تنذر الأنباء الواردة من البيت الأبيض حول دراسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإقرار النهائي للخطة الهادفة للاعتراف بمدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"؛ بدخول المنطقة في حالة عدم استقرار، وربما "حرب دينية"، وفق مختصين.
وبينما لم يصدر أي موقف موقف رسمي من الإدارة الأمريكية حيال هذا الشأن، يحذر مراقبون من تداعيات خطيرة على جميع الأطراف ذات العلاقة
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري علق على هذه الأنباء بالقول: "هذا التوجه الأمريكي هو أمر مبيت"، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية "تنتظر الوقت المناسب للإعلان عنه".
ورأى أن هذه "القرارات السياسية لن تغير من الواقع شيئا، نظرا لقدسية فلسطينية ومنزلتها الإسلامية"، معربا عن رفضه لأي إجراءات تمس مدينة القدس المحتلة.
وشدد الشيخ صبري في حديثه لـ"عربي21" على أن التصرف الأمريكي ينطلق من منطلق القوة والغطرسة، موضحا أن "هناك لوبيا صهيونيا يضغط على الإدارة الأمريكية، من أجل دفعها للاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل".
وأكد أن الموقف الرسمي للدول العربية والإسلامية "لن يقف بجانب مدينة القدس بالتزامن مع المخططات العدوانية المستمرة، وذلك وفق المعطيات القائمة".
من جهته، قال المحامي الفلسطيني المختص في القدس خالد زبارقة، إن "الاستهداف المتواصل لمدينة القدس والمسجد الأقصى، أصبح استهدافا عالميا يأتي ضمن المشروع الصهيوني العالمي، مضيفا أنه "على يبدو أن أمريكا بدأت تقدم خدماتها للمشروع الصهيوني من منطلقات أيدلوجية".
وأوضح زبارقة في حديثه لـ"عربي21" أن "ما تخطط له الإدارة الأمريكية بشأن الاعتراف أو نقل السفارة، هو مخالفة لجميع الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، وأيضا قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، التي تقول إن القدس هي مدينة محتلة".
وأكد أن "أمريكا بدأت تخترق القرارات الدولية لخدمة أجندة دينية في القدس المحتلة"، مشيرا إلى التسارع في السياسات الصهيونية المحلية والعالمية بخصوص قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، التي تستغل الظرف الإقليمي الذي يعاني منه الوطن العربي.
وتابع قائلا: "ما يجري يجعلنا نحذر العالم، بأن قضية القدس؛ هي قضية حساسة جدا، وهي لا تتعلق بالحق السياسي للشعب الفلسطيني فقط، بل هي قضية دينية تمس حق مليار وثمانمائة مليون مسلم على الأرض".
سلسلة متصلة
ونبه إلى أن "أي استغلال للظرف الإقليمي والعربي من أجل فرض أجندة دينية على القدس من طرف الإدارة الأمريكية الحالية، يعني إدخال المنطقة إلى حرب دينية، لا يعلم مصيرها أحد من البشر".
وحول الأداء الفلسطيني والعربي والإسلامي تجاه ما يجري، قال بارقة إن "هذا الأداء الضعيف للنظام الرسمي العربي، وفي مقدمتهم السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية والنظام السعودي والمصري، وجامعة الدول العربية؛ كل هؤلاء يتحملون نتائج سياساتهم التي أوصلت أمريكا إلى القيام بتنفيذ مشروعها الخاص بشأن مدينة القدس".
كما استهجن بشده، "الدور المغيب لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تشكلت لحماية القدس والأقصى"، مؤكدا أن "الأداء الضعيف لهذه المنظمة إضافة لضعف أداء النظام الرسمي العربي، هو الذي شجع إن لم يكن ساهم في تنفيذ سياسات وتطلعات المشروع الصهيوني العالمي على القدس في هذه الأيام"، وفق قوله.
ونوه المحامي المختص إلى أن "عزم الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، هي مرحلة في سلسلة متصلة من المراحل تقودها الإدارة الأمريكية الحالية، التي تؤمن وتنسجم من منطلقات دينية بالمشروع الصهيوني، وتسعى لتنفيذ أجندتها الدينية في القدس والأقصى".
وحذر من أن "هذه الخطوة الخطيرة ستتبعها خطوات أخرى، وإن لم يستيقظ الجميع لصد هذه الخطوة، سنكون أمام واقع مرير في المستقبل القريب".
عربي21