قائمة الموقع

قيادة المنظمة تدير ظهرها للإطار القيادي المؤقت​

2018-01-02T06:57:46+02:00
ارشيفية
​غزة-فايز أيوب الشيخ

قفزت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عن أولويات المرحلة الحالية الحرجة عبر الدعوة إلى انعقاد المجلس المركزي الشهر المقبل، وذلك بدلاً من الدعوة لعقد الإطار القيادي المؤقت الجامع، من أجل وضع استراتيجية موحدة لمواجهة المخاطر التي تعصف بالقضية الفلسطينية لاسيما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن مدينة القدس المحتلة.

وترى الفصائل الفلسطينية وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي اللتين خارج إطار المنظمة، أن الأولوية يجب أن تكون لعقد الإطار القيادي المؤقت، ونفت الحركتان تلقيهما أي دعوة رسمية لحضور المجلس المركزي.

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، قال إنه جرى اتصال رسمي ومباشر مع حركتي حماس والجهاد، للمشاركة في اجتماع المجلس المركزي المقرر عقده الشهر المقبل، منوهاً إلى أن رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، سيوجه دعوات للجميع للمشاركة بالاجتماع عند تحديد الموعد.

 هل عباس يناور!

وأكد القيادي الفتحاوي يحيى رباح أن التحضيرات تجري على قدم وساق وبجدية لانعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير، عاداً أن الهدف من هذا الانعقاد هو إعداد خطة واستراتيجية للمرحلة المقبلة، وخاصة بعد قرار ترمب الأخير.

وأوضح رباح في حديثه لـ"الرسالة" أن "القيادة المركزية" تبذل جهداً هائلاً لكي تحضر كافة الأطراف الفلسطينية هذا الاجتماع، وخاصة حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، مشيراً إلى شكل مشاركة الأخيرة عبر أعضائها في المجلس التشريعي باعتبارهم أعضاء طبيعيون في المجلس المركزي، وكذلك حركة الجهاد الإسلامي بإمكانها المشاركة عندما تعلن قبولها ذلك.

وكرر رباح بأن عباس يبذل شخصياً مجهوداً هائلاً مع كافة الأطراف للمشاركة في هذا الاجتماع الاستراتيجي والمهم لكي يضع الجميع معاً استراتيجية المرحلة القادمة، نافياً أن يكون عباس يناور هذه المرة!

وحول قفز حركته وقيادة السلطة والمنظمة عن الدعوة لعقد الإطار القيادي المؤقت وعقد المجلس الوطني بدلاً من المجلس المركزي، أوضح رباح أن المجلس المركزي هو الحلقة الوسيطة بين اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني، وكذلك "نظراً لأن الأخير عدده أكبر ويحتاج عقده إلى مشاورات وترتيبات أوسع ليس فقط مع الفلسطينيين وإنما مع الأطراف التي يمكن أن تستضيف عقده"، وفق قوله.

وتابع رباح "علينا أن نبدأ بالخطوة الأقل، والممثلة لمجموع المجلس الوطني، وربما تكون هذه الخطوة فاتحة للاتفاق على مجلس وطني تاريخي نعقده في هذه الظروف الرائعة والصعبة في آن واحد!".

 هروباً من الأولويات

من ناحيته، يرى يحيى موسى القيادي في حركة حماس، أن الإطار الذي كان يتوجب أن ينعقد بعد قرار ترمب مباشرة ويطالب الجميع بضرورته هو "الإطار القيادي الموحد الذي تشارك فيه حركتي حماس والجهاد الإسلامي".

وعد موسى في حديثه لـ"الرسالة" الدعوة لعقد المجلس المركزي "هروباً من الأولويات"، وأن هذا الهروب معناه أن لا جدية عند قيادتي فتح والسلطة ولا رغبة لديهم بالخروج من مربع المفاوضات ومربع الرعاية الأمريكية للتسوية.

واعتبر القيادي في حماس أنه سواءً تم الاتصال بحركته أو لم يتم الاتصال بها لدعوتها للمجلس المركزي، فهذا يمكن اعتباره في إطار "الضحك على الذقون" والبحث عن شرعيات لم تعد قائمة في الساحة الفلسطينية، مشدداً على أن الأصل هو الالتزام بما يتم الاتفاق عليه، حيت جرى الاتفاق في 2005 و2011 وفي بيروت على عقد المجلس الوطني ولم يتم الالتزام بذلك.

وقال موسى "عباس يجيد المراوحة في المكان، ولذلك هو يحاول أن يُقطِع في الوقت، ويوهم الشعب الفلسطيني أنه يسير في عملية نضالية كبيرة وأنه يحقق إنجازات في المحافل الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة، بينما الواقع على الأرض هو واقع التنسيق الأمني والالتزام بخيار التسوية والبحث عن وساطات للقاء مع الصهاينة"، وتابع "لذلك هذا النهج لابد أن يتغير".

التفاف على الإطار الموحد

بدوره، أكد خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أنه "حتى هذه اللحظة لم تصل حركته دعوة رسمية للمشاركة في انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير"، مشيراً إلى أنه في حال وصول الدعوة سوف يتم دراسة المشاركة من عدمها.

واعتبر حبيب في حديثه لـ"الرسالة" أن الدعوة للمجلس المركزي هي التفاف على دعوة الإطار القيادي المؤقت الذي من المفترض أن يدعو له عباس حتى يتم التوصل إلى استراتيجية موحدة، مبيناً أن حركته وحركة حماس باعتبارهما غير موجودتين في المنظمة، تريان أن انعقاد الإطار القيادي المؤقت هو الأولى في هذه المرحلة التي يتعرض فيها شعبنا والقضية الفلسطينية إلى مخاطر كبيرة.

وطالب حبيب بدلاً من الدعوة السابقة، بدعوة الإطار القيادي المؤقت كإطار قيادي للشعب الفلسطيني والممثل والمكون من الأمناء العامون للفصائل، مؤكداً أن قيادة الشعب الفلسطيني في أمس الحاجة في هذه الفترة إلى التشاور ووضع استراتيجية متوافق عليها لدى الكل الفلسطيني، حتى يساهم الجميع في وضعها ويشارك فيها ويتبناها بالتوافق عبر الحوار الوطني.

اخبار ذات صلة