أجرى الصحفي الأمريكي المعروف توماس فريدمان مقابلة موسعة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تناول فيها السياسة الداخلية والخارجية للرياض، في ضوء المواقف والإجراءت الجديدة التي أقدمت عليها المملكة منذ توليه منصب ولي العهد.
وفي المقابلة التي أجراها فريدمان لصالح صحيفة نيويورك تايمز الخميس، شنّ ابن سلمان هجوما شرسا على إيران وسياساتها في المنطقة، مشيرا إلى اتباع بلاده سياسة جديدة ضد طهران.
هتلر الشرق الأوسط
واعتبر ابن سلمان أن خامنئي هو "هتلر جديد في الشرق الأوسط ولا يمكن التسامح معه"، وأضاف أن بلاده "استخلصت درسا من أوروبا بأن سياسة الاسترضاء لا تجدي نفعا، ولا نريد أن يكرر هتلر إيران في الشرق الأوسط ما حدث في أوروبا".
ورفض ابن سلمان التعليق على تحركات رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي تراجع عن الاستقالة بعد عودته إلى بيروت، لكنه شدد على أن الحريري لن "يواصل منح غطاء سياسي لحكومة لبنانية يسيطر عليها بشكل أساسي حزب الله الذي يأتمر بأوامر من طهران".
"حملة على الفساد"
وفي ما يتعلق بحملة "محاربة الفساد" التي اعتقل على خلفيتها عشرات الأمراء والمسؤولين السابقين، قال ابن سلمان للصحيفة الأمريكية، إنه تمّ عرض مواد ونتائج التحقيقات على جميع المحتجزين، مرفقة باقتراحين: "إما إحالة هذه التحقيقات إلى المحاكم وفتح قضايا جنائية بناء عليها، أو إبرام اتفاق مصالحة وديّة"، لافتا إلى أن "95% من المتهمين وافقوا على الخيار الثاني".
وأضاف: "حوالي 1% فقط من المعتقلين تمكنوا من إثبات براءتهم وتم وقف التعقبات والتحقيقات بحقهم، وحوالي 4% قالوا إنهم غير مذنبين، وسوف يستعينون بمحاميهم للدفاع عنهم".
وأشار إلى أنه "وفقا لما ذكره الادعاء، فإن حوالي 100 مليار دولار ستؤول إلى الخزينة السعودية من دفع التعويضات عن الفساد، أي ما يعادل تقريبا مقدار الضرر الذي لحق بالمالية العامة السعودية من جراء الفساد الذي مارسته هذه النخبة في البلاد"، وفق تعبيره.
"افتراضات سخيفة"
وحول الاتهامات الموجهة له باستغلال سلطته للقضاء على خصومه في العائلة المالكة، قال ابن سلمان "هذه افتراضات سخيفة"، مشيرا إلى أن العديد من المعتقلين في فندق ريتز كانوا قد "أعلنوا بالفعل ولاءهم له ولإصلاحاته".
وتابع: "لقد عانى بلدنا الكثير من الفساد من 1980 حتى اليوم. وبحساب خبرائنا فإن ما يقرب من 10 في المائة من إجمالي الإنفاق الحكومي كان يتم اختلاسه وسرقته من خلال الفساد كل عام، من أعلى المستويات إلى أسفل الهرم، وعلى مر السنين أطلقت الحكومة أكثر من حرب على الفساد "وفشلت جميعها. لماذا؟ لأنها كلها بدأت من أسفل الهرم إلى أعلاه".
"نعيد الإسلام لأصوله"
وعن سلسلة الإجراءات التي أعلنت عنها السلطات السعودية مؤخرا وحديث ابن سلمان عن الإسلام المعتدل، قال الأمير السعودي: "نحن لا نعيد تفسير الإسلام، ولكننا نعيد الإسلام إلى أصوله، وأكبر أدواتنا هي ممارسات النبي، والحياة اليومية في السعودية قبل 1979".
وقال إنه في وقت النبي محمد صلي الله عليه وسلم، "كانت هناك المسارح الموسيقية، وكان هناك اختلاط بين الرجال والنساء، كان هناك احترام للمسيحيين واليهود في الجزيرة العربية، كما أن أول قاض تجاري في المدينة المنورة كان امرأة".