قائمة الموقع

هآرتس: طاقم واشنطن يعد مبادرة ترامب لطرحها في ظروف أفضل

2017-11-25T08:35:07+02:00
صورة ارشيفية
غزة-الرسالة نت

قالت صحيفة هآرتس العبرية أنه من الصعب تقدير درجة تصميم الرئيس ترامب على تنفيذ نيته في إطلاق مبادرة سياسية لحل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني ـ العربي، مشيرة لعدم استكماله التعيينات الأساسية في مجال الخارجية والأمن، مبنية أن ترامب لا يمتاز بسلوك واضح في مجال السياسة الخارجية.

وأفادت الصحيفة على لسان شاؤول اريئيلي ونمرود نوفيك، أن مستشار الرئيس لشؤون المفاوضات الدُّولية جيسون غرينبلاط، الذي يساعده طاقم صغير، لكنه خبير ومجرب، يكرس معظم جهوده لبلورة خطة استنادا إلى دروس الماضي التي توصل إليها من خلال عشرات اللقاءات مع الأطراف كلهم، ومع خبراء في المنطقة وخارجها.

وأضافت أن صهر الرئيس ومستشاره جارد كوشنر، المسؤول عن الموضوع، أسهم أيضا بجهد لا بأس به، خاصة في كل وقت تقدر فيه واشنطن أنه من المهم أن تبين للأطراف أن غرينبلاط يتحدث حقا باسم الرئيس. إن حضور كوشنر من شأنه أن يرسل هذه الرسالة.

وأوضحت أنه برغم أقوال الرئيس من ناحيته إن أية صيغة ـ دولة واحدة أو دولتان ـ مقبولة عليه بشرط أن يتفق عليها الطرفان، وبرغم أن سفيره في البلاد، ديفيد فريدمان، ليس من المؤيدين المتحمسين لحل الدولتين، فعليًا، هذا الخيار يقف في مركز الخطة الآخذة في التبلور.

ونوهت هآرتس إلى أن أحد التحديات التي يحاول غرينبلاط التغلب عليها هو مستوى التشكك في أوساط الشعبين، الإسرائيلي والفلسطيني، وفي المحيط العربي ذي الصلة بشأن نجاح مهمته، مضيفة "في محاولة لتمهيد الأرض، فقد استثمر جهودا لإقناع المشاركين كلهم لاتخاذ خطوات تمهيدية تؤدي إلى تغيير الأجواء، بحيث تتغلب على الشكوك، وبهذا تمكن من إطلاق العملية في ظروف أفضل".

وبينت أنه "وجد استعدادا لا بأس به لهذا في أماكن أقل توقعًا، وعلى رأسها السعودية واتحاد الإمارات، لكن استعدادهما لإحداث تغيير في الأجواء بخطوات تثبت للجمهور الإسرائيلي مساهمة العملية في السياق الإقليمي، تم كبحها بسبب عدم الثقة العميقة بنتنياهو".

وتابعت القول: "في تصور الإدارة، هذا الجهد ليس من شأنه فقط أن يحل المشكلة المحلية، بل التمكين من خلق إطار إقليمي من خلاله سيتم التعبير بصورة ناجعة أكثر عن إجمالي المصالح المشتركة بين إسرائيل والرباعية العربية (السعودية، مصر، الأردن ودولة الإمارات) وذلك أمام تهديد إيران الملموس والنضال المتواصل ضد حركات ومنظمات الإسلام السياسي الجهادي "العنيف"، حيث أن كوشنر وغرينبلاط وفريدمان يعرفون أن التقدم في السياق الفلسطيني يشكل محكمة دينية لتأهيل دمج إسرائيل تدريجيا في النظام الإقليمي"، وفق تعبيرها.

وذكرت أن الطاقم الأمريكي ما زال يحتاج إلى وقت إضافي لإنهاء مبدأين أساسيين في برنامجه، الأول، التأكد من أنه في زمن إطلاق «خطة ترامب» يكون في جعبتهم التزامات واضحة من جانب اللاعبين الثلاثة الأوائل ـ إسرائيل وم.ت.ف والرباعية العربية، للقيام بخطوات وإصدار تصريحات من قبل كل واحد منهم، التي تمثل التزامهم العملية وتقلص عدم الثقة بدرجة تمنح فرصة للمفاوضات عند بدئها، والثاني، توسيع إطار المفاوضات بحيث تجري في ثلاث قنوات متوازية:

-إسرائيل ـ م.ت.ف: مفاوضات على كل المواضيع الأساسية في الاتفاق الدائم لحل دولتين لشعبين.

-إسرائيل ـ الرباعية العربية: التحدث عن تحفظات إسرائيل على صيغة مبادرة السلام العربية، وعلى مواضيع إقليمية مشتركة.

-الدول المانحة ـ م.ت.ف: محادثات حول «السلام الاقتصادي» وإنشاء البنية التحتية التنظيمية والاقتصادية لدولة فلسطينية.

في السياق الأول، كما يتبين، الأمريكيون يريدون الوصول إلى عشية إطلاق الخطة عندما يكون في جيبهم ثلاث «أمانات»، تنفذ تدريجيا ولكن بصورة متوازية (منشور ثلاثي) غداة اجتماع لجنة تحريك العملية. مركبات «الرزم المختلفة» ما زالت قيد النقاش، لكن هناك أسباب للافتراض أن إسهام إسرائيل يتوقع أن يشمل تجديد التزام حل الدولتين. الموافقة، حتى ولو بشروط، على مبادرة السلام العربية كأساس للعملية، الامتناع عن إعاقة عملية المصالحة الداخلية الفلسطينية، تقييد البناء في المستوطنات بحيث يكون في حدود المناطق المبنية فقط، أي البناء بشكل عمودي نعم، أخذ مناطق أخرى، لا. ونقل مساحة صغيرة رمزية من مناطق (ج) بحيث تصبح مناطق (ب) (لإثبات أن الحديث عن الضم لا يعبر عن سياسة أن مناطق (ج) غير خاضعة للمفاوضات)، وفق هآرتس.

في الرزمة الفلسطينية مطلوب من م.ت.ف الامتناع عن القيام بخطوات في الساحة الدولية ضد إسرائيل، وتطبيق وتعميق التنسيق الأمني، وعلاج موضوع التحريض، ودفع عملية المصالحة الداخلية الفلسطينية والعمل، بمساعدة الدول المانحة، على تحسين الحكم والشفافية في ميزانية السلطة الفلسطينية.

«رزمة» إسهام الرباعية العربية (المتعلقة أساسا بالسعودية ودولة الإمارات، كما هو معروف، برغم أنه يبدو أن هناك دولا أخرى ستفحص الاستجابة) أمام إسرائيل تشمل خطوات تطبيع أولية ومنها السماح بمرور الطائرات الإسرائيلية في سماء هذه الدول، الفتح المتبادل لخطوط الاتصال، تشجيع لقاءات تجارية وإعطاء تأشيرات لرجال أعمال من أجل زيارات متبادلة، تشجيع تغطية صحافية متبادلة، وذلك يشمل فتح وسائل الإعلام العربية أمام شخصيات إسرائيلية لإجراء مقابلات معها، وإعطاء الإمكانية لوسائل إعلام إسرائيلية للعمل في هذه الدول. المتوقع هو أن هذه الدول ستأخذ على مسؤوليتها التزام منح م.ت.ف الدعم المالي والسياسي.

وتابعت الصحيفة العبرية أن "عمل الطاقم سيقدم بعد بضعة أشهر للرئيس الذي يصعب توقع خطواته. عندها سيتضح إذا كان مصمما على المضي في الطريق أو يكون تحمسه قد فتر".  

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00