قالت وسائل إعلام أميركية إن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب هو الشخص الذي تشير اعترافات مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين إلى أنه أمر بإجراء اتصالات بالمسؤولين الروس، وذلك بعدما وافق فلين على التعاون مع المحققين.
وأفادت شبكة سي.أن.أن الإخبارية بأن الاعترافات التي قدمها الجنرال فلين أمس الجمعة تفيد بأن "عضوا رفيعا جدا" في فريق ترمب الانتقالي أمره بالاتصال بمسؤولين روس، وأكدت -نقلا عن مصادرها- أن الشخص المقصود هو جاريد كوشنر صهر ترمب.
وأضافت الشبكة أن مستشارة ترمب السابقة كي.تي مكفارلاند تحدثت أيضا مع فلين لتوجيهه إلى الاتصال بالمسؤولين الروس.
ونقلت قناة أن.بي.سي أن كوشنر أوعز إلى فلين بالاتصال بالروس يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2016 تقريبا.
ووفقا لهذه الأنباء، فإن الاتصال بالمسؤولين الروس كان يهدف إلى التعاون في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار يدين بناء إسرائيل للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية، أو تأجيل التصويت عليه.
وتأتي هذه التقارير بعد ساعات من إقرار فلين بالكذب على السلطات بشأن اتصالاته بالمسؤولين الروس، وبعد تعهده بالتعاون مع مكتب المحقق الخاص روبرت مولر في قضية التواطؤ المحتمل بين فريق ترمب وروسيا.
فقد سلم فلين نفسه إلى مكتب التحقيقات الاتحادي (أف.بي.آي) أمس الجمعة على إثر اتهامه رسميا بتقديم تصريحات كاذبة ومضللة للمكتب بشأن اتصالاته مع السفير الروسي السابق في واشنطن.
وتحدثت تقارير إعلامية أميركية عن استعداد فلين للشهادة بأن ترمب وجهه للاتصال بالروس في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأفاد مراسل الجزيرة في واشنطن مراد هاشم بأن توجيه الاتهام رسميا إلى فلين يعني أن دائرة التحقيقات تقترب أكثر وأكثر من الرئيس ترمب.
من جانبه، قال البيت الأبيض إن تصريحات فلين المضللة لمكتب التحقيقات تعكس التصريحات الخاطئة ذاتها التي أدت إلى إقالته من منصبه في فبراير/شباط 2017.
وقال محامي البيت الأبيض تي كوب إن الإقرار بالذنب أو التهم الموجهة لا تورط أي شخص آخر غير فلين، وقلل من دور الأخير في البيت الأبيض، مشيرا إلى أنه كان مستشارا لمدة 25 يوما فقط.
وعيّن فلين -وهو عسكري متقاعد ترأس وكالة استخبارات الدفاع سابقا- مستشارا للأمن القومي عقب تسلم ترمب السلطة يوم 20 يناير/كانون الثاني 2016، غير أنه أجبر على الاستقالة بعد أسابيع وسط تقارير تناولت اتصالاته بالسفير الروسي في واشنطن حينها سيرغي كيسلياك، وادعاءات بأنه ضلل مايك بنس نائب الرئيس الأميركي بشأن هذه الاتصالات.
وقد كثف المحقق الخاص روبرت مولر جهوده في الأسابيع الماضية لجمع الأدلة والمعلومات عن فلين من خلال استجواب عشرات الشخصيات والمسؤولين. وكشفت وسائل إعلام أميركية أول أمس الخميس أن ضمن من استجوبهم مولر كان جاريد كوشنر صهر ترمب ومستشاره الخاص.
من جهة أخرى، قال العضو الديمقراطي في اللجنة القضائية بمجلس النواب الأميركي جيري نادلر إن إقرار فلين بالذنب يشير إلى أن هناك "أدلة تكفي وزيادة لتكون أساسا لتحقيق في الكونغرس" يستهدف الرئيس ترمب.
الجزيرة نت