جنوب شرقي القائم، ألحق أضرارا مادية كبيرة بالمواقع والعربات العسكرية والأسلحة والعتاد.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن قوات الجيش والشرطة تساندها قوات الحشد الشعبي شنت صباح اليوم هجوما واسعا على منطقة المشاريع 40 كيلو مترا جنوب شرقي القائم وبعد معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة تمكنت القوات العراقية من الوصول إلى مشارف المدينة بعد انسحاب التنظيم منها. وذكرت المصادر أن القوات العراقية انطلقت من ناحية عكاشات باتجاه مركز المدينة.
وذكرت المصادر أن "الجهد الهندسي للفرقة السابعة التابعة للجيش العراقي تمكن من إزالة خطوط الصد التي كان تنظيم الدولة قد وضعها بوقت سابق حول مدينة راوة من جهة مدينة عانة والتي شكلت انطلاق القوات العراقية منها باتجاه راوة".
وأضافت أن "رفع خطوط الصد فتح المجال أمام القوات العراقية للتقدم باتجاه أهدافها في مركز راوة، التي تقع على مسافة 230 كيلومترا غرب مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار".
ويأتي ذلك بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي فجر اليوم انطلاق عملية تحرير مناطق أقصى غربي العراق، آخر المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في العراق.
وقال العبادي في بيان له "أعلن على بركة الله ونصره انطلاق عملية تحرير القائم وليس أمام الدواعش غير الموت أو الاستسلام".
وأضاف "ها هي جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل للإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار، والتي ستعود جميعها إلى أرض الوطن بعزيمة وصمود مقاتلينا الأبطال".
الحدود مع سوريا
وقال قائد عمليات الأنبار اللواء محمود الفلاحي إن قوات عسكرية عراقية بدأت عملية عسكرية لتطهير المنطقة الصحراوية التي تقع غرب محافظة الأنبار والمحاذية للشريط الحدودي مع سوريا، تزامنا مع العملية العسكرية التي تجري في مدينتي راوة والقائم.
وأضاف أن "قطعات الجيش من الفرقة الأولى التابعة لعمليات الأنبار انطلقت صباح اليوم، بعملية واسعة لتطهير المنطقة الصحراوية للأنبار وبإسناد من طيران التحالف الدولي والجيش".
وأوضح الفلاحي أن العملية تشمل تحرير مناطق صحراوية واسعة تقع على امتداد عدد من المناطق منها عكشات والرطبة وقاعدة سعد الجوية والصكار ومنطقة 160 كيلو غرب الرمادي، وحتى جنوب ناحية كبيسة التابعة لقضاء هيت.
وتعتبر هذه المناطق أهم معاقل تنظيم الدولة في العراق وأكثرها صعوبة التي لم تتمكن القوات العراقية طوال الفترة الماضية من الاقتراب منها.
وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وصف عملية القائم بـ "آخر معركة كبيرة" ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بحيث يفترض أن تشكل القوات السورية والعراقية نقطة التقاء على جانبي الحدود لتطويق تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور في شرق سوريا إلى القائم في غرب العراق.
وبعد استعادة السيطرة على الحويجة في شمال العراق، لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر سوى على أقل من 10% من الأراضي التي كانت خاضعة له مع اجتياحه للبلاد في العام 2014.
وكانت القوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي المساندة لها أعلنت منذ مدة أنها بدأت حشد قواتها إلى شرق مدينتي راوة والقائم وجنوبهما، تمهيدا للهجوم على المنطقة الرملية، التي يشير خبراء إلى أنها ستكون الأصعب بسبب طبيعتها الجغرافية القاسية.
وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء ألقت القوات الجوية العراقية مئات آلاف المنشورات فوق المنطقتين، معلمة السكان وغالبيتهم من السنة بقرب "تحرير" المنطقة، وداعية الجهاديين إلى "الاستسلام أو الموت"، على غرار ما فعلته قبيل معارك الموصل وتلعفر والحويجة.
المصدر : الجزيرة + وكالات