مجددا؛ تقود حركة "حماس" حملة التحشيد والمناصرة على الصعيد الدولي؛ لمساندة القضية الفلسطينية وخاصة في ظل التحديات الكبيرة والمنعطفات التي تعصف مؤخراً بالقضية وأبرزها القرار الأمريكي الذي يقضي بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
وتحاول الحركة ممثلة برئيس مكتبها السابق خالد مشعل تعزيز خيار الانفتاح الذي باتت تنتهجه كركن أساسي في وثيقتها السياسية؛ بغية تطوير العلاقة واستثمارها في دعم وإعادة الملف الفلسطيني على كافة المستويات للصدارة.
واختتم وفد قيادي من "حماس"، برئاسة مشعل وعضوية جمال عيسى، وأسامة حمدان، زيارة إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، يوم الخميس الماضي تلبية لدعوة حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، للمشاركة في المؤتمر العادي الثالث للحزب.
وقالت الحركة في تصريح صحفي، إن مشعل التقى الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد عبد العزيز بالقصر الرئاسي في نواكشوط، حيث نقل له تحيات رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وامتنانه لمواقفه الشجاعة لصالح القضية الفلسطينية.
وفي السياق اختتم وفد الحركة زيارة إلى المملكة المغربية الشقيقة تواصلت على مدار يومين، تلبية لدعوة من قيادة حزب العدالة والتنمية، التقى فيها برئيس الحزب رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني وإخوانه في قيادة الحزب، وكتلة نوابه في البرلمان؛ تقديرا لدور المغرب رسميا وشعبيا وحزبيا على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وتفاعله الكبير مع قضية القدس رداً على قرار الإدارة الأمريكية الأخير بشأنها.
سياسة الانفتاح
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن هذه الزيارات تأتي ضمن سياسة "حماس" القاضية بالانفتاح على الجميع والتواصل مع كافة الدول من أجل دعم القضة الفلسطينية.
ويوضح الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن الظروف الحالية والتي تمر بها القضية تتطلب من الحركة التحرك بشكل أكثر إلحاحاً على المستوى العربي وغيره، متوقعاً أن تثمر تلك الزيارات بتحشيد الرأي العام العالمي لدعم الشعب الفلسطيني وقضاياه، إلى جانب التباحث بالقضايا الأخرى التي تخص الحركة.
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي د. تيسير محيسن مع سابقه، مبيناً أن المحور الأساسي في الزيارات هو المتغير الذي حصل بالفترة الأخيرة وهو موضوع القدس، كون "حماس" ترى أنه من الضروري تحشيد كل طاقات الأمة لإبطال مفعول القرار الأمريكي على أرض الواقع.
وبيّن محيسن في حديثه لـ"الرسالة" أن مواجهة هذا القرار يتطلب من حماس تحركات ديمقراطية واسعة للتواصل مع الرموز والشخصيات والدول لأجل إحداث حالة من التفاعل والتماسك والحشد ضد الخطوة الأمريكية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن قبل عدة أسابيع قراره الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، متجاهلاً المعارضة الدولية لذلك، كما قرر نقل سفارة بلاده من (تل أبيب) إلى القدس.
وأشار إلى أن "حماس" ترى أنها جزء من حركات الدفاع عن القضية ويقع على عاتقها عبء كبير من تحفيز الأمة وتوضيح المواقف المتعلقة بالحالة الفلسطينية الراهنة، سيما وأن مشعل كرس حضوره كقائد وطني فلسطيني، مما يدفعه لتوظيف ذلك في خدمة ومساندة القضية الفلسطينية والمشروع الوطني وتوضيح الحالة الفلسطينية.
ولفت إلى أن الحركة الدبلوماسية وإن لم تحقق أهدافها كاملة فإنها تؤسس لإنجاحها وتحافظ على توطيد العلاقة بين تلك الدول وحركة "حماس" خاصة أن الأخيرة هي رأس مشروع المقاومة المتماسك والوحيد في وجه المخططات الأمريكية التي تستهدف الأمة العربية جمعاء.
وفي نهاية المطاف يمكن القول إن هذه التحركات تُعبد الطريق أمام الحشد العالمي للقضية وتعزيز المواقف الدولية لمواجهة التحديات.