على وقع التطورات التي يشهدها القطاع الرقمي، تتجه الصين لتكون دولة دون عملة نقدية، حيث إن استحداث تطبيقات جديدة يمكن تحميلها على الهواتف الذكية وربطها بالحسابات البنكية أدى للاستغناء عن حافظة النقود، وانعكس ذلك على مناحي الحياة كافة في البلاد.
كما خفف استعمال تلك التطبيقات من الازدحام في مراكز التسوق الكبرى والمطاعم والمتاجر، حيث يمكن للمواطن الصيني أن يتسوق ويقود سيارته ويتناول وجبة طعامه ويجري تحويلات مالية باستخدام هاتفه المحمول فقط، دون حاجة إلى حمل حافظة نقود.
وخاضت مراسلة الجزيرة تجربة قضاء يوم كامل في العاصمة الصينية بكين دون حافظة نقود أو مفاتيح سيارة، ومعها فقط هاتفها المحمول.
بداية اشترت المراسلة وجبة إفطار من إحدى عربات الوجبات السريعة، ولدفع ثمنها مسحت الرمز الثنائي الأبعاد عن طريق تطبيق ذكي يسمى "ويتشات" لتحول المبلغ المطلوب إلى حساب البائعة.
وفي الطريق للعمل، صادفت سيارة تشاركية فاستعملتها بالاستعانة بتطبيق "تو قو" لرؤية السيارات المتاحة و اختيار الأقرب.
وفي المكتب تتذكر المراسلة عددا من المهام التي يجب إنجازها، من قبيل دفع فواتير الماء والكهرباء، فتقوم بتسديدها عبر تطبيق "ويتشات" أيضا.
ولمشاركة صديقتها فرحة الاحتفال بعيد ميلادها، قرّرت إرسال هدية إليها بالهاتف تسمى "خون باو"، هي عبارة عن ظرف أحمر يحتوي مبلغا من المال.
وفي طريق العودة للبيت، مرت المراسلة بالسوق لشراء بعض الخضراوات والحوائج المنزلية، ودفعت ثمنها إلكترونيا أيضا.
ما قامت بها المراسلة يفعله مئات الملايين من الصينيين يوميا، حيث بلغ حجم التعاملات عبر منصات الدفع الإلكتروني ثلاثة تريليونات دولار خلال العام الماضي وحده.