حذرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة أمس الأربعاء من أن النظام في كوريا الشمالية يعرض نفسه للدمار الكامل إذا اندلعت حرب، وذلك بعد يوم واحد من إطلاق بيونغ يانغ صاروخا بالستيا جديدا عابرا للقارات.
وقالت نيكي هيلي في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي أمس "نحن لم نسع أبدا لحرب مع كوريا الشمالية، وما زلنا حتى الآن لا نتطلع لها. وإذا ما نشبت الحرب فسيكون السبب فيها التصرفات العدائية المستمرة كالتي شهدناها بالأمس".
وأضافت "وإذا قامت الحرب، كونوا على يقين من أن النظام الكوري الشمالي سيُقضى عليه قضاء مبرما. وسيكون في وسع دول العالم عزل النظام الكوري الشمالي أكثر والحد من المسار الخطير الذي يسير عليه بل والقضاء عليه.. بمشيئة الرب".
وأطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء صاروخا بالستيا عابرا للقارات من نوع جديد، على ما يبدو من طراز (هواسونغ-15). وأعلن تلفزيون بيونغ يانغ الرسمي أن الصاروخ ذو قدرة نووية وأعلى قدرة من الصواريخ التي اختُبرت من قبل.
دعوة لقطع العلاقات
إلى ذلك دعت الولايات المتحدة أمس الأربعاء الدول التي لا تزال تربطها علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية إلى قطع تلك العلاقات وسحب سفرائها منها.
وطالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت بهذا الإجراء خلال إيجاز صحفي في واشنطن، قائلة إن هذا من شأنه تعزيز الضغوط الدولية على كوريا الشمالية لإنهاء برنامج أسلحتها النووية.
يشار إلى أنألمانيا وبريطانيا والسويد من بين الدول التي لا تزال لديها تمثيل دبلوماسي في كوريا الشمالية، وفقا لمواقع وزارات خارجيتها على الإنترنت.
ودعت نويرت الدول بشكل عام إلى قطع علاقاتها مع بيونغ يانغ وطلبت ذلك من ألمانيا بشكل خاص.
واعتبرت نويرت أن المشكلات الناجمة عن برنامج كوريا الشمالية النووي لا تهدد الولايات المتحدة فحسب، بل العام بأسره.
الجرو الصغير
من جانبه وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأنه "جرو صغير"، وتوعد بفرض عقوبات "كبيرة" على بلده عقب إطلاقها الثلاثاء صاروخا بالستيا جديدا عابرا للقارات وقادرا على ضرب الولايات المتحدة في عمق أراضيها.
واعتبر ترمب في خطاب ألقاه في ولاية ميسوري أن خطته للإصلاح الضريبي هي بمثابة "وقود صواريخ" للاقتصاد الأميركي، قبل أن يعرج للحديث عن الرئيس الكوري الشمالي واصفا إياه بـ"رجل الصواريخ الصغير".
وكان ترمب كتب مغردا على حسابه في التويتر قائلا إنه تحدث هاتفيا مع نظيره الصيني شي جين بينغ بشأن ما وصفه بالتصرف الاستفزازي لكوريا الشمالية، وأضاف أنه ستفرض عقوبات إضافية شديدة على بيونغ يونغ، دون أن يدلي بأي تفاصيل.
وقال البيت الأبيض إن ترمب دعا نظيره الصيني للضغط على كوريا الشمالية بكل الوسائل المتاحة لوقف استفزازاتها، والعودة إلى مسار نزع السلاح النووي.
وفي ردود الفعل الدولية الأخرى استدعت وزارة الخارجية البريطانية السفير الكوري الشمالي للتنديد باختبار بيونغ يانغ صاروخا بالستيا جديدا.
وقال وزير شؤون آسيا والمحيط الهادي مارك فيلد في بيان "استدعيت السفير الكوري الشمالي إلى وزارة الخارجية كي أوضح له إدانتنا لهذه التجربة الأخيرة لصاروخ بالستي".
وأضاف "كوريا الشمالية تزعم أنها تريد جلب الأمن والاستقرار لشعبها. لكن أفعالها لا تسبب إلا عدم الأمن، وتعمق عزلتها".
من جانبها نددت فرنسا على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون بإطلاق كوريا الشمالية صاروخها الجديد.
وقال ماكرون لتلفزيون (فرانس 24) أمس الأربعاء إنه يعول على الصين وروسيا العضوين الدائمين بمجلس الأمن الدولي لتصعيد العقوبات على كوريا الشمالية بعد أحدث اختباراتها الصاروخية.
وأضاف "مرة أخرى أندد بشدة بإطلاق الصاروخ أمس والآن علينا أن نزيد العقوبات".