قائمة الموقع

التطبيع بدون نقاب.. ما المطلوب فلسطينياً؟

2017-10-26T16:41:50+03:00
تطبيع
الرسالة نت- إسماعيل الغول

نشطت الآونة الأخيرة فعاليات عربية تعتبر شكلا من أشكال التطبيع مع (إسرائيل)، كان من أبرزها ما كشفت عنه وكالة الصحافة الفرنسية بشأن زيارة سرية أجراها مسؤول خليجي إلى (تل أبيب) في سبتمبر الماضي، قيل إنها لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

كما كُشف مؤخرا عن مؤتمر دولي في واشنطن الأسبوع الحالي، شارك فيه رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت إلى جانب قادة أركان جيوش عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل)، ولقاء آخر جمع رؤساء سابقين في المخابرات السعودية مع نظرائهم الإسرائيليين.

يمكن القول إن التقارب والتعاون "السري" بين (إسرائيل) ودول عربية بات يعتبر أمراً واقعًا، فلم تعد (إسرائيل) عدوا بالنسبة للقادة العرب الذين يتقاسمون معها المخاوف العميقة من عدم الاستقرار الإقليمي.

وترى (إسرائيل) فوائد عظيمة في تسليط الضوء على التعاون الاستخباري والعسكري والاقتصادي، الذي سيدفع باتجاه قبولها في المنطقة، ويقلل الجهود الدولية المبذولة في عزلها، ويحرر جزءًا من الضغوطات الممارسة عليها من أجل القيام بتنازلات أخرى لصالحها.

هنا، يؤكد عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، أن التطبيع بات يَعتبر (إسرائيل) جزءًا من المنطقة العربية، ويمهّد الطريق لتقديم مزيد من التنازلات في الحقوق الفلسطينية بملف التسوية.

وقال قاسم، في حديثه لـ "الرسالة نت"، إن كل أشكال التطبيع العربي هي على حساب الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، مضيفا: "العرب يستجيبون للضغوط الامريكية والمتطلبات الإسرائيلية؛ من أجل الحفاظ على أنظمتهم من الزوال، ويتلقون مساعدات أمنية من إسرائيل للحفاظ على أمنها، مما جعلها مدينة لها بذلك".

وذكر أنه منذ إنشاء الأنظمة العربية كان المهمة الأساسية لها الحفاظ على أمن (إسرائيل)، والتأسيس لتطبيع جماهيري كامل، إلى جانبها.

واعتبر قاسم أن المستفيد الاكبر من عملية التطبيع هو الاحتلال الاسرائيلي، موضحاً أن الأنظمة العربية لا تجبي أي فائدة إنما هي المتضررة، وأن كل جهودها تصب في صالح (إسرائيل).

                                                                        "صياغة مصالح"

من جانبه، قال مهدي عبد الهادي، رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية في الضفة المحتلة، إن القضية الفلسطينية لم تعد مركزية بالنسبة للنظام العربي، وأن التطبيع مع (إسرائيل) أصبح بالمفهوم العربي "صياغة مصالح للحفاظ على البقاء".

وأضاف عبد الهادي، لـ "الرسالة": "لا يزال الاحتلال الاسرائيلي مستمرا في غزو العرب فكريّا بأدواته الإعلامية؛ للعمل على اقتحام عقول شعوبهم؛ من أجل تغيير مواقفهم من التطبيع".

وذكر أن الشعب الفلسطيني، أمام هذا الواقع، بات وحده في حالة دفاع عن النفس، متهما في الوقت نفسه، السلطة الفلسطينية في الضفة المحتلة بالعمل على "تصفية" ما تبقّى من فلسطين.

واعتبر أن فلسطين تعاني من أزمة قيادة، وعاجزة عن طرح رؤى مستقبلة بشأن التحذير من خطورة التطبيع، وقال: "يواجه الفلسطينيون مشكلة في هذا الجانب بأنهم لا يزالون يخاطبون أنفسهم، ويجب الخروج من هذا السجن نحو بلورة خطاب إقليمي عصري"، وفق تعبيره.

وطالب عبد الهادي بإعادة صياغة الخطاب الفلسطيني السياسي والإعلامي؛ "لأن التطبيع أصبح ضمن مصالح الأنظمة العربية"، مضيفا: "يجب مواجهة ذلك، ومخاطبة النُظم السياسية الحاكمة، والدوائر البرلمانية للشعوب، والتحدث إلى الباحثين والمفكرين بخطورة هذا الأمر".

من ناحيته، اعتبر المحلل السياسي عبد الستار قاسم أن الفلسطينيين غير قادرين على مواجهة التطبيع؛ "لأن صوتهم فردي في مواجهته"، وقال: "حملات المقاطعة التي يدعو إليها الفلسطينيون تفتقر إلى خطط استراتيجية واضحة.

وطالب قاسم بضرورة تصحيح الواقع الفلسطيني؛ لكسب التضامن العربي ضد التطبيع، داعيا إلى إنشاء مؤسسات خاصة لمقاومة التطبيع، وإحداث تغيير جماهيري لمواجهة المطبعين ومقاطعتهم.

كما دعا الي حملة مقاطعة حقيقية شاملة وتامة من أبناء الشعب، يشرف عليها دارسون وخبراء، بعيداً عن التغذي بفكر الاحتلال "وأسرلة" مفاهيمه.

وكانت مصادر مطلعة في البيت الأبيض قد قالت إن "خطة السلام" التي تعمل على إعدادها الإدارة الأمريكية بمبادرة ترامب، تقوم على أساس حل إقليمي شامل يضمن تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع كامل الدول العربية.

ونقلت صحيفة معاريف العبرية، عن المصادر قولها إن الادارة الأميركية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية.

اخبار ذات صلة
مَا زلتِ لِي عِشْقاً
2017-01-16T14:45:10+02:00