قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إنه يرفض تدخل الرياض في بلاده. وأوضح في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو أنه لا يمكن أن يعتبر الحريري حرا إلا إذا عاد إلى لبنان وشرح ملابسات استقالته التي لا تزال غامضة حتى الآن.
ويقوم باسيل بجولة أوروبية بدأها من باريس لحشد تأييد المجتمع الدولي لإعادة سعد الحريري إلى لبنان.
وعما إذا كانت هذه الاستقالة مثلت مفاجأة له، قال الوزير إنها كانت "أكثر من مفاجأة، كانت صدمة"، مضيفا أنها كانت مفاجئة "حتى للحريري نفسه".
وأكد أن إطار الاتفاق السياسي داخل حكومة الوحدة الوطنية الحالية استثنائي، وأنها تمكنت حتى الآن من تنفيذ مشاريع غير مسبوقة، إذ مررت قانونا انتخابيا يستند، للمرة الأولى، إلى التمثيل النسبي، كما جرى التصويت على الميزانية، للمرة الأولى منذ اثني عشر عاما، هذا فضلا عن إطلاق العديد من المشاريع الاقتصادية بما فيها عقود مع شركات أجنبية لاستغلال الغاز والنفط في المياه الإقليمية اللبنانية.
ولفت باسيل إلى أن الحريري ذهب إلى السعودية تلبية لدعوة من الملك وكان ينوي العودة بعد يومين لمتابعة مشاريع كثيرة تنتظره، "لكننا فقدنا أي اتصال معه منذ ذلك الحين".
وردا على سؤال حول هامش المناورة لدى سنة لبنان واللبنانيين ككل تجاه السعودية، قال الوزير إن كل اللبنانيين يريدون علاقات أخوية ومميزة مع السعودية، لكن الجميع سنة وشيعة ومسيحيين ودروزا عبروا عن "إجماع استثنائي حول استقلال لبنان وسيادته وكرامته، وتلك مبادئ لا مساومة عليها".
وعما أشيع من مساعي الرياض لاستبدال بهاء الحريري بسعد، أوضح الوزير أن التفاف الشعب حول شخصية سياسية يعبَّر عنه في لبنان من خلال صناديق الاقتراع وأن إرادة الشعب هي التي تجلب فلانا أو علانا إلى السلطة، مضيفا أن انتخابات ستجرى في مايو/أيار 2018، ويمكن لبهاء إذ ذاك أن يستفيد منها.
كما نفى الوزير وجود أي تهديد لحياة الحريري، قائلا "لا أعتقد أن الاغتيالات السياسية يمكن أن تحدث في المناخ الحالي بلبنان".
لكن الوزير لم يجب عن سؤال حول احتمال تسبب تدخل حزب الله في عدد من الصراعات داخل المنطقة في زعزعة لبنان، وأكد في المقابل أن لبنان "يريد علاقات طيبة مع السعودية وإيران، وذلك ممكن ما دامت الأطراف كلها لا تريد فرض سياسة خارجية غير مستقلة علينا".
وأضاف أن بلاده ترفض أن تصبح ميدانا لصراع غير مباشر بين إيران والسعودية، قائلا "من غير المقبول تغليب مصالح قوى أجنبية على مصالح لبنان".
وفي الأخير قال الوزير إنه يأمل في أن تساعد فرنسا بلاده في الحفاظ على استقرارها واستقلالها، محذرا من أن أي زعزعة للبنان قد تؤدي إلى مشاكل تطال أوروبا، في إشارة إلى احتمال تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والفلسطينيين على أوروبا.
الجزيرة نت