قائمة الموقع

جامعة النجاح تعقد مؤتمر القدس الثالث عشر

2017-11-01T16:21:57+02:00
من المؤتمر
نابلس-الرسالة نت

عقدت جامعة النجاح الوطنية يوم الأربعاء مؤتمر القدس الثالث عشر، والذي حمل هذا العام عنوان "القدس في المشهد الفلسطيني"، بمناسبة مرور مائة عام على وعد بلفور.

وبدأت فعاليات المؤتمر الذي أُقيم بمدرجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم، بوقفة تضامنية مع القدس واحتجاجًا على وعد بلفور، أُقيمت أمام قاعة المؤتمر، بمشاركة عدد من الشخصيات الاعتبارية من المجتمع المحلي.

وفي كلمة الافتتاح، أشار القائم بأعمال رئيس الجامعة ماهر النتشة إلى أن هذا المؤتمر يأتي امتداداً للمؤتمرات السابقة التي عقدتها الجامعة، والتي حاولت من خلالها رسم المشهد العام للمدينة المقدسة في ماضيها وحاضرها واستشراف مستقبلها.

وأوضح أن المؤتمر يأتي بالتزامن مع مرور مائة عام على وعد بلفور الذي يعد وصمة عار في جبين الإنسانية، ونموذجاً من نماذج الغباء السياسي والانحراف الأخلاقي.

وأكد أن الجامعة تتضامن مع القدس وأهلها ومقدساتها، وسوف تجعل هذا المؤتمر بفعالياته وجهود الباحثين، تقليداً سنوياً تجدد فيه العهد والالتزام لمدينة القدس ومقدساتها، حتى تحقيق الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وفي كلمته، أشار مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إلى أن القدس بكل ما تحمله من معان تاريخية وحضارية وإنسانية وتعايش مشترك، فقدت منذ وعد بلفور الذي أعطى فلسطين لمن لا يستحقها.

وقال: "إن بريطانيا مجرمة حينما منحت هذا العهد والوعد للإسرائيلي المحتل للأرض الفلسطينية على حساب الفلسطينيين"، مبينًا أنه رغم كل تعاطف العالم مع الفلسطينيين وهجرتهم وحقوقهم الثابتة، تخرج بريطانيا لتحتفل بهذا الوعد.

بدوره، نقل السفير أحمد الرويضي ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين، تحيات الأمين العالم للمنظمة لجامعة النجاح ولكافة المشاركين بالمؤتمر، وأضاف أنه بانتظار توصيات المؤتمر لإبرازها من خلال المنظمة.

وذكر أن انعقاد المؤتمر يأتي في الوقت الذي تعاني فيه القدس ظروفا صعبة، باستهداف مقدساتها الإسلامية والمسيحية والاعتداء على المرابطين والمرابطات، واستهداف قطاعات التنمية فيها واستمرار اغلاق مؤسساتها المقدسية.

وتحدث عن دور منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها في التواصل مع الحكومة الفلسطينية ووزير القدس وهيئة الصناديق العربية، لتعزيز دور الوكالات ولإعداد تقارير حول ممارسات الاحتلال.

وقدم منذر أبو رموز من مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، تعريفا بالمؤسسة، وتحدث عن دورها في تفعيل دور الشباب في مدينة القدس والضفة وتمكينهم من إيصال صوتهم إلى مختلف أرجاء العالم، ومن ضمنها مشروع "حراك" ومن ضمنه نشاط "هنا القدس" الذي يعقد على هامش المؤتمر.

وفي كلمة رئيس الوزراء راعي المؤتمر، والتي قدمها وزير القدس المهندس عدنان الحسيني نيابة عنه، استعرض تاريخ المؤامرة على فلسطين منذ عام 1798 عندما وعد نابليون اليهود بوطن قومي في فلسطين في حال دعم حملته لغزو الشرق.

وتطرق إلى وعد رئيس وزراء بريطانيا في عام 1908 بزرع اليهود على أرض فلسطين من أجل فصل وتقسيم الشرق العربي عن غربه، ثم وعد بلفور عام 1917 ليؤسس لنكبة فلسطين عام 1948 وبداية لمأساة الشعب الفلسطيني المستمرة.

وأشار إلى أن بريطانيا تحتفل هذه الايام بمرور مائة عام على وعد بلفور، لتؤكد على الظلم وتزيد من آلام الشعب الفلسطيني.

وقال إن المطلوب من بريطانيا اليوم إلغاء هذا الاحتفال الذي يمثل استباحة لكل القيم والأخلاق، وأن تقدم الاعتذار للشعب الفلسطيني، وان تعترف بالدولة الفلسطينية، والعمل بجدية لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة، ودفع تعويضات للشعب الفلسطيني.

ودعا إلى ضرورة توظيف كافة الأدوات السياسية والدبلوماسية والقانونية، بمشاركة كافة الهيئات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني العربية والدولية المعنية بحقوق الإنسان، لإثارة المسؤولية عن هذا الجرم وما لحق بالشعب الفلسطيني جراءه، وتحميل بريطانيا المسؤولية التاريخية عنه وعن تبعاته كاملة.

وتناول المؤتمر عدّة محاور رئيسة، قُسّمت على جلساته، كان من أهمها: ‏القدس في المشهد السياسي، والقدس في المشهد الإعلامي، والقدس في المشهد الثقافي والأدبي، والقدس في المشهد التعليمي، والقدس في المشهد العمراني.

وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات، كان من أهمها ضرورة بذل الجهود للمحافظة على عروبة القدس وإسلاميتها، والتصدي لمحاولات التهويد الهادفة إلى طمس معالمها العربية، والعمل على تعزيز صمود سكانها، ومقاومة سياسة الإحلال العنصرية الممارسة بحقهم.

بالإضافة إلى مواصلة المحافظة على المعالم التاريخية والدينية في القدس، ودوام حمايتها والدفاع عنها، وتعزيز روح المقاومة الشعبية، ورفد المناهج الدراسية في المؤسسة التعليمية والأكاديمية الفلسطينية بالمزيد من المواد التاريخية والدينية والحضارية التي تعزز الانتماء لقضية القدس، وتغرس مفاهيم التمسك بها.

كما أوصى بإنشاء مركز وطني للأبحاث والدراسات الخاصة بالقدس، وتعزيز سبل ووسائل البحث والتعاون العلمي والثقافي فلسطينياً وعربياً ودولياً، وتشجيع الأدباء والكتاب على جعل القدس على رأس سلم أولوياتهم، وتحفيزهم على ذلك بدعوة المؤسسات ذات العلاقة لتبني أعمالهم الأدبية والفكرية ونشرها.

وتشكيل جبهة إسلامية مسيحية موحدة للدفاع عن القدس سياسياً وإعلامياً، وضمان عدم عزل قضيتها عن عمقها العربي والإسلامي، وإيلاء القدس أقصى درجات الاهتمام من مختلف وسائل الإعلام، وترويج قضيتها عالمياً، وفضح ممارسات الاحتلال بحقها.

وتطوير وتعزيز آليات وسبل تقوية عرى التلاحم بين أبناء الشعب الواحد، حتى يظل موحداً في خندق قضية القدس، وحث الجهات الرسمية والشعبية على مواصلة الضغط على بريطانيا والمجتمع الدولي بهدف إسقاط وعد بلفور، ومحو آثاره وتداعياته.

وفي سياق متصل، نظّمت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية بالتعاون مع دارة العلاقات العامّة في الجامعة فعالية (هنا القدس)، في ساحة مدرجات الشهيد ظافر المصري، ضمن مشروع (حِراك).

وتضمنت الفعالية سلسلة من النشاطات، من أهمها عرض أفلام قصيرة عن القدس خلال جلسات مؤتمر القدس ومناقشتها من الباحث خليل التفكجي، وإقامة سوق مصغر لبسطات القدس، وعرض فني لفرقة رواق القدس للدبكة الشعبية، وعرض فني لحكواتي القدس أبو سلعوم.

اخبار ذات صلة