الرضاعة الطبيعية السليمة هي أفضل طريقة ربانية مُهداة لتغذية الطفل منذ ولادته. وخصوصا خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الرضيع، مع مواصلتها حتى سنتين من عمر الطفل،
واليوم، أصبحت جميع الامهات يعلمن مدى أهمية الرضاعة لأطفالهن، ولا يمكن التشكيك فيها. فحليب الأم يحتوي على مضادات حيوية طبيعية تحمي الرضيع من أغلب الأمراض، كما أظهرت أحدث الدراسات (فيرجينيا 2013) أن الرضاعة الطبيعية تقي المرأة من سرطان بطانة الرحم، وأن الوقاية تصبح أكبر كلما طالت فترة الرضاعة أكثر. وقد ثبت علميا ان الرضاعة الطبيعية تعزز وتزيد من إنتاج الأوكسيتوسين والبرولاكتين، وهي هورمونات تمنح الأم شعوراً بالراحة وهي التي تساعد على رجوع الرحم لحجمه الطبيعي وعلى اختفاء التجاعيد والتشققات على البطن ويساعد الأم على الاسترخاء النفسي والراحة والنوم.
والان سأسرد عليكِ المزيد من الواجبات والاسباب التي ستمنعك من فكرة التخلي عن الرضاعة الطبيعية بل وستزيد من ادرار الحليب:
1. اصبح معلوما علميا أنه حتى 6 أشهر لا يحتاج الطفل إلى أي طعام أو شراب غير حليب الأم.
2. يجب إعطاء الطفل المولود حديثاً فورا لأمه على اللمس الجسدي العاطفي المباشر بين الأم وطفلها مما يُحفز إنتاج اللبأ الذي يحتوي على عناصر مناعية هائلة تكفيه لستة اشهر تقريبا.
3. تحفز الرضاعة المستمرة على إنتاج الحليب عند الأم أكثر. يجب إرضاع الطفل المولود حديثاً 8 مرات في اليوم على الأقل.
4. في بداية الإرضاع قد يجد الطفل صعوبة في الإمساك بثدي الأم ما قد يسبّب لها الألم والتشقق في الثدي لذلك يجب أن تتعلم الام وقبل الولادة كيفية الرضاعة الصحيحة.
5. يجب ان تكون المرضعة على علم انها تحتاج إلى 700 سعرة حرارية إضافية أي بما يعادل (بيضة مسلوقة وكأس لبن و3 ملاعق زيت زيتون) كي يتمكن جسمها من انتاج الحليب، وسيكون من الأفضل الحصول على هذه السعرات الحرارية من مصادر صحّية تحتوي على فيتامينات ومواد غذائية بنسب عالية مثل الفواكه واللحوم الطازجة والبيض والالبان والخضروات الطازجة.
6. ويجب ان تعلم الأم أن بعض الطعام الذي تتناوله قد يسبّب التهيّج لجسم الطفل.
7. تنشط الرضاعة الطبيعية انقباضات الرحم، وبالتالي يساعد على تقلصه ليعود إلى الحجم الذي كان عليه قبل الحمل والولادة، كما أن إرضاع الطفل يحرق الكثير من السعرات الحرارية، ما سيساعدك على التخلص أسرع من الوزن الذي اكتسبته خلال الحمل.
8. الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط يعمل على تأخير استئناف دورتك الشهرية بعد الولادة، فقط تنقطع الدورة الشهرية لأشهر طويلة، الأمر الذي سيساعدك على الوقاية من حمل آخر. ولكن يجب أن تفهمي جيدا أن هذا الأمر يكون ناجحا فقط إن كنت ترضعين بشكل منتظم ومستمر ودون أي اضافات خارجية وخصوصا ًفي أشهر طفلك الستة الأولى، لأنه بعد هذه الفترة ستكون دورتك الشهرية قد عادت لسيرتها الاولى تقريبا.
9. الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة تمنح المرضعة حماية أكبر من سرطان الثدي.
10. أصبح الان مؤكدا أن الرضاعة الطبيعية لمدة سنة كاملة تقلص خطر الإصابة بسرطان المبيضين بنسبة 75% مقارنة بالأمهات اللواتي يرضعن لسبعة أشهر.
11. الرضاعة الطبيعية تسهم في تخزين الدهون خارج منطقة البطن، مما يقي المرأة من خطر السكري، لأن الدهون التي تخزن داخل منطقة البطن تسبّب اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، والتي قد تكون قد حدثت أثناء الحمل، والتي قد تكون قد تسببت ايضا بظهور السكري أثناء الحمل، فتقوم الرضاعة الطبيعية بجعل الخلايا أكثر حساسية لتأثير الأنسولين، فيستقر مستوى السكر في الدم.
أخيرا أقول: عزيزتي الام، إن كنت أخذتِ قراراً بفطم طفلك قبل الستة شهور الاولى من عمر طفلك فيُفضّل أن تؤجّلي تنفيذ ذلك على الاقل حتى نهاية فصل الخريف والشتاء؛ لأجلك ولأجل طفلك إذ يحتوي حليبك على عناصر فعالة "إيمونا غلوبولين" وخلايا مناعية تُعرف بـ"بالبروبيوتيك" ولها دور هام في نموّ الأمعاء وحماية الطفل. هذه العناصر الطبيعية تسهم أيضاً في التخلص من الفيروسات المسببة للمشاكل التنفسية والتهاب الأذن والتهابات الأمعاء التي يمكن أن تصيب الصغار خلال فصلي الخريف والشتاء. ودمت وطفلك بصحة وعافية..
المصدر: بسام ناصر "طبيب أسرة"