دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري وأسرته إلى فرنسا، وجاءت الدعوة بعد اتصال هاتفي أجراه ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء اللبناني، في ما أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أن الحريري "محتجز" في السعودية، وأن وضعه يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.
وقال الرئيس الفرنسي إن الدعوة الموجهة للحريري للمجيء إلى فرنسا ليست عرضا لمنفى سياسي، ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في الإليزيه أن الحريري وأسرته سيصلون إلى فرنسا في الأيام القادمة.
وجاءت دعوة ماكرون للحريري بعد إعلان الخارجية الفرنسية في بيان أن وزير الخارجية جان إيف لودريان سيبدأ اليوم زيارة رسمية إلى الرياض تستمر يومين، يلتقي فيها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، كما يلتقي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
وسينقل لودريان للسلطات السعودية حرص فرنسا على ضمان الاستقرار في لبنان، وتأكيدها على ضرورة احترام مبدأ السيادة في المنطقة بحسب بيان الخارجية الفرنسية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من وزير الخارجية الفرنسي أن لودريان سيلتقي الحريري أثناء زيارته للسعودية.
المندوب الفرنسي
من جهة أخرى، قال المندوب الفرنسي في مجلس الأمن الدولي فرانسوا ديلاتر إنه من المبكر حتى الآن بحث التطورات التي يشهدها لبنان في المجلس، وأضاف ديلاتر في تصريح للصحافيين أن الاتصالات عبر القنوات الثنائية متواصلة بشأن تلك التطورات، ووفقا لنتائجها ستتحدد الحاجة لطرح الشأن اللبناني في مجلس الأمن.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قال في وقت سابق اليوم إن رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل "محتجز" في السعودية منذ 12 يوما في الرياض، ووصف الرئيس اللبناني احتجاز الحريري بالعمل العدائي ضد لبنان، لاسيما أن رئيس الحكومة يتمتع بحصانة دبلوماسية وفق ما تنص عليه اتفاقية فيينا.
وبعد أقل من ساعة على صدور موقف عون اليوم، غرد الحريري مجددا على تويتر مؤكدا أنه بخير وسيعود قريبا، وكتب بالعامية اللبنانية قائلا "بدي كرر وأكد أنا بألف ألف خير وأنا راجع إن شاء الله على لبنان الحبيب مثل ما وعدتكم، وحا تشوفوا".
وكان الحريري أعلن استقالته يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في بيان تلفزيوني مفاجئ تلاه من الرياض، مما أثار تساؤلات عما إذا كانت الاستقالة جاءت بضغط من السعودية، كما تسري شائعات بأنه "في الإقامة الجبرية" في الرياض.
الحوار التلفزيوني
وعقب استقالة الحريري المفاجئة، قال الرئيس اللبناني إنه لن يقبل استقالة الحريري حتى يعود إلى لبنان ليفسر موقفه، وقال رئيس الوزراء اللبناني في حوار تلفزيوني الأحد الماضي إنه سيعود إلى لبنان في غضون أيام لا أسابيع أو أشهر من أجل إتمام الإجراءات الدستورية لاستقالته.
وفي سياق متصل، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن تراجع سعد الحريري عن الاستقالة فيه استقرار لبناني وعربي ولا يستفز أحدا. وأضاف بري اليوم في لقائه بعدد من النواب اللبنانيين أنه رغم الأزمة التي يمر بها لبنان إلا إنه لا يزال في أمان سياسي وأمني واقتصادي، وأكد بري أن وحدة اللبنانيين كفيلة بحمايته وتجاوز هذه الأزمة.