قائد الطوفان قائد الطوفان

السكر .. السم المرغوب جدا

منظمة الصحة العالمية تحذر من الإدمان على السكر (الجزيرة)
منظمة الصحة العالمية تحذر من الإدمان على السكر (الجزيرة)

الرسالة نت-وكالات

قالت صحيفة لوموند إن البشر أفرطوا في استهلاك السكر بشكل مذهل، الأمر الذي حول هذا الغذاء الجشع إلى خطر داهم على صحتهم.

وأوردت بعض المقارنات التي تدل على ذلك، فقالت إن استهلاك الشخص الفرنسي الواحد من السكر ازداد من خمسة كيلوغرامات في العام 1850 إلى 35 كيلوغراما في الوقت الحالي، وهو ما يمثل 20% من إجمالي الطاقة الكلية لجسمه، أما في الولايات المتحدة فإن الوضع أسوأ بكثير، إذ تقول المنظمة العالمية للسكر إن متوسط استهلاك الأميركي من السكر هو ستون كيلوغراما سنويا.

وأضافت لوموند أن علاقة السكر بالمشاكل الصحية ظلت لفترة طويلة محجوبة عن العامة لكنها اليوم موثقة بشكل قوي، إذ يقول مدير إدارة الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية الدكتور فرانشيسكو برانكا "لدينا أدلة قوية على أن تقليص الاستهلاك اليومي من السكر بنسبة 10٪ يقلل من خطر زيادة الوزن والسمنة وتسوس الأسنان".

ولدى وصفهم للسكر، يتحدث الخبراء عن "سعرات حرارية غير ضرورية"، أو "سعرات حرارية فارغة"، ويستخلص تقرير لمنظمة الصحة العالمية كتبه الدكتور برانكا أن "السكر ليس ضروريا من الناحية الغذائية".

ويذهب أستاذ علم الأحياء المجهري ديديي راوول أبعد من ذلك، حيث يقول إن السكر "سم يباع بكميات كبيرة"، و"قد انتشر استهلاكه مثل الوباء".

وفي كتابه "السكر.. الحقيقة المرة"، يرى اختصاصي الغدد الصماء الأميركي روبرت لوستيغ أن السكر هو "غذاء سام ويتسبب في الإدمان"، ويبرز الكتاب كون الأغذية السكرية تؤثر على الهرمونات التي تتحكم بالشبع، وتضعف الحاجز المعوي وتزيد من ضغط الدم وجلوكوز الدم، ناهيك عن تسببها في دفع الجسم إلى مقاومة الأنسولين.

وتزداد مخاوف خبراء الصحة بخصوص استهلاك السكر كلما زادت السمنة، فوفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية سترتفع نسبة الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة من 47٪ في العام 2012 إلى 67٪ في العام 2030، والنتیجة هي أن عدد مرضی السكري سيصل إلى 629 مليون شخص في العام 2045، أو واحد من كل عشرة أشخاص.

وفي دراسة نشرت مؤخرا أوصت منظمة الصحة العالمية بتقييد حملات الترويج والإشهار، خصوصا إذا كانت تستهدف الأطفال، وبتبني وضع ملصقات تبين المعلومات الإضافية للقيمة الغذائية للمنتج، وهذا هو المسار الذي اختارته فرنسا في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتنوير المستهلكين بشكل أفضل بشأن الجودة الغذائية للمنتجات، لكن كل ذلك يواجه لوبيات السكر القوية والعنيدة.

المصدر : لوموند

البث المباشر