طهران ـ وكالات
اطلقت ايران صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ اسرائيل والقواعد الامريكية بمنطقة الخليج في اطار مناورات صاروخية، بينما اكد احد القادة العسكريين ان رد طهران سيكون ’مدمرا’ على التهديدات خصوصا بشأن البرنامج النووي.
وأصاب نجاح اختبار صواريخ إيران طويلة المدى، القادة الإسرائيليين بالصدمة، وهو الأمر الذي جعلهم يصعدون من نبرة التهديدات بتوجيه ضربة عسكرية لطهران، واعتبرت اسرائيل ان كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة، زاعمة انها ستكون في حالة ’دفاع عن النفس تجاه التهديدات الايرانية’.
جاء ذلك وسط مناورات للقوات الإيرانية لليوم الثاني على التوالي، شهدت اختبار صواريخ ’شهاب ـ 3’ بعيدة المدى وصاروخ ’سجيل’ الذي يعمل بالوقود الصلب.
وحذر أحمد وحيدي وزير الدفاع الإيراني اسرائيل من شن أي هجوم على الجمهورية الاسلامية قائلا إن ذلك سيعجل بزوال الدولة العبرية.
وقال وحيدي للتلفزيون الايراني ’إذا حدث ذلك وهو ما لا نتوقعه بالطبع فستكون نتيجته النهائية هي التعجيل بالانفاس الاخيرة للنظام الصهيوني’.
وأدلى بهذا التصريح بعد ان أعلنت ايران انها اختبرت صواريخ تقع اسرائيل وقواعد امريكية في المنطقة داخل المدى المؤثر لها.
وعبر قادة اسرائيل مرارا عن تخوفهم من طموحات ايران النووية، ورفضوا استبعاد القيام بعمل عسكري وقائي لمنع ايران من صنع سلاح ذري.
وقال وحيدي القائد السابق بالحرس الثوري الايراني إنه في حالة شن اسرائيل هجوما فإن ’عمرها الافتراضي الذي يقترب الان من نهايته سيتم التعجيل به’.
وأضاف أن ’النظام الصهيوني’ وهو التعبير الذي تستخدمه ايران للاشارة إلى اسرائيل على ’حافة الدمار’.
ونقلت قناة ’العالم’ الفضائية الإيرانية عن قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي قوله إن القوات الايرانية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديد يوجه ضد استقلال البلاد، مشيرا إلى أن المناورات الدفاعية الجارية لليوم الثاني على التوالي تحت اسم ’الرسول 4’، هي نموذج لهذا الاستعداد.
وأضاف أن رد إيران على أي تهديد لسيادتها وقيمها سيكون ’مدمراً’، بحيث يجعل المعتدين يندمون على ذلك.
وأوضح سلامي ’أن الهدف من المناورات التي جرت على ثلاث مراحل هي اختبار قدرات الردع والتأكد من دقة الصواريخ الايرانية على إصابة الهدف’.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي امس أن المناورات الدفاعية الإيرانية ’روتينية ولا علاقة لها بتطورات البرنامج النووي السلمي لبلاده’.
وكانت قوات الحرس الثوري اختبرت بنجاح، صواريخ ’شهاب ـ 3’ بعيدة المدى من طراز ’قدر ـ 1’ وصاروخ ’سجيل’ الذي يعمل بالوقود الصلب، وذلك في المرحلة الثالثة والأخيرة من مناوراتها الدفاعية.
وذكرت قوات الحرس الثوري أن مدى صاروخ ’شهاب ـ 3’ يتراوح مابين 1500 و2000 كيلومتر.
من جانبه حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من هجوم عسكري على المفاعلات النووية الإيرانية المثيرة للجدل.
ونقلت صحف تركية عن اردوغان امس الاثنين القول إن مثل هذا الهجوم سيكون ’جنونيا’ ولن تقتصر تأثيرات تداعياته الرهيبة على إيران فقط.
وتوعدت واشنطن ايران مجددا بفرض عقوبات مشددة عليها اذا لم تبدد القلق حيال برنامجها النووي، وذلك رغم الشكوك التي تحوم حول فاعلية هذه العقوبات ومدى امكان تطبيقها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، إن السرية التي أحاطت بالمفاعل النووي الإيراني الجديد، وموقعه العميق تحت سطح الأرض، يظهر أن الموقع يستخدم لأغراض عسكرية.
وقال غيتس في مقابلة مع ’سي ان ان’ ’رغم أن الخيار العسكري ما زال مطروحاً ولا يمكن استبعاده، إلا أنه ما زال هناك مجال مفتوح للحل الدبلوماسي’.
وصرح وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الاثنين ان اطلاق ايران صواريخ هو عمل ’غير مقبول’، لكنه اكد ان الاولوية تبقى للمحادثات حول البرنامج النووي الايراني المقررة الخميس.
وأعرب خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي عن قلقه من التجارب الصاروخية الايرانية وسط تنامي التوتر بشأن الطموحات النووية للجمهورية الاسلامية.
ودعت فرنسا ايران الى ’التوقف فورا’ عن ’نشاطاتها التي تزعزع الاستقرار’ لا سيما التجارب على الصواريخ البالستية البعيدة المدى من طراز ’شهاب3’ و’سجيل’ كما اعلنت وزارة الخارجية الاثنين.
الى ذلك دعت موسكو المجتمع الدولي امس الاثنين إلى عدم الانفعال من تجارب الصواريخ الإيرانية الأخيرة، ومن المعلومات عن منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية الثانية