أشادت المرابطة المقدسية خديجة خويص بفعاليات نصرة مدينة القدس المحتلة في الأراضي الفلسطينية والبلدان العربية والإسلامية الرافضة لقرار ترامب بخصوص المدينة المقدسة، مبينة أن تلك الفعاليات "رفعت معنويات أهل القدس الذين ينتظرون هذه النصرة بفارغ الصبر، وجعلتهم يزيدون من حدة غضبهم في مواجهة الاحتلال وجيشه المدجج بالسلاح".
وطالبت خويص خلال حوار مع "الرسالة نت" بتوحيد جهود الأمة الإسلامية للدفاع عن مدينة القدس، واتخاذ موقف من القرار الأمريكي الجائر والمتهور نقطة تحول تاريخية تنتهي بفك قيد مدينة القدس والمسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن قبل أكثر من أسبوعين اعترافه بمدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، مقرراً نقل سفارة بلاده من (تل أبيب) إلى المدينة المقدسة.
وعبرت خويص عن آمال المقدسيين المعقودة على أهالي قطاع غزة في تحرير مدينة القدس والأراضي الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما بعدما أثبت قرار ترامب الأخير "فشل عمليات التسوية الوهمية وخيار المفاوضات".
وقالت: "إن المقدسيين يعتبرون قطاع غزة قبلة تحرير المسجد الأقصى من دنس الاحتلال، بعد أن باتت فصائل المقاومة تعرف دورها وطريقها جيداً في المرحلة المقبلة".
وعن قرار ترامب، أوضحت خويص أن المقدسيين تعودوا على مثل هذه القرارات الصادمة بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، "إلا أنهم دائماً ما يقابلوها بالثبات والصمود حتى باتت لديهم الخبرة الكافية في التصدي لآلة القمع الإسرائيلية وإبطال مثل هذه القرارات الظالمة".
ونوهت إلى كسر المقدسيين قرار الاحتلال تركيب بوابات الكترونية على أبواب المسجد الأقصى في شهر يوليو الماضي، بعد موجهة غضب أجبرته على فكفتها، مؤكدة على أن أي مساس أو حماقة ترتكبها (إسرائيل) في المسجد الأقصى أو بمقدساته بعد قرار ترامب، "سيدخلها في مواجهة انتفاضة عارمة".
وأشارت خويص إلى أن قوات الاحتلال تقمع بوحشية مخيفة وبعنف مفرط، المسيرات والاعتصامات التي تخرج في المدينة المقدسة رفضاً لقرار ترامب، مضيفة أن ذلك لم يعق المقدسيين في إيصال رسالتهم إلى كل دول العالم بأن مدينة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية ولا تقبل القسمة أو الاحتلال".
وحذرت من مخططات الاحتلال الخطيرة في مدينة القدس المحتلة، التي بدأ بتصعيدها بصورة مجنونة، بعد وصول ترامب إلى سدة الحكم الأمريكي، "ليكشف القرار الأخير النوايا السوداء التي كان تطهى طيلة الفترة الماضية والتي لن تتوقف عنده إذا لم تجد (إسرائيل) من يردعها".
وتصف المرابطة المقدسية، الفترة الماضية بأنها "حقبة سوداء في تاريخ القدس وسكانها"، بعد أن نهشت مخططات الاحتلال جزءً كبيراً من الوجود الفلسطيني في المدينة، فــ "لم يلبث الاحتلال عن ممارساته بتهويد أراض القدس، وسحب هوايا المقدسين واجبارهم على مغادرتها، وفرض الضرائب العالية، والتفتيش المؤلم وشل حركة تنقلهم"، وفق قولها.
وأكدت أن ممارسات الاحتلال السابقة، تأتي ضمن سياسته بتقويض الوجود الفلسطيني في القدس، وجعل الأغلبية فيها للمستوطنين، "إلا أن لعبتهم لن تمر، بعد الإصرار الذي أظهره المقدسيون بالتمسك بأرضهم رغم قسوة الحياة وصعوبة الظروف التي تواجههم".
علاقتها بالأقصى
وذكرت خويص التي تعد من أبرز المدافعات عن المسجد الأقصى، أن سلطات الاحتلال اعتقلتها في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، وامتد اعتقالها 23 يوم، ثم أفرجت عنها بعد إصدار المخابرات الإسرائيلية قرارا يمنع دخولها حرم المسجد الأقصى لمدة نصف عام، ومن ثم أبعدت زوجها إلى الضفة المحتلة في محاولة لكسر صمودها ودفاعها عن القدس.
وكشفت أن الاحتلال اعتقالها 13 مرة منذ العام 2014، إلا أن الاعتقال الأخير كان الأشد قسوة ووحشية، مشيرة إلى تعمد سلطات الاحتلال إهانة كرامتها الإنسانية وعقيدتها الإسلامية.
وتقص جزءاً من ظروف الاعتقال الأخيرة بالقول " تنقلت في محبسي الأخير بين زنزانتين، أسوأهما كانت عبارة عن حمام ضيق، تفترش فيه مياه المرحاض الأرض، وبعد تفقدي للفراش وجدته مليئا بالصدأ والحشرات الميتة ولا يصلح للاستخدام الآدمي".
وتضيف "خضت معركة داخل السجن من أجل الإبقاء على حجابي والجلباب الشرعي بعد أن اجبروني على أن خلعهما، واضطررت للصلاة بلا حجاب، وحين وصلت إلى المحكمة شرحت للمحامي الاحداث بالتفصيل، وانتزع أمرا من القاضي بعدم مصادرة حجابي، ولكن حين عودتي للسجن اعادت السجانة انتزاعه، لأستمر في التكبير أربع ساعات متواصلة حتى أمر مدير السجن بإعادته لي".
الإبعاد لا يعني التقاعس
وأوضحت خويص المعيلة لخمسة أبناء، أنها لم تقف مكتوفة الأيدي بعد إصدار قرار الإبعاد عن المسجد الأقصى بحقها، إذ تدعو كل من تلتقيه وتراه إلى نصرته والذهاب إليه والوقوف بوجه سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" وعدم السماح لقرار ترامب بالمرور.
وبينت أنها تأخذ بيد أبنائها يومياً للوصول إلى المسجد الأقصى ليشاركوا في المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات من داخل باحاته، "لتشارك من أمام بواباته لعدم مقدرتها من الدخول بعد الحكم الإسرائيلي القاسي".
ولم تستطع المقدسية أن تخفي حنينها للدخول إلى المسجد الأقصى، وتقول "إن قرار الإبعاد كان أقسى من قرار السجن، إذ إن حريتي ستبقى مقيدة طالما لم أستطع الدخول إلى باحات المسجد المقدسة والصلاة فيه، وبالرغم من ذلك لن يفت الاحتلال من عضدي وسأبقى قريبة منه أنصره وأصلي فيه وأعود إليه مهما بلغت الظروف".