قال الرئيس اللبناني ميشال عون، غداة وصف وزراء الخارجية العرب حزب الله بالإرهابي، إن لبنان يجب ألا يدفع ثمن الصراعات العربية والإقليمية، في حين تحدث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من بيروت عن "رغبة" لتجنيب لبنان تداعيات الخلافات الإقليمية.
فقد قال عون -بُعيد اجتماعه مع أبو الغيط في قصر بعبدا- إن لبنان لم يعتدِ على أي طرف، وإنه لا يقبل الإيحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية.
وأضاف "لبنان ليس مسؤولا عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي تشهدها دول عربية، وهو لم يعتد على أحد، ولا يجوز بالتالي أن يدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي".
كما قال الرئيس اللبناني إن الاستهداف الإسرائيلي للبنان لا يزال مستمرا، وإن من حق اللبنانيين أن يقاوموه ويحبطوا مخططاته بكل الوسائل المتاحة.
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية إنه لا ينبغي لأحد أن يقبل أو يرغب في إلحاق الضرر بلبنان، مشيرا إلى تركيبة البلد الخاصة. وأضاف أبو الغيط أنه شرح للرئيس اللبناني الظروف التي أحاطت باجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية أمس الأحد في القاهرة، والقرار الصادر عنهم.
وأشار إلى إن الموقف من حزب الله ليس جديدا، وأنه حتى الإشارة إلى الحكومة اللبنانية كانت إشارة إلى المشاركة وليس المقصود بها لبنان كدولة.
مخاوف متزايدة
وقالت مراسلة الجزيرة في لبنان إلسي أبي عاصي إن بيان الرئيس عون بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية يعكس مخاوف متزايدة في لبنان من أن الساحة الداخلية تنزلق لتكون ساحة مواجهة بين إيران والسعودية، في وقت يشهد فيه البلد أزمة سياسية بعد الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء سعد الحريري من الرياض قبل أسبوعين.
وأشارت إلى أن بيان عون سبقه تأكيد مصادر في الخارجية اللبنانية تمسك لبنان بموقف النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، ورفضه وصف حزب الله بالإرهابي، بوصفه مكونا من مكونات الشعب اللبناني.
وكان البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي صدر أمس حمّل حزبَ الله "الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية"، كما أدان البيان الوزاري إيران، وطالبها بالكف عن التدخل في الشؤون العربية، وعن دعم الإرهاب.
وتحفّظ لبنان والعراق على وصف حزب الله بـ"منظمة إرهابية"، في حين تحفّظت بغداد أيضا على إدانة سياسة الحكومة الإيرانية في المنطقة.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل -الذي لم يشارك في الاجتماع- طلب من نظرائه العرب التخفيف من حدة بيان اجتماعهم في القاهرة، مشددا على ضرورة تحييد لبنان عن موضوع التدخل الإيراني في الدول العربية.
المصدر : وكالات,الجزيرة