قائمة الموقع

لماذا يتضامن سيلتيك مع القضية الفلسطينية؟

2017-12-13T22:23:46+02:00
جمهور سيلتيك يرفع الأعلام الفلسطينية
الرسالة نت - وكالات

يتساءل كثيرون عن أسباب تضامن جماهير فريق سيلتيك الأسكتلندي مع القضية الفلسطينية ورفع الأعلام في معظم مباريات الفريق، وكان آخرها لافتات متضامنة مع الشعب الفلسطيني، ورافضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

ورفعت الجماهير لافتة كبيرة خلال مباراة فريقها قبل أيام قليلة أمام هيبرنيان (2-2), في الجولة 17 من الدوري الأسكتلندي.

وكتبت الجماهير على اللافتة "القدس هي فلسطين"، وذلك في إطار حرصها على مؤازرة الشعب الفلسطيني.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيه جماهير سيلتيك مؤازرتها القضية الفلسطينية، ففي العام الماضي رفعت الأعلام الفلسطينية قبل وأثناء مباراة فريقهم مع نظيره هبوعيل بئر السبع (الإسرائيلي) خلال الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا.

أسباب المؤازرة

تعود القضية إلى أن أسلافهم القدماء مروا بالظلم والتشرد والقهر نفسه الذي يمر به الشعب الفلسطيني، ففي القرن الـ18 (1845-1849) خلفت مجاعة كبرى ضربت إيرلندا نحو مليون قتيل وتركت ملايين الإيرلنديين هائمين على وجوههم ومشردين وفقراء بعد موت الأراضي الزراعية, ولجأوا بسبب الفقر والجوع ونزع ملكية الأراضي إلى مدينة "غلاسكو" في أسكتلندا.

ولكن حاكم "غلاسكو" آنذاك لم يصبر على هؤلاء المشردين، وكان يرى أنهم أدنى من مواطني المدينة من النواحي العرقية والثقافية وحتى الدينية (كانوا كاثوليكيين).

وبعد تدهور الأمور، أنشأ رجل دين كاثوليكي نادي سيلتيك عام 1887 في محاولة لتأمين مصدر دخل لإطعام المهاجرين الإيرلنديين في "غلاسكو" وانتشالهم من الفقر، ليتحوّل هذا النادي إلى منارة أمل وظهير وداعم للمحرومين في العالم.

وتدرج جمهور سليتيك في إظهار دعمهم للقضية والشعب الفلسطينيين خلال مباريات الفريق من الشارات إلى الكوفيات حتى وصلت إلى الأعلام.

مساندات دائمة

ولا يتضامن سيلتيك مع الفلسطينيين فقط، بل مع أي شعب يعتقد بأنه مضطهد ويقف مع جميع مطالب الشعوب التي يظن أنها محقة، فمثلا أبدى دعمه لشعب جنوب إفريقيا ضد التطهير العرقي، ومع شعب "الباسك" المطالب باستقلاله عن إسبانيا، و"مؤخرا" مع إقليم "كتالونيا" الذي أعلن انفصاله عن إسبانيا، ووصل التضامن إلى حد رفع جزء من مشجعي سيلتيك لافتات في إحدى المباريات ترحب باللاجئين، خاصة السوريين، وكتبوا عليها "أهلا باللاجئين.. النادي أسسه المهاجرون".

ويبدو من خلال ما تقدم, أن مواقف هؤلاء الجماهير يحركها تاريخهم ومواقف عانى منهم أسلافهم، لهذا فإن المشجعين أينما حلوا يُستهدفون من أحزاب اليمين المتطرف والنازيين والفاشيين الجديد، حتى بات حالهم كحال الفلسطينيين في موضوع دعم الإعلام الغربي لهم.

ويكفي الإشارة إلى أن الأغنية التي ينشدها جماهير سيلتيك -كتبت عام 1970- عن قصة عائلية نزعت منها أراضيها وتركت للجوع بسبب المجاعة الإيرلندية العظمى، ثم ألقي القبض على رب العائلة لأنه سرق الطعام ليطعم عائلته من الشخص الذي نزع أرضه منه، وتركت زوجته لإعالة نفسها وطفلها.

اخبار ذات صلة