يشكل فيلم "لحظة" الحائز على المركز الأول ضمن مسابقة محلية صرخة في وجه من يمارسون التنمر الإلكتروني دون أن يبالوا بالآثار النفسية المترتبة على ذلك والتي قد تصل لدرجة "الاكتئاب الشديد" وتفضي لحالات انتحار في بعض الأحيان.
ويعرض الفيلم الذي أنتجه فريق من الشباب بإشراف الصحافية إيمان الشنطي خلال دقيقتين للحظة قد تدمر نفسية إنسان، متناولاً بشكل تمثيلي التنمر الإلكتروني على شبكات التواصل وكيف يكون أخطر كثيرًا على النفس مما نتوقع.
وحصل الفيلم القصير الذي يعد باكورة إنتاج فريق العمل على المركز الأول في مسابقة الأفلام الوثائقية التي أعلن عنها برنامج غزة للصحة النفسية مع بداية هذا الشهر، حيث ضم فريق العمل خمسة أشخاص هم (أماني الجماصي، إيمان الشنطي، زينب الأغا، محمد منير، فهد الخالدي).
فكرة الفيلم خطرت على إيمان الشنطي إثر جمعها تجارب شجعتها للاشتراك في كتابة سيناريو بعد إعلان برنامج غزة للصحة النفسية عن مسابقة لأفضل فيلم يتناول موضوعاً نفسياً، فاقترحت فكرة التنمر الالكتروني.
وتذكر الشنطي أنها حصلت على معلومات عن حالات لفتيات مصابات باكتئاب لدرجة دفعتهن إلى محاولة الانتحار، مضيفة أنها كتبت عن الموضوع تقريراً صحافياً مفصلاً قبل فترة من معرفتها بأمر المسابقة، ما شجعها على استرجاع معلومات راهنت على أنها يمكن أن تكون مؤثرة لو قدمت من خلال فيلم تصويري.
وتؤكد لـ"الرسالة" أن الموضوع الرئيسي للمسابقة كان العنف بشكل عام وخاصة الممارس على النساء والأطفال، منوهة أن الدراسات في هذا المجال تؤكد أن الأطفال والمراهقين هم أكثر عرضة للتنمر الالكتروني من بقايا فئات المجتمع، لافتة أنها تشاهد كثيراً من الانتقادات لأشخاص نشروا صورهم على صفحات التواصل "فتعرضوا لكثير من السخرية والاستهزاء من قبل المتابعين لصفحتهم"، معتبرة أن هذا المتنمر أيضا مريض نفسي ويحتاج إلى علاج.
وتشير الشنطي إلى أهمية المشكلة المعروضة في الفيلم، ومضت تقول: " فيلم لحظة لم يكن مجرد فيلم، بل هو رسالة إلى كل من أراد "التنمر" بلحظة واحدة يمكن أن يؤذي نفسية إنسان لدرجة تصل إلى الاكتئاب الشديد".
وتابعت أن هناك حالات انتحار بدأت تسجل حول العالم، ففي الولايات المتحدة سجلت عام 2013 أول حالة انتحار بسبب التنمر الالكتروني، وهناك خمس حالات سجلت في استراليا، مطالبة بفرض غرامة "تنمر" كما في "سنغافورة"، حيث بدأت بفرض ضريبة تنمر الكتروني تصل إلى خمسة آلاف دولار.
وتفيد الشنطي أن البحث عن الفتاة التي مثلت الفيلم استغرق وقتاً أطول، بينما العمل والإنتاج تم خلال ثلاثة أيام، مضيفة أن التجربة أعطتها الشيء الكثير وأضافت لتجاربها خبرات عديدة على صعيد العمل الجماعي بدءا بكتابة السيناريو المشترك وحتى نهاية العمل وتقديمه، لافتة أنها كانت تتوقع من اليوم الأول أن يحصل الفيلم على المركز الأول وقد حصل.
وفي ختام حديثها ذكرت الشنطي أن التنمر ليس وليد اللحظة بل هو أمر نهى عنه ديننا الإسلامي، حينما قال: "لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم".
يذكر أن هناك ثلاثة أفلام قد ترشحت للتصويت النهائي في مسابقة الصحة النفسية للأفلام الوثائقية، وهي (فيلم لحظة، فيلم صرخة روح، فيلم صفعة)، وكانت أكثر الأصوات لصالح فيلم "لحظة".