بدأ منتصف الليلة الماضية سريان اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عليه بين حكومة جنوب السودان وعدد من الفصائل المسلحة، في آخر مسعى لإنهاء أربع سنوات من الحرب الأهلية، لكن اشتباكات اندلعت بعد ساعات على توقيع الاتفاق.
ووقعت أطراف النزاع المسلح الخميس الماضي على اتفاق وقف إطلاق النار بعد مفاوضات استمرت ثلاثة أيام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، برعاية الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد).
وتضمن الاتفاق وقف العدائيات وإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين وعدم التعرض لطواقم الإغاثة، والانخراط في مفاوضات مباشرة بشأن المرحلة الانتقالية.
وأعلن الاتحاد الأفريقي أن حكومة جنوب السودان وعددا من الفصائل المسلحة اتفقت على وقف لإطلاق النار اعتبارا من اليوم الأحد.
لكن اشتباكات اندلعت الجمعة الماضية، واتهمت المعارضة الموالية لرياك مشار النائب السابق لرئيس دولة جنوب السودان؛ الحكومة بشن هجوم على مواقعها شمال غربي البلاد.
وقال لام فول قبريال نائب المتحدث العسكري باسم المعارضة المسلحة إن قواته استطاعت صد هجوم شنه الجيش الحكومي صباحا في منطقة ديم جلاب شمال غربي البلاد.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في دولة جنوب السودان (أونمس) قد ناشدت جميع أطراف الصراع ضرورة الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق، وقالت في بيان إن الاتفاق خطوة أولية مهمة في إحياء عملية السلام.
يشار إلى أن مجلس الأمن حذر مطلع الشهر الجاري أطراف النزاع في جنوب السودان من "تكاليف أو عواقب" تقويض الجهود الرامية إلى إعادة تفعيل اتفاق السلام لعام 2015، ملوحا بمزيد من العقوبات.
وتم توقيع اتفاق سلام في 2015، لكنه انهار في يوليو/تموز 2016 عندما أجبرت معارك جديدة في العاصمة جوبا النائب الأول للرئيس سلفاكير ميارديت على الهرب إلى المنفى.
الجدير بالذكر أن دولة جنوب السودان انفصلت عن السودان عام 2011 بعد حرب استمرت عقودا بين الانفصاليين الجنوبيين وقوات الخرطوم، ولكن سرعان ما اندلع صراع على السلطة بين سلفاكير ونائبه السابق مشار أدى إلى حرب أهلية أواخر 2013.
الجزيرة نت