غزة- ماجد عبد الوهاب-الرسالة نت
رأى متابعان للشأن الفلسطيني أن رئيس السلطة الفلسطينية "المنتهي الولاية" محمود عباس سيستجيب للضغوطات الأمريكية ويدخل في مفاوضات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدان أن الموقف العربي ضعيف وسيقبل بالمفاوضات بمبررات ضعيفة تحفظ ماء الوجه.
وأشار المتابعان في حديثين منفصلين لـ"الرسالة نت" إلى أن شرط وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة للقبول بالمفاوضات غاب عن الخطابات العربية والفلسطينية الأخيرة، وهذا يشير إلى زيادة الضغط الأمريكي الإسرائيلي على العرب والسلطة، موضحان أن شرط عباس قبول الدولة العبرية بدولة فلسطينية على حدود عام 1967م وحماية حدودها بقوات دولية للدخول بالمفاوضات المباشرة، لن تقبله "إسرائيل".
مزيد من الضغط
ورأى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن القمة الإسرائيلية الأمريكية في واشنطن قبل أسبوع أفضت إلى مزيد من الضغط الأمريكي على الجانب الفلسطيني من أجل الانتقال من مفاوضات التقارب غير المباشرة إلى المفاوضات المباشرة.
ولفت حبيب إلى أن لقاءات الرئيس المصري حسني مبارك وعباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو، ومبعوث السلام الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل تشير إلى "وجود ضغوطات متزايدة على الجانب الفلسطيني لبدء مفاوضات مباشرة"، مؤكداً أن الجانب المصري سيضغط بشكل كبير على عباس للقبول بالمفاوضات المباشرة.
والتقى الرئيس المصري مبارك الأحد 18 يوليو/ تموز 2010 في ثلاث اجتماعات منفصلة مع عباس، ونتنياهو، والأمريكي جورج ميتشل بالقاهرة لبحث تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية وليد المدلل، إن عباس ليس لديه أوراق ضغط على الجانب الإسرائيلي وبالتالي ليس أمامه سوى الخضوع للضغوطات الأمريكية والإسرائيلية والقبول بمفاوضات مباشرة.
وأوضح المدلل أن الجانب الإسرائيلي يمتلك أوراق ضغط قوية وأقلها الورقة الأمريكية، إضافة إلى الموقف الدولي المتواطئ معه والضعف العربي وهذا كله يجعل السلطة الفلسطينية الحلقة الأضعف ويجبرها على القبول بالمفوضات المباشرة.
تنازل عن الشروط
وفيما يتعلق بشرط وقف الاستيطان لدخول المفاوضات، قال حبيب: "إن الشرط العربي الفلسطيني المتمثل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والقدس للدخول في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي قد غاب في الآونة الأخيرة عن الخطابات الرسمية الفلسطينية والعربية وهذا يشير إلى أن الجميع بات يبحث عن مبررات للتراجع عن شرط الاستيطان واستبداله بشروط تافه جديدة والتغطية على الدخول في مفاوضات مباشرة".
وتوقع حبيب أن مبادرة السلام العربية التي ستجتمع نهاية الشهر الجاري ستقبل بدخول الجانب الفلسطيني لمفاوضات مباشرة مقابل مبررات جديدة لحفظ "ماء الوجه".
من جانبه، أشار المدلل إلى أن وضع عباس الداخلي ضعيف والضغوطات عليه تتزايد وبالتالي ليس مستغربا أن يتنازل عن شرط تجميد الاستيطان للدخول في المفاوضات المباشرة.
واشترط أبو مازن قبل دخوله إلى المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي وقف كافة أشكال الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والقدس، ولكنه قبل بعد ذلك بها نتيجة الضغوط الأمريكية وموافقة لجنة مبادرة السلام العربية عليها.
ويشترط عباس هذه المرة لبدء مفاوضات مباشرة قبول "إسرائيل" بحدود عام 1967م كأساس للدولة الفلسطينية ونشر قوة دولية فيها لمراقبة الحدود.
وأوضح المدلل أن الشرط الذي يطرحه عباس سترفضه الحكومة الإسرائيلية الحالية بشكل قاطع وبالتالي لن يبقى أمامه سوى خيارين إما أن يترك الساحة السياسية أو يدخل المفاوضات إرضاءً للطرف الأمريكي، مشيراً إلى أن العرب سينقلبون إلى ورقة ضغط على عباس للقبول بالمفاوضات.