أعلن مسؤول كبير من ميانمار أن بلاده وقعت مذكرة تفاهم مع بنغلاديش اليوم الخميس بشأن عودة مئات الآلاف من اللاجئين من مسلمي أقلية الروهينغا لبلادهم.
وقال ميينت كياينغ السكرتير الدائم في وزارة العمل والهجرة والسكان بحكومة ميانمار "نحن مستعدون لاستقبالهم في أسرع وقت ممكن بعد أن ترسل بنغلاديش نماذج الاستمارات إلينا". في إشارة إلى نماذج معلومات شخصية يستكملها الروهينغا قبل إعادتهم إلى ميانمار.
وحددت مذكرة التفاهم شروط عودة مئات آلاف الروهينغيين الذين فروا إلى بنغلاديش هربا من بطش وتنكيل الجيش بهم. وذكر متحدث باسم وزارة الشؤون الداخلية بميانمار أنه تم خلال محادثات جرت مع مسؤولي بنغلاديش أمس الأربعاء وضع اللمسات الأخيرة على مذكرة تفاهم بشأن عودة اللاجئين.
وكانت رئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد قالت أمس إن بلادها تواصل المحادثات مع ميانمار بهدف إيجاد حل لأزمة الروهينغا بإقليم أراكان، وأضافت في خطاب لها أمام البرلمان البنغالي إن بلادها نجحت في الحصول على تأييد المجتمع الدولي في مسألة عودة مسلمي الروهينغا الفارين من ممارسات العنف في أراكان إلى بلادهم بشكل آمن.
تعليق السفر
من جهة أخرى، أفادت السفارة الأميركية بميانمار اليوم الخميس بأن الولايات المتحدة علقت مؤقتا سفر مسؤولين أميركيين إلى إقليم أراكان، وأشارت إلى تخوفات من احتجاجات محتملة على تصريحات وزير الخارجية ريكس تيلرسون التي وصف فيها العمليات العسكرية ضد السكان الروهينغا بأنّها أعمال تطهير عرقي ضد الأقلية المسلمة.
وقال تيلرسون أمس الأربعاء إن واشنطن وبعد تحليل دقيق وشامل للحقائق المتاحة، تبين لها أنّ ما جرى شمال ولاية أراكان شكل تطهيرا عرقيا ضد الروهينغا. وأضاف أن واشنطن تنظر في تطبيق عقوبات على المسؤولين عن ذلك نظرا للفظائع الرهيبة التي حدثت.
وذكر مسؤول أميركي كبير أن الولايات المتحدة تأمل أن يؤدي تأكيدها حدوث تطهير عرقي ضد الروهينغا إلى زيادة الضغط على الجيش والقيادة المدنية في ميانمار للتعامل مع الأزمة والسماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم.
وتسعى ميانمار بتوقيعها مذكرة التفاهم المذكورة لتخفيف الضغط الدولي عليها، بينما تسعى بنغلاديش إلى ضمان عدم تحول مخيمات اللاجئين بمنطقة كوكس بازار إلى وضع دائم.
يذكر أن جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة ارتكبوا جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهينغا المسلمة في إقليم أراكان (غربي البلاد) منذ 25 أغسطس/آب الماضي، وأسفرت الجرائم عن مقتل الآلاف من الأقلية، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، ولجوء نحو 826 ألفا إلى بنغلاديش وفق الأمم المتحدة.