زكي يرفض الربط بين تأجيل الزيارتين بالتنسيق المسبق
موسى: التأجيلات ليست فينة ومرتبطة بالتطورات السياسية
فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت
تضاربت الأنباء بشأن تأجيل زيارتي رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال"بنيامين نتنياهو"، فقد زعم الإعلام الصهيوني أن زيارة نتنياهو أجلت لأسباب فنية، فيما رفض المركز الصحفي التابع لوزارة الإعلام المصرية إيضاح الأسباب.
غير أن مصدر إعلامي مصري، أكد أن زيارة نتنياهو إلى القاهرة قد لا تتم أصلا، وذلك بسبب الخوف من العواقب الناتجة عن تعرض الاحتلال لسفينة الأمل الليبية المتجهة إلى قطاع غزة.
ويأتي ذلك في ظل التأكيدات الصهيونية بأن المفاوضات المباشرة بين "إسرائيل"وسلطة فتح في رام الله ستبدأ في الأول من أغسطس المقبل، فقد نقلت محافل سياسية رفيعة المستوى في الكيان " أن إسرائيل" والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق بموجبه تدشن المفاوضات المباشرة في أسرع وقت ممكن، حيث سيصل جورج ميتشل الأمريكي إلى المنطقة من اجل تقريب وجهات النظر للبدء في المفاوضات المباشرة.
وكان رئيس دائرة شؤون المفاوضات في تنفيذية التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات، أكد أن أوباما طلب بشكل رسمي من عباس خلال الاتصال الهاتفي الأخير بينهما، الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
غموض بروتوكولي
ورغم إدعاء عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي بعدم معرفته بتفاصيل تأجيل زيارة عباس إلى مصر، إلا أنه جزم بأن أسباب التأجيل ليست متعلقة بعباس، ولكنه توقع أن يكون التأجيل له علاقة ببرنامج الرئيس المصري و أجندته أو ربما وضعه الصحي.
وقال زكي لـ"الرسالة نت":"لست متابعاً لهذه الأمور ويصعب التنبؤ والتكهن بها ، وإن كنت مقرباً من مؤسسة الرئاسة لكني غير مطلع على البروتوكول الرئاسي لعباس".
ورفض زكي الربط بين تأجيل زيارتي عباس ونتنياهو لمصر، نافياً أن يكون هذا التأجيل متزامناً أو أنه تم بالتنسيق بين قادة سلطة فتح و"إسرائيل" من جهة وبين القيادة المصرية من جهة أخرى.
وعلق زكي على فرصة الإعلان عن إطلاق المفاوضات المباشرة بين عباس ونتنياهو خلال زيارتهما للقاهرة، فقال:" لا يمكن أن تمر خدعة المفاوضات المباشرة لأن 18عاماً وضعت الفلسطينيين على مشارف الهاوية ولا يجوز أن نستمر في المفاوضات بهذا الحال تحت أي ظرف ".
وأضاف:" يجب على الجامعة العربية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يعرفوا أنه لا فائدة من عملية السلام في ظل حكومة التطرف التي يرأسها نتنياهو ".
ليست تأجيلات فنية
من جانبه رجح النائب عن حركة حماس د.يحيى موسى أن تكون أسباب التأجيل مرتبطة بزيارة ميتشل للمنطقة و ما صاحبها من الضغوط الأمريكية التي تمارس لإستناف المفاوضات المباشرة، مشيراً إلى أن حالة من الارتباك والإحباط تخيم على قيادة "سلطة فتح" التي لا تورطت في طريق التسوية مع الاحتلال.
ولكن موسى أكد لـ"الرسالة نت"، أن تأجيل زيارتي عباس ونتنياهو للقاهرة لا تندرج في إطار التأجيلات الفنية بالغالب، معتبراً أن التأجيلات ربما تكون مرتبطة بالتطورات السياسية الجارية واتصالات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تضغط على عباس لاستئناف المفاوضات المباشرة ومحاولة توظيف أمريكا لأطراف عربية في هذا الاتجاه.
وأوضح موسى أن النظام العربي الرسمي يسير في طريق التعاطي والتأقلم والتكيف مع الطلبات الأمريكية في حين أنه ليست هناك أية إرادة لكي يقول للأمريكان كفاكم ضغطاً على العرب، لافتاً إلى أنه يجب على العرب الحذر من هذا التملق الأمريكي الفاضح لـ"إسرائيل" والذي بدا واضحاً في زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن.
وقال:"ينبغي على العرب أن يتخذوا موقفاً جدياً إزاء التملق الأمريكي، غير أن كل التجارب أثبتت خضوعهم للضغط أمام الاملاءات الأمريكية"، مؤكداً أن "فريق التسوية" لم يجعلوا خياراتهم مفتوحة وجعلوا من التسوية والمفاوضات خياراً أوحداً دائماً و ما نتوقعه منهم هو الأسوأ.
وكانت وسائل إعلام مصرية أشارت إلى أن قمة مصرية - فلسطينية ستعقد بين مبارك و عباس، وأن الأخير استبق القمة بدعوة رؤساء تحرير الصحف المصرية إلى اللقاء ليكون مناسبة لإقناع الرأي العام العربي بوجاهة الذهاب إلى المفاوضات المباشرة التي تحدثت عنها الإدارة الأمريكية، كما قال.