قائد الطوفان قائد الطوفان

أوبزيرفر: الثنائي ابن سلمان وكوشنر يشكلان مزيجا خطيرا

11201714211556725
11201714211556725

لندن - الرسالة نت

خصصت صحيفة "أوبزيرفر" افتتاحيتها للسعودية، تحت عنوان "لامبالاة السعودية تتسبب بالبؤس ودعم الولايات المتحدة يزيد الأمر سوءا".

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في عجلة من أمره، وكذلك صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر، وهما يشكلان معا مزيجا خطيرا".

وتشير الصحيفة إلى أن كوشنر زار السعودية، واجتمع بولي العهد حتى ساعات الفجر، وتبعت ذلك  ثلاثة تحركات كبيرة: حركة التطهير التي قام بها ابن سلمان في أوساط الأمراء الأثرياء ورجال الأعمال السعوديين، والانقلاب الصامت في لبنان، وفرض حصار على الموانئ اليمنية يهدد بكارثة إنسانية".

وتلفت الافتتاحية إلى أن "البيت الأبيض، الداعم لسياسات الأمير ابن سلمان، لم يوجه أي شجب لما فعله، بل على خلاف ذلك، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر عن دعمه للحملة في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)".

وتفيد الصحيفة بأن "العلاقة الخاصة بين كوشنر وابن سلمان تشكل مصدر قلق للدبلوماسيين الأمريكيين ووزارة الدفاع (البنتاغون)، حيث قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة (نيويورك تايمز) إن كوشنر لم يعلمهم عن اتصالاته، وقال مسؤول أمريكي إن كوشنر هو (ثقب أسود) لا يمكن التكهن بمواقفه، لكن من خلال ما يفعل وأين يذهب".

وتعتقد الافتتاحية أن "الكيفية التي تدير فيها الولايات المتحدة سياستها الخارجية هي شأن خاص بها، لكن حين يتسبب ذلك في زعزعة استقرار منطقة مضطربة أصلا، فإن ذلك يصبح خطرا على الجميع، وهذا ما يحدث الآن، فهناك الحرب الكارثية في اليمن، التي بدأها محمد بن سلمان عام 2015، حيث  شن ابن سلمان، بصفته وزيرا للدفاع، عملية عسكرية في اليمن لهزيمة الحوثيين، وتخفيف التأثير الإيراني هناك، وقد فشلت العملية في تحقيق أي من الهدفين وبشكل مريع، بل حولت أفقر دولة في العالم إلى ميدان قتل ينتشر فيه العنف والمرض وفقر التغذية".

وتنوه الصحيفة إلى تحذيرات الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من مخاطر وفاة الملايين، إن لم تتوفر المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، حيث قالت منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية إن 130 طفلا يمنيا يموتون في كل يوم، ويعتقد أن أكثر من 50 ألف طفل ماتوا هذا العام، "هذا كله عشية يوم الطفل العالمي، الذي يحل اليوم، ما يشكل عارا على العالم، وهذه الأفعال السعودية، بما فيها مزاعم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تمر دون شجب من كوشنر والإدارة الأمريكية المتواطئة".

وترى الافتتاحية أن "خوف السعودية من منافستها إيران هو سبب الكثير من الأخطاء وسوء التقدير في المغامرات الخارجية لابن سلمان، التي هي مصدر للقلق المتزايد بين الحلفاء الغربيين وعملاء النفط ومزودي السلاح، حيث نشب خلاف دبلوماسي حاد بين الرياض وبرلين؛ للدور الذي يعتقد أن الرياض أدته في قضية استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري؛ بسبب رفضه التحرك ضد حزب الله المدعوم من إيران".

وتبين الصحيفة أن "أنصار الحريري يعتقدون أن السعودية اختطفت الحريري ولجأ إلى فرنسا، ومن هنا حذر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من تحول لبنان إلى (ساحة نزاعات بالوكالة)، وكان نقده واضحا لكل من الرياض وطهران".

وتذكر الافتتاحية أن كلا من فرنسا وألمانيا عبرتا عن خشية من الحصار الذي فرضه ابن سلمان على قطر؛ بسبب علاقتها مع إيران، بشكل يوسع هلال المشكلات في المنطقة، حيث قال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل: "نقطة غير مستقرة هي آخر ما يريده سكان الشرق الأوسط الآن".

وتنتقد الصحيفة موقف الحكومة البريطانية من حملة ابن سلمان في اليمن، أو حرب الاستنزاف هناك، مشيرة إلى أن دعوة وزارة الخارجية الأسبوع الماضي بفتح المجال "حالا" أمام وصول المواد التجارية والإنسانية كانت غير عادية، في ضوء الموقف المذعن لمطالب الرياض.

وتربط الافتتاحية دعوة وزير الخارجية بوريس جونسون بأمر آخر، وتقول إنها "فد تكون ذات دوافع شخصية في ضوء الطريقة الكارثية التي تعامل فيها مع ملف المعتقلة البريطانية الإيرانية في سجون طهران نازنين زغاري- رادكليف، وسيزور جونسون طهران قريبا، وربما كان يريد تقديم بعض المواقف المحبذة لإيران قبل زيارته".

وتقول الصحيفة إن "الغرب نظر تاريخيا لبيت آل سعود المتصلب على أنه قوة ضرورية، ولو كانت غير جذابة لاستقرار المنطقة، وعادة ما انتقدت السعودية بسبب سجل حقوق الإنسان، وطبيعتها غير الديمقراطية ونشرها الأصولية، إلا أن السعودية في عهد ابن سلمان أصبحت دولة لا يمكن التكهن بأفعالها، وتتقن شن و تغذية النزاعات التي لا يمكنها وقفها، ولم يعد هناك مجال للتسامح مع مظاهر فشلها المتعددة".

وتختم "أوبزيرفر" افتتاحيتها بالقول: "تعيش السعودية ضغوطا ليس بسبب طموحات إيران، لكن بسبب انخفاض أسعار النفط، وتقلص الثروة الوطنية والدعوات المتزايدة للإصلاح، والتغيير ضروري، إلا أن سلوك ابن سلمان اللامبالي، إلى جانب سلوك شريكه اللامسؤول في البيت الأبيض، يتسببان في جلب الأخطار".

البث المباشر