قائمة الموقع

المصور برزق.. مبدع يشق طريقه وسط ركام غزة

2017-11-06T14:36:30+02:00
المصور
غزة - يارا ابو شنب

رغم الحصار الخانق والحروب الطاحنة التي تعرضت لها غزة خلال العقد الماضي، إلا أن فرسانها الذين شبوا على طوق الظروف يسطرون كل يوم إبداع جديد في شتى المجالات. 

ففي مشهد جديد في عالم التصوير الفوتوغرافي، برع الشاب الغزي يحيى برزق في تصوير حديثي الولادة كفن حديث يجمع بين الإبداع والابتكار، حيث تميز يحيى بعدسته ولمساته، موثقاً أجمل لحظات بداية العمر التي تعطي لمشاهدها إحساسا بأن المولود يعيش حياة ليست كتلك التي يعيشها أطفال غزة.

المصور برزق البالغ من العمر 27 عاماً، حاصل على دبلوم وسائط متعددة من جامعة الأزهر، ويعمل في الهندسة الإذاعية في إذاعة الايمان، كما يعمل مصور فيديو و"مونتير" لقناة الكأس القطرية، ومؤخرا اتجه ليكون مصورا فوتوغرافيا خاصا بحديثي الولادة.

استوحى يحيى فكرة تصوير الأطفال عن طريق الصدفة خلال مشاهدته لفيديو على اليوتيوب، حيث شعر أن غزة تفتقر لهذا الفن الراقي، وعن ذلك يقول: "جذب نظري مشروع تصوير الأطفال وخاصة حديثي الولادة، وأصبحت أكثر متابعة وبحثاً في هذا الجانب".

بدأ يحيى لأكثر من عامين بالتحضير لهذا العمل، وسعى جاهدا لإتقانه بحرفية، ولم يكن لديه خيار إلا طلب المساعدة من مختصين بهذا المجال من خارج القطاع، معللاً ذلك بقوله: " التعامل مع الأطفال، وخصوصا المواليد، وتصويرهم يحتاج إلى خبرة كبيرة، لذا تواصلت مع مصورين عرب تحديداً من الأردن وقطر، حيث قدموا لي النصائح والتعليمات التي تساهم في إنجاح مشروعي".

كان أول تطبيق فعلي لابن شقيقته، حيث قام بإعداد جلسة تصويرية له خرج بها بنتائج جيدة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وحازت على إعجاب الكثيرين، وبعد ذلك بدأت طلبات التصوير تتوافد إليه، حيث طور من أفكاره الإبداعية ليخرج الصور بشكل أفضل.

وبين برزق أنه يختص بتصوير المواليد من عمر يوم واحد حتى 14 يوماً، ومن عمر أربعة أشهر حتى عام، ومعظم طلبات التصوير التي تصله تكون لمواليد تتراوح أعمارهم بين شهر لـثلاثة شهور، حيث يهيئ لهم أجواء الراحة التامة باستخدام الموسيقى الهادئة والإضاءة والديكورات المبهجة ليصنع لوحة فنية بغاية الجمال.

ومؤخراً، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صورة التقطها الشاب يحيى لطفلة حديثة الولادة، تحمل الكثير من معاني الصبر والإنسانية والحب، حيث تظهر بالصورة طفلة تدعى مريم محاطة بكمية كبيرة من الأدوية والحقن التي تناولتها والدتها قبل وأثناء حملها بها بعد ثماني سنوات.

وكانت هذه الصورة بمثابة نقلة في حياة المصور برزق بعدما لاقت استحسانا كبيرا من رواد ومحبي الفوتوغرافيا والكثير من المؤسسات الاعلامية لتنقل موهبته بشغف.

واجه المصور يحيى برزق في بداية مشواره عقبة عدم توفر الكهرباء الكافية في منزله الذي كان يستخدمه في التصوير، مما جعله يتوجه إلى مكان عمله في إذاعة الايمان، حيث قال: " لجأت لمكان عملي في الإذاعة وقاموا بتوفير غرفة خاصة لي بمعدات وأجهزة مناسبة".

جلسات تصوير حديثي الولادة فيها الكثير من الإرهاق، بحسب برزق، لكنه يطمح لإنشاء استديو كامل خاص به ومجهز بأحدث الإمكانيات لتصوير الأطفال بمختلف أعمارهم.

اخبار ذات صلة