قائمة الموقع

"أجهزة فتح" على خطى "جيش لحد"

2010-07-18T17:23:00+03:00

خريشة: اهتماماتهم منصبة على تحقيق الأمن للإسرائيليين

البردويل: المميزات التي حصل عليها "لحد" أكثر من "عباس"

المجدلاوي: أوقفوا لقاءات العار التي تقدم خدمة مجانية للعدو

فايز أيوب الشيخ                                                           

أميط اللثام السبت الماضي عن حضور رئيس الإدارة المدنية الصهيونية العميد "يوآف مردخاي" وقائد المنطقة الوسطى الجنرال "آفي مزراحي" مناورة أجراها الحرس الرئاسي التابع لمحمود عباس، واستعرض الحرس أمام الحضور طُرق العمل التي يستخدمها في نشاطه ضد التنظيمات التي وصفها بـ "الإرهابية" والعنيفة، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية.

وبينت الصور التي تم التقاطها في المناورة قادة الاحتلال وثلة من الضباط والمجندات الإسرائيليات إلى جانب عدد من قادة "أجهزة فتح" أبرزهم دياب العلي قائد ما يسمى بـ "الأمن الوطني" .

وكانت صحيفة "هآرتس العبرية" قد كشفت عن زيارة سرية قام بها مؤخراً رئيس جهاز الشاباك "يوفال ديسكن" لمدينتي رام الله وجنين, حيث مكث يوماً كاملاً وحل ضيفاً على أجهزة سلطة فتح، مشيرة إلى أنها الزيارة الثانية من نوعها لديسكن في الأراضي الفلسطينية في الأشهر الأخيرة.

علاقة تفاوضية وأمنية

وفي غمرة الزيارات المتكررة لقادة الاحتلال للضفة الغربية، لم يتسن لـ"الرسالة نت"الحصول على ما يبرر هذه الزيارات واللقاءات من قادة فتح والسلطة الذين تهربوا من مجرد التعليق وعلى رأسهم  عدنان الضميري الناطق بإسم أجهزة "سلطة فتح" الذي سرعان ما تراجع عن وعده بالرد على أسئلتنا بعد طرحها عليه، وقال:"أنه غير مستعد للرد على مصائد في المياه العكرة"، حسب تعبيره.

ولم يستغرب النائب المستقل عن مدينة نابلس الدكتور حسن خريشة مثل هذه اللقاءات والزيارات المتكررة بين قادة الاحتلال ونظرائهم من قادة "سلطة فتح"، فقد أشار إلى أنه درجت العلاقة بين "سلطة فتح"  والاحتلال على أنها علاقة تفاوضية و أمنية قائمة على التعاون والتنسيق الأمني.

وتطرق خريشة في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى زيارة "ديسكن" لمدينتي رام الله وجنين، حيث أعتبر أن الزيارة جاءت نتاجاً للقاء الأمني بين باراك وفياض الاثنين الماضي، لافتاً الى أن" فياض" أراد بهذه الزيارة بأن يرى "ديسكن" بأم عينيه أن أجهزته قادرة على ضبط الأمن بنفس المستوى الذي يريده الصهاينة, وهذا مؤشر خطير وله دلالات كبيرة ويجب أن يتوقف عندها كل الشعب الفلسطيني وأحراره العالم"، كما قال .

وفي الأسابيع الأخيرة زار قائد الضفة الغربية في الجيش "الإسرائيلي" العميد "نيستان ألون" مركز قيادة الأمن العام الفلسطينية في رام الله, برفقة رئيس الإدارة المدنية العميد "يوأف مردخاي"، كما زار ضباط "إسرائيليون" كبار مدن الضفة الغربية.

وكان "مردخاي" عدد أمثلة على التعاون الأمني بين أجهزة فتح وأجهزته، مستطرداً في قوله:" العلاقة بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة السلطة، هي علاقة مهنية جداً وناجحة في خلق الهدوء الأمني، الذي يحمي كل الأطراف"، مضيفاً: قوات الأمن الإسرائيلية تعمل بالتعاون مع أجهزة السلطة في الضفة الغربية التي تقوم بتنفيذ نشاطات ناجعة ضد التنظيمات الإرهابية"، على حد قوله.

وعلق خريشة على ما سبق قائلاً :" اهتمامات سلطة فتح باتت منصبة في تحقيق الأمن للإسرائيليين وليس للشعب الفلسطيني"، مضيفاً:" أصبحنا نعيش حالة أمنية أكثر منها حالة سياسية أو مفاوضات تجري بين الطرفين" .

وتابع خريشة: "كنا نعتقد في بداية نشأة السلطة أن الفلسفة الأمنية للأجهزة الأمنية منحازة لحماية الفلسطينيين من عدوهم الذي يتربص بهم الدوائر، ولكن التجربة أثبتت أن الأجهزة الأمنية استبدلت ثوبا يحمل فلسفة أمنية جديدة".

 وزاد خريشة "حتى هذه اللحظة غير واضح لعناصر أمن السلطة من هو العدو، وإذا سألت أي عنصر منهم من هو العدو فلن يستطيع أن يحدد، فالعدو بالنسبة لهم يُحدد حسب ظروف المرحلة، وفي المرحلة الحالية فإن حركة حماس هي عدوهم..! ".

واعتبر خريشة أن "أجهزة فتح" تعيش حالة من التدهور والضياع الذي يُريح الإسرائيليين، وهذا سببه الرئيسي مصادر التمويل المختلفة لهذه الأجهزة التي أصبحت تعتمد على الدول الأوروبية والولايات المتحدة التي تدفعهم للتصادم مع المقاومة الفلسطينيين بمنأى عن التصادم مع الاحتلال .

يذكر أن وزير الدفاع الأمريكي "روبرت غيتس" أعلن مؤخراً أن الرئيس "باراك اوباما " عين الجنرال "مايكل مولر" مسئولاً عن التعاون الأمني بين "سلطة فتح"  والاحتلال الصهيوني خلفاً للجنرال "كيث دايتون".

صمت قادة فتح

وعبر خريشة عن أسفه الشديد لصمت قادة حركة فتح عن ما أسماه"الانحطاط الأمني لسلطة فتح"، حيث اعتبر أن كل تصريحات قادة فتح عن صلاحيات "حكومة فياض" بأنها بعيدة عن الملف التفاوضي تتناقض مع الواقع، موضحاً أن كل هؤلاء يدركون تماماً بأن "فياض" هو الرجل الأول ورجل المرحلة الحالية التي يُخلي فيها عباس المكان له بين فترة وأخرى حتى يأخذ الحيز الشامل.

وأكد إلى أن كل الذين يزورون المنطقة سواء من الأوربيين و الأمميين والرباعية وحتى نائب الرئيس الأمريكي جميعهم يكون في برنامجهم لقاء "فياض" في مكتبه، وبالتالي تصريحات قادة فتح تأتي في محاولة لحفظ ماء الوجه أمام الشعب الفلسطيني.

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، قد اعترف في مقابلة له على قناة الحوار أمس الأحد "أن تجاوزات كثيرة مارسها بعض وزراء حكومة فياض ويستحقون عليها السجن، على حد قوله.

سلطة وظيفية

من جهته اعتبر القيادي بحركة حماس النائب د.صلاح البردويل، أن اللقاءات المارثونية والزيارات المتكررة لقادة الاحتلال وحضور مناسباتهم المشبوهة "يخدم طبيعة العلاقة الأمنية القائمة بين سلطة فتح والكيان الصهيوني"، مؤكداً لـ"الرسالة نت"، أن السلطة الجاثمة على صدور الفلسطينيين في الضفة الغربية "سلطة وظيفية" هدفها خدمة أمن الكيان الصهيوني كما نصت عليه اتفاقية أوسلو وخارطة الطريق.

وقال البردويل:" هذه الفضيحة تكشف مدى الانحدار الوطني والقيمي والأخلاقي الذي وصلت إليه سلطة فتح وأجهزتها الأمنية في ظل ما يقوم به العدو الصهيوني من عدوان على الشعب الفلسطيني " .

وتطرق البردويل للمقارنة بين "سلطة فتح" و"جيش لحد اللبناني"، معتبراً أن المميزات التي حصل عليها "لحد" كانت أكبر من المميزات  التي حصل عليها "عباس" من جراء التعاون مع الاحتلال، فقال:"على الأقل كان  لحد يعمل مع الاحتلال وكان مستقراً، لكن عباس يعمل مع الاحتلال ولم يقدم له أي شكل من أشكال الاستقرار حتى على مستوى التنقل بين الحواجز في الضفة الغربية".

من جهته دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين النائب جميل المجدلاوي إلى وقف ما قال عنها "لقاءات العار مع قادة ومجرمي الحرب"، مخاطباً عباس في تصريح صحفي قائلاً " أوقفوا هذه المهزلة، التي تقدم خدمةً مجانيةً للعدو وقادة حربه وعدوان مجرمي الحرب".

ويبقى السؤال الذي يصفع كل المسئولين في سلطة فتح "لمصلحة من يُستقبل مجرمي الحرب الصهاينة مثل هذه الاستقبالات، في الوقت الذي تتعالى وتتسع الدعوات لملاحقتهم في أرجاء الدنيا ..؟".

 

 

 

اخبار ذات صلة