قائمة الموقع

محللون: اقتراحات "نتنياهو" خدعة وإقامة الدولة تقرها القوانين الدولية

2017-11-07T17:53:34+02:00
نتنياهو
غزة- رشا فرحات

اقترح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ما أسماه نموذجًا للدولة الفلسطينية، وذلك بعد تطبيع العلاقات مع الدول العربية ضمن التسوية الإقليمية التي تحركها الإدارة الأميركية، مضيفًا أنه "يبحث عن موديلات ونماذج جديدة للسيادة الفلسطينية على الأرض بما فيها دولة بدون حدود مع بقاء المستوطنين".

تصريحات نتنياهو وردت خلال كلمة ألقاها في معهد "تشتهام هاوس" في لندن، حيث شارك إلى جانب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بمناسبة الذكرى المائة لوعد بلفور المشؤوم.

وذكر في كلمته أنه يتوجب التفكير في نماذج جديدة للسيادة الفلسطينية على الأرض بما فيها الحدود المفتوحة منعًا للوصول إلى نموذج مشابه لنموذج غزة وجنوبي لبنان".

مختصون في الشأن السياسي أجمعوا على أن تصريحات نتنياهو تعد خدعة جديدة كسابقاتها فهي لا تقنع أي فلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية تقررها القوانين الدولية والشعب الفلسطيني، مؤكدين على أن من يمتلك إقامة الدولة الفلسطينية هو الشعب والقوانين والتشريعات الدولية.

كما يرفض نتنياهو الحديث عن وقف الاستيطان في الضفة المحتلة، فهو يرى أن أي حل سلمي يجب أن يضمن بقاء المستوطنات، زاعمًا أنه لن يطرد الفلسطينيين في الداخل وعليه يتوجب عدم المساس بالمستوطنات اليهودية!

وفي هذا السياق يصف خالد العمايرة المختص بالشأن الإسرائيلي، أن تصريحات نتنياهو بالخدعة الجديدة التي يلعبها لتصفية القضية الفلسطينية وكأن الصراع ليس على أرض فلسطين المحتلة، لافتًا إلى أن نتنياهو يظهر وكأن المشكلة  بينه وبين الدول العربية وليست مع الشعب الفلسطيني.

ويؤكد العمايرة خلال حديثه مع "الرسالة" على أن، تصريحات نتنياهو باتت لا تقنع أي مشاهد وكل فلسطيني لا يجب أن يتعاطى معها، وأن الدولة الفلسطينية لن يقررها نتنياهو بل القوانين والتشريعات الدولية وكذلك الشعب الفلسطيني، متسائلًا ماذا يمكن أن يفعل نتنياهو بسبعة ملايين فلسطيني؟!

وعن مقايضة نتنياهو بفلسطيني الداخل يقول:" إن هو أراد ذلك لماذا لا يعطي 50% من فلسطين التاريخية، فعدد المواطنين الفلسطينيين أكبر"، متابعًا: "لم يعد نتنياهو قادرًا على الكذب

والتمادي أكثر من ذلك، كون الشعب الفلسطيني يدرك حقوقه جيدًا وهو صاحب الكلمة".

وأكد العمايرة أنه، يوجد أمام نتنياهو خياران لا ثالث لهما، إما الدولة الواحدة تحت سيادة واحدة من النهر إلى البحر يكون فيها عدل ولكل مواطن حقه بمساواة، وهذا يفقد "إسرائيل" سيادتها ويجعل منها دولة ثنائية القومية، بينما الخيار الثاني هو بقاء الصراع إلى مالا نهاية مفتوحًا على الاحتمالات كافة حتى تحرير الأرض المحتلة.

ولعله يبدو جليًا أن نتنياهو لا يريد حلًا، بقدر ما يريد سيادة على صناعة القرار، وإدارة واضحة لهذه الأزمة، فقد لفت في خطابه أيضًا إلى أن عديدًا من الدول العربية تلتف حول "إسرائيل" بشكل لم يكن يتوقعه أحد، مؤكدًا على أن حكومته تبذل جهودًا كبيرة لتشكيل تحالف مع دول سنية ضد إيران.

وعبر الهاتف شكك عمر جعارة المحلل السياسي بتصريحات نتنياهو، قائلًا "للرسالة":" التحالف الذي يتحدث عنه نتنياهو كان من الممكن أن يتم، لولا رفض نتنياهو للمبادرة العربية"، مذكرًا  أن الدول العربية وقعت في مؤتمر سابق الموافقة على التطبيع مقابل دولة فلسطينية على أراضي 1967 ، عدا عن أن هناك 57 دولة جاهزة للاعتراف بـ "إسرائيل" مقابل دولة في أراضي 1967ولكن نتنياهو رفض هذه المبادرة .

ولفت جعارة إلى أن، هذا الرفض جعل نتنياهو في محل انتقاد من عناصر ليكودية لأنه لم يستجب للمبادرة العربية التي تعتبر نصرًا تطبيعيًا لـ "إسرائيل"، منوهًا إلى أن "إسرائيل"  ليست ساذجة لتقدم  التنازلات، وهدفها الأرض وليس التطبيع.

وعن تطلعات نتنياهو الدائمة لتغيير القيادة الفلسطينية، استبعد جعارة قدرة نتنياهو على التدخل بتغير الصورة السياسية سواء كان ذلك في قطاع غزة أو في رام الله، ضاربًا مثالًا في الرئيس أبو عمار حينما لم يقدر على تغييره فقتلوه.

وختم حديثه:" إسرائيل هي من تنقض كل المعاهدات على الدوام، وتريد أرضًا خالية من الشعب الفلسطيني، وكذلك الهدوء على حد سواء".

اخبار ذات صلة