كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مرحلة ما بعد انتهاء الحياة السياسية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خصوصا في ظل حالة القطيعة الكاملة بين الإدارة الأمريكية والرئيس عباس، والتي تأزمت بعد رفض السلطة استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، كرسالة احتجاج على قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وكانت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية نقلت عن مصدر فلسطيني مطلع قوله إن "الإدارة الأمريكية باتت تريد بشكل ملح قيادة فلسطينية جديدة، بعد عام كامل كانوا يكتفون فيه بجس النبض"، مؤكدا أن "القيادة الفلسطينية على فهم كامل أن التوجه الأمريكي الآن منصب على إيجاد بديل لعباس".
وبالرغم من عدم صدور أي تعليق رسمي من مكتب الرئاسة الفلسطينية لهذه الأنباء، إلا أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، قال في تصريح لصحيفة الغد الأردنية إن "الإدارة الأمريكية تتوجه لاتخاذ سلسلة من الخطوات للضغط على السلطة، ومنها وقف المساعدات وقطع الاتصالات والعلاقات بين الجانبين".
وأضاف الأحمد أنه "لا حل للسلطة الفلسطينية، وإنما السلطة ستنهار بسبب عدوان الاحتلال واستمرار الضغوط الدولية".
ويتزامن تصريح الأحمد مع حديث سري في الغرف المغلقة داخل السلطة الفلسطينية وحركة فتح عن الأسماء المرشحة لخلافة محمود عباس في رئاسة السلطة، دون الكشف عنها لوسائل الإعلام.
الأسماء المرشحة
بدوره، أشار مصدر قيادي في السلطة الفلسطينية على إطلاع بهذه التفاصيل إلى أن "الأسماء المرشحة لخلافة الرئيس عباس هم مدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، ورئيس المفوضية الفلسطينية لمنظمة التحرير في واشنطن حسام زملط، والطبيب الفلسطيني الشهير المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية عدنان مجلي، والقيادي المنشق عن حركة فتح محمد دحلان."
وحاول موقع "عربي21" التواصل مع المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والقيادي في فتح عزام الأحمد، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لاستيضاح حقيقية هذه الأنباء، إلا أنهم رفضوا التعليق على هذا الموضوع.
ضغوط سياسية ومالية ودبلوماسية
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم إن "الولايات المتحدة الأمريكية تمارس الآن ضغطا ماليا وسياسيا ودبلوماسيا على السلطة لإجبارها على العودة لمسار التسوية مع الجانب الإسرائيلي والقبول بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل".
وأضاف قاسم في أنه "في حال أصرت السلطة على موقفها فإن واشنطن ومن خلال حلفائها في المنطقة ستطيح بكل قيادات السلطة بمن فيهم الرئيس محمود عباس".
وأوضح أن "عباس يدرك طبيعة هذه الضغوط، ولكن ليس بمقدوره فعل أي شيء فهو لا يمتلك أدوات حقيقية لرفض التوجه الأمريكي باستثناء استمراره في فرض الحصار على قطاع غزة وحركة حماس، وهي الأداة الوحيدة التي قد تطيل من مدة بقائه في السلطة"، وفق تقديره.
وأضاف قاسم أن "عملية الإطاحة برئيس السلطة يجري التحضير لها منذ سنوات وقد يكون السيناريو مشابه لما جرى مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في العام 2005، كما أن تنفيذ هذا السيناريو لا يحتاج سوى لتهيئة الرأي العام الفلسطيني لقبول الرئيس القادم، بالإضافة لقياس مدى التزام الرئيس القادم بالرؤية الأمريكية والإسرائيلية للسلام القائمة على مبدأ التعايش السلمي ورفض الكفاح المسلح."
حماس جزء من المعادلة
في المقابل، قال أستاذ الإعلام نشأت الأقطش إنه "رغم امتلاك واشنطن لكل أدوات الضغط على السلطة لإجبارها على تغيير سلوكها السياسي، إلا أن الحالة الفلسطينية الراهنة لا تقبل تكرار النموذج الأمريكي في أفغانستان بتنصيب حامد كرازي واستنساخ هذه التجربة في فلسطين".
وأوضح الأقطش في حديث خاص لموقع "عربي21" أن حماس أصبحت جزءا من المعادلة السياسية وهي بمقدورها إفشال أي تغيير سياسي لا توافق عليه"، مضيفا أن "عباس يدرك أن أيامه في السلطة باتت معدودة نظرا لحالته الصحية وتقدمه في السن".
وتابع الأقطش قوله: "لذلك فقد يناور الرئيس ويتماشى مع الضغوط الأمريكية ويعين أحد معاونيه المقربين مثل ماجد فرج والسفير حسام زملط أو نائبه في رئاسة فتح محمود العالول، لتفويت الفرصة لصعود غريمه محمد دحلان في رئاسة السلطة كونه أحد الأسماء المطروحة ويحظى بعلاقات ممتازة مع قادة الإمارات والسعودية."
عربي 21