البداية كانت عندما لفت انتباهنا إعلان منشور عبر إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يُفيد بوجود دورة تدريبية مجانية للشباب والفتيات الجامعيين تحمل اسم "السلام الداخلي والاستشفاء الذاتي"!! ما أثار فضولنا لمعرفة تلك الدورة.
قادنا ذلك العنوان بعد التواصل والتسجيل في الدروة مع القائمين عليها إلى إحدى القاعات التي جمعت مجموعة من الشباب والفتيات في بداية العشرينات من العمر حول طاولة مستديرة يقابلهم شخص يُدعى "المدرب الدكتور" والذي بدأ في الحديث عن كيفية التخلص من المشاكل والبعد عن ضغوط الحياة بطريقة "غريبة" تُريح النفس.
بعد عدة دقائق من الكلام المعسول وقع الاختيار على شاب "كتجربة" يُجريها المُدرب أمام الحضور بدعوى أنه سيخلص الشاب من بعض المشاكل بداخله عبر إخراجه من الوعي والتحكم به من خلال "اللا وعي" وبالتعامل مع العقل الباطني ببعض الكلمات والحركات التي بدت وكأنها غريبة وتعامل مع "العالم الآخر"!.
ورغم منع تصوير الدورة استطاع مُعد التحقيق الحصول على بعض اللقطات المُصورة تثبت مدى استغلال بعض الأشخاص والمراكز "الطبية" للشباب تحت عناوين دورات تحمل مسميات مختلفة تجذب الكثير من الشباب والفتيات لها، وتخفي في طياتها أمورا خارجة عن ضوابط الشرع الإسلامي.
مختص بالبرمجة العصبية والطاقة: علم موجود لكن لا يجوز أن يطبق في بلد إسلامي محافظ
ما سبق دفعنا إلى البحث والتنقيب خلف تلك العناوين البراقة؛ لاكتشاف من يقف خلف هذه الدورات والمراكز والتي صُدم معد التحقيق من عملها تحت غطاء ورعاية وزارات حكومية وتسهيل تام دون إدراك حجم الخطر الذي يجري تقديمه عبرها والمتمثل في "الشرك" والشعوذة.
ضحايا
وبإقرار العديد من الشباب الذين التقتهم "الرسالة" فإن بعض المراكز والأشخاص يعقدون دورات وبرامج لربط الشباب وفق ما وصفوه بأوهام ومسميات وعلوم يدعون أنها جديدة بهدف الاستفادة المادية والترويج لمعتقدات تخفي في طياتها برامج إلحادية وفلسفات وثنية تشكل مخاطر متنوعة على العقيدة والهوية الإسلامية.
وبعد التحاقها بإحدى الدورات التدريبية وجدت الطالبة صفاء حلس نفسها أمام مُدرب يقدم محتوى فارغ المضمون في دورة شاركت بها وكانت أشبه بالتفريغ النفسي وبيع الوهم والهوى للشبان بهدف الكسب المادي.
الإيجاز والتراخيص بالصحة: مراكز طب شعبي تستخدم فيها الشعوذة وغيره لا علاقة لنا بها
وتقول حلس (22 عاما) لـ"الرسالة" إنها اضطرت إلى ترك الدورة بعد أن اكتشفت أن ما يقدمه المدرب "بيع كلام"، وأنه كان يأخذ عقل المشاركين ببعض الكلمات المعسولة والأساليب الترفيهية من أجل العائد المادي.
وتفاجأ الشاب محمد أحمد بعد التحاقه في دورة "مجانية" حملت اسم الاستشفاء الذاتي والبرمجة العصبية من "الدكتور" مقدم الدورة الذي بدأ في إيهام المشاركين من الشباب والفتيات ببعض الحركات والأفعال التي ستخلصهم من مشاكلهم وتكسبهم الراحة النفسية.
وفي اليوم الثاني للدورة ذُهل أحمد من تصرفات هذا المدرب غير الطبيعية بعد أن قام "بالتنويم المغناطيسي" لأحد المشاركين فيما أفقد آخرين الوعي وبدا وكأنه يتحكم بهم وبتصرفاتهم خارج سيطرتهم بزعم تخليصهم من الطاقة السلبية وتعويضهم بطاقة إيجابية بدلاً منها.
وفي نهاية المطاف، يقول الشاب لمعد التحقيق: "إن ما جرى كان أشبه بالتعامل مع الجن والعالم الخفي، لا سيما وأن المدرب بدأ يتحدث أنه قادر على معالجتهم بالطاقة وحل جميع مشاكلهم المتنوعة من خلال التواصل معه بعد أن ترك عنوانه ومكان مركزه وحثهم على ضرورة الخضوع للعديد من الجلسات لمعالجتهم".
غير قانوني
وفي خضم البحث حاولنا أن نقتفي أثر أحد المراكز التي تدعي أنها تعالج بالطاقة تحت غطاء ومسمى أنها مركز طبي مختص بالعلاج الطبيعي والمساج، وهناك قابلنا مدير المركز الذي رفض الحديث في بداية الأمر، خشية مساءلته من وزارة الصحة التي لا تمنح تراخيص لممارسة هذا الأمر، على حد قوله.
القدرة: نتعامل مع تخصصات طبية معروفة كالطب التداخلي والعلاج الباطني
وبعد إلحاح شديد وافق على الحديث عن الطاقة الكونية والعلاج بها بشرط عدم ذكر اسم مركزه؛ كون أن هذه العلوم غير معترف بها قانونيا في وزارات الصحة في معظم دول العالم.
ويعرف صاحب المركز الذي قال إنه حاصل على دبلوم في هذا الأمر من أحد معاهد تنمية القدرات: "إن علم الطاقة هو من العلوم المحدثة من القديم للحديث، وهي علوم كانت موجودة من أيام عصر الفراعنة، وهي جزء روحاني وجسدي في جسم الانسان"، مبينا أنهم يعملون على ترتيب مصادر الطاقة ومساراتها عبر عملية مساج مسحي؛ لإخراج الطاقة السالبة واستبدالها بالإيجابية.
ويضيف الرجل الذي اجتاح الشيب رأسه أن المرحلة الثانية تبدأ بحمام الألوان واستمداد الطاقة من سبعة مصادر، مشيرا إلى أن لدى مركزه حالات تتعالج وتبقى فترة طويلة حتى يتم تفعيل مصادر الطاقة السبعة فيهم للاستفادة النفسية والجسدية والروحانية.
وأوضح أن الطاقة تعالج غالبا الأمراض الجسدية الناتجة عن أمراض نفسية " نترجم كل ألم لأيونات سالبة وموجبة ونبدأ بالعلاج على مدار عدة جلسات"، منوها إلى أنه يرفض الوصول للدرجة الثالثة مع المريض خلال علاجه؛ كونها تصل للسحر والدجل والدخول في العالم الآخر.
ويؤكد أن بعض الأشخاص يستغلون حاجة الناس ويخدعوهم عبر تعاملهم مع الجن؛ من أجل العائد المادي.
كلية الزيتونة: مجموعة من المشعوذين يتسترون بتلك المسميات لتنفيذ عمليات نصب
وتمتلك الرسالة أسماء العديد من الأشخاص والمراكز التي اكتشفتها خلال البحث وراء هذا الأمر -نتحفظ عن نشرها-تمارس الشعوذة والتعامل مع الجن بدعوى أنهم يعالجون بالطاقة والطب التكميلي.
وبعد أشهر وعشرات من جلسات العلاج اكتشف محمود سعيد- اسم مستعار- الذي كان يتردد على أحد المراكز جنوب قطاع غزة أنه كان ضحية لكذب أحد الأشخاص الذين يدعون بأنهم يعالجون الأمراض المزمنة.
ويوضح سعيد أنه خسر آلاف الشواكل بعد خضوعه لعدة جلسات كان الهدف منها "لم عملة" دون أي تغيير على حالته الصحية.
أصل الطاقة
وفي إطار محاولتنا البحث بشكل أعمق حول علم الطاقة وأصوله، تقول الدكتورة فوز الكرد رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، إن السنوات الأخيرة في العالم ومنه عالمنا الإسلامي شهدت انتشار مصطلح "الطاقة" بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها، فليس المقصود منها الطاقة الحرارية، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواءً الكامنة منها أو الحركية أو الموجية.
رائدة التنمية البشرية بفلسطين: البعض يحاول استغلال هذا العلم ويعتبره منطلقا للابتزاز المادي
وتضيف الكرد في دراسة لها أن الطاقة المرادة هي الطاقة الكونية حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود.
وتكشف الدراسة التي حملت عنوان أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج تدريب الاستشفاء المعاصر، أن انتشار الفلسفة الشرقية بعقائدها الوثنية في الحياة اليومية لعامة الناس بانتشار تطبيقاتها التدريبية والاستشفائية ذات الظاهر العلمي المُنتحل والقوالب العصرية الأمر الذي يشكل مخاطر متنوعة على العقيدة والهوية الإسلامية.
دراسة: برامج باطنية روحانية تهتم بالروحانيات وتسرب عقائد باطلة متنوعة عن الأرواح وتناسخها وقواها وطرق التعامل معها تحت مسمى الطاقة الكامنة أو الكونية وغيرها
وقد أظهرت الدراسة حقيقة البرامج والتطبيقات التدريبية والاستشفائية لهذه الفلسفات التي صمم أغلبها بطريقة تتناسب مع التوجيهات التدريبية العالمية برعاية حركة عصرية جديدة تشابهت ببرامج التدريب والتنمية.
ابتزاز مادي
وتؤكد الدكتور مي نايف مديرة دائرة خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة غزة، أن البعض يحاول استغلال هذا العلم ويعتبره منطلقا للابتزاز المادي عبر جذب الشباب والفتيات له، بدعوى أنه سيخلصهم من مشاكل الحياة التي تواجههم.
وتوضح نايف في حديثها لـ"الرسالة" أن علم الطاقة يعتمد على مفهوم الفيزياء الحديثة، وهي الفيزياء الكمية وتعتمد على موجات وترددات وذبذبات وكيفية استفادة كل جسم من الأجسام منها سواء كان جسما بشريا أو ماديا.
وتضيف "هو ليس خرافة أو خزعبلات ولكن دخول بعض الناس بدون علم في هذا المجال يجعلهم يلجؤون إلى الشعوذة وإيهام الناس أنهم يعالجون بالطاقة، ويجب الحذر منهم".
يحظر قانون الصحة العام رقم 20 لسنة 2004 في مادة (31) مزاولة أي عمل أو حرفة لها أثر على الصحة العامة أو صحة البيئة، إلا بعد الحصول على موافقة مكتوبة من الوزارة
وتُشير نايف إلى أن العلاج بالطاقة شيء مفيد للإنسان "عند استخدامه صح"، مردفة "بعض الأشخاص يطغى عليهم الجانب المادي ويسيرون نحو الخزعبلات وغيرها ونحن نحاول إرشاد الناس وأنا على صعيدي الشخصي طردت 5 أشخاص من البرنامج التعليمي في الجامعة، لأنهم يقدمون أشياء خاطئة للطلاب".
ولفتت إلى عدم وجود متابعة لبعض الأشخاص والمراكز، مضيفة "نحن ندرس هذا العلم بشكل تدريب ولا نعطي علاجا ونحن تحت مظلة الجامعة لا نتعدى الحدود التربوية والعلمية ولا نسمح بالشعوذة وغيره ونرفض قبول أي أحد يمارس أشياء خارجة عن العادة والدين".
ووفق هاني صافي المختص في البرمجة العصبية وعلوم الطاقة فإن بعض الأشخاص يدعون حصولهم على الدكتوراه في علم الطاقة ويمارسون الخداع والدخول في المستوى الثالث والرابع والخامس من هذا العلم بالتعامل مع الجن والقرين والوصول للشرك بالله.
ومن المهم ذكره أن المستوى الأول والثاني في علم الطاقة يتعلق بمهارات الحياة والبرمجة العصبية كالمهارات التربوية ومجال الإدارة والبرمجة اللغوية العصبية المأخوذة عن الرسول (ص) في فترة دعوته، بينما يتعلق المستوى الثالث والرابع والخامس في هذا العلم بأمور خطيرة توصل إلى الشعوذة وادعاء العلم بالغيب والقوة الخارقة الممتدة من الطاقة الكهربائية والمغناطيسية وخروج الروح والشرك، وفق صافي.
ويؤكد صافي لـ"الرسالة" أنه شارك في إحدى الدورات التي سرعان ما اكتشف أنها عبارة عن تفريغ نفسي وكلام فارغ المضمون تحت عنوان جذاب ومخادع، منوها إلى أن "علم الطاقة موجود لكن لا يجوز أن يطبق في بلد إسلامي محافظ، ويجري تطبيقه في الدول غير المسلمة كون أصوله صينية والتعمق فيه يقود إلى الشرك بالله".
ويحذر الشباب والفتيات من الدورات التي تقدم تحت أسماء جذابة أو باسم التنمية البشرية والعلاج بالطاقة والتي تهدف إلى الكسب المادي وحرف الشباب عن الفكر الإسلامي.
عمليات نصب
مدير مركز التعليم المستمر بكلية الزيتونة للعلوم والتنمية هادي الأحول الذي رفض التعامل مع بعض الأشخاص الذين تقدموا لكليته؛ لإعطاء دورات بمسميات غريبة، كشف أن مجموعة من المشعوذين الذين يتسترون بأسماء مختلفة يتقدمون لبعض الجامعات بدعوى أنهم يرغبون بإعطاء دورة بعنوان "الاستشفاء الذاتي" وفي نهاية المطاف تكون عمليات نصب جديدة.
وبين الأحول أن عشرات الطلاب خاصة الجامعيين يتدافعون لمثل تلك الدورات في إطار حب الاستطلاع والفضول، لا سيما في ظل الفراغ والمشاكل التي يعيشونها والتي تدفعهم إلى الاقبال والانخداع بتلك المسميات.
ويستغرب مدير كلية الزيتونة من رعاية بعض الوزارات الحكومية لتلك الدورات وتسترها على هؤلاء الأشخاص، وخاصة وزارة الشباب والرياضة التي منحت رعايتها للعديد من الدورات في هذا المجال!، وفق قوله.
أشخاص ومراكز تمارس الشعوذة بدعوى العلاج بالطاقة والطب التكميلي
ويضيف "لا يوجد أي أصل إسلامي للطاقة في بلادنا، وهذا العلم يحمل عقائد وثنية من الهند واليابان والحركات التي يتم الاعتماد عليها في علم الطاقة هي حركات استخفافية وثنية".
ويلفت الأحول إلى أنه تفاجأ من أئمة مساجد يُجيز بعضهم علم الطاقة دون البحث في تفاصيله مع أنه علم ليس ذا منبع إسلامي، وهو عبادات هندية ويابانية ودول تعبد الشيطان وتتقرب له في عبادتها.
تهرب من المسؤولية
وعلى ضوء ما سبق حمل معد التحقيق هذه القضية ووضعها على طاولة المسؤولين في وزارتي الصحة والشباب والرياضة، وعندها حاولت تلك الجهات تبرير قصورها بالنفي ومتابعتها لهذه الأمر.
وهنا قابلنا مدير دائرة التدريب والتأهيل الشبابي في وزارة الشباب والرياضة بلال الشاعر، الذي نفى رعاية وزارته لأي دروات أو نشاط يحمل تلك المسميات قائلاً: "لم نرع هكذا أنشطة، ولدينا معايير تستند على معلومات توجيهية، ولدينا مراكز شبابية مختصة تتعامل معها الوزارة، وعندما نريد تقديم أنشطة نتواصل مع المراكز التي نتعامل معها فقط".
وأضاف الشاعر في حديثه لمعد التحقيق "التدريب سوق عمل غير مضبوط وغير مسيطر عليه ونحن في وزارة الرياضة جزء من بعض الوزارات التي تمارس التدريب وممكن أي شخص يعلن ويضع شعار الوزارة بدون علمنا أو يضع رعايات لأنشطة أخرى باسمنا دون علمنا".
وعند مواجهته بالدلائل وتفاصيل تلك الدورات أقر الشاعر بتقصير وزارته وعدم تدقيق موظفيه بكامل النشاط الذي يقدم لهم في بعض الأحيان، متعهدا في الوقت ذاته بمراجعة هذا الأمر.
وتابع " ممكن يحدث أخطاء في إطار العمل والانسان غير معصوم من الخطأ، وهذه وزارة تعمل على مستوى القطاع وعند وجود تحديات وصعوبات تواجهنا ويتم مراجعتها ومتابعتها".
وبالانتقال إلى وزارة الصحة كونها الجهة الرسمية المسؤولة عن متابعة ومنح تراخيص للمراكز الطبية، فإن الدكتور أشرف القدرة مدير وحدة العلاقات العامة والاعلام بالوزارة نفى بشكل قاطع أن يكون لدى وزارته هذا التخصص.
ويحظر قانون الصحة العام رقم 20 لسنة 2004 في مادة (31) مزاولة أي عمل أو حرفة لها أثر على الصحة العامة أو صحة البيئة، إلا بعد الحصول على موافقة مكتوبة من الوزارة.
وقال القدرة "لا يوجد في الوزارة هذا التخصص والتخصصات التي نعمل بها طبية، ونحن كوزارة ضمن وزارات الصحة بالعالم نقدم خدمة وعلاجات معروفة كالطب التداخلي والعلاج الباطني وغيرها فقط".
وعلى نقيض ما سبق فإن د. طه الشنطي مطير مدير وحدة الايجاز والتراخيص في وزارة الصحة يؤكد أن مراكز العلاج بالطاقة تندرج ضمن عمل المؤسسات الصحية لديهم قائلاً: "العلاج بالطاقة يصنف ضمن أحد المهن الصحية والتي يجب أن يخضع لترخيص ويكون طبيب متخصص مسؤولا عن العمل في هذه المراكز أو العيادة ".
وبين الشنطي أنهم يمنحون التراخيص للطبيب كونه حاصل على طب عام ويستطيع العلاج بالطاقة والعمل، مشيرا إلى أنه لا يوجد لديهم أي ترخيص بأسماء مراكز تحت عنوان الطاقة.
ويُكمل " من يعملون بطرق عشوائية لا نسمح لهم لأنهم غير قانونيين ونمنح تراخيص للعلاج بالطاقة، وهناك أطباء وعيادات طب يعالجون بالطاقة لأنها موجودة ضمن تخصصات الطب".
وأكد الشنطي أن وزارته تتابع جميع المراكز الطبية، مردفا " هناك مراكز الطب الشعبي والعربي يستخدم فيها طرق الشعوذة وغيره لا علاقة لنا بها وليست قانونية والاصل عدم السماح لها بالعمل".
وأوضح أن أي مؤسسة تندرج تحت الصحة يتابعون عملها عبر فرق الرقابة والتفتيش المختصة لذاك، باستثناء بعض المراكز التي ذكرها في السابق والتي هي من مسؤولية وزارة الداخلية، على حد قوله.
وطالب الشنطي بإغلاق أي مؤسسات تدعي أنها تقدم خدمات صحية وهي غير ذلك، مشيرا إلى وجود مراكز للمساج والأندية وغيرها ليس تحت متابعتهم وإنما مسؤولة من وزارات أخرى.
وأكد أن "فرق التفتيش والمتابعة أغلق في الأيام الأخيرة مركزا يدعي أنه يقدم خدمات صحية لكن في الحقيقة ثبت عكس ذلك، وجرى تحويله للنائب العام للتحقيق معه".
برامج إلحادية
وبالعودة إلى دراسة الدكتورة الكرد فإنها تلفت إلى أن تلك الدورات تقدم تطبيقات عملية لفكر فلسفي مستمد من الوثنيات القديمة يعتمد تصورات للوجود والكون والانسان تخالف ما يهدي إليه الدين الحق من حقائق عن عالم الغيب.
وتؤكد أنها برامج إلحادية مادية كونها قائمة على فكر لا يؤمن بالإله الحق، ولا يعتقد بوجوده ولا علمه، إلى جانب أنها برامج باطنية روحانية تهتم بالروحانيات وتسرب عقائد باطلة متنوعة عن الأرواح وتناسخها وقواها وطرق التعامل معها تحت مسمى الطاقة الكامنة او الكونية وغيرها
وتوصي الدراسة بضرورة تعريف المسؤولين عن الطب البديل والتدريب بحقيقة هذه البرامج ومخاطرها ولا يرخص لها رسميا لاشتباهها عليهم بالبرامج التدريبية وتطبيقات الطب البديل التي تخلو من هذه الفلسفات.
وفي نهاية المطاف يوصي معد التحقيق بضرورة توعية عامة الناس بمخاطر هذه الدورات والمراكز التي تحمل مسميات براقة ومختلفة وتقدم برامج فارغة المضمون.