أعلنت إيران أنها قدمت إلى مجلس الأمن الدولي شكوى ضد تدخل الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية، في حين أعلن الحرس الثوري الإيراني انتهاء ما وصفها بالفتنة في البلاد، وقال إنه نشر قواته في ثلاث محافظات، لكن الاحتجاجات استمرت خلال الليل في عدة مناطق.
ونشرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة الأربعاء رسالة أرسلها المندوب الإيراني غلام علي خوشرو إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، جاء فيها "ألفت انتباهكم إلى المحاولات الواسعة التي قامت بها الولايات المتحدة مؤخرا للتدخل في الشؤون الداخلية لإيران".
في المقابل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في آخر تعليقاته على ما يجري في إيران إنه يكنّ كل الاحترام للشعب الإيراني "خلال محاولته استعادة السلطة من الحكومة الفاسدة"، وأضاف مخاطبا الإيرانيين "ستجدون دعما كبيرا من الولايات المتحدة في الوقت المناسب".
في الوقت نفسه، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم نشر اسمه إن البيت الأبيض يدرس فرض عقوبات جديدة على عناصر في النظام الإيراني أو مؤيدين له متورطين في قمع المظاهرات الاحتجاجية في إيران، التي بدأت يوم الخميس 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي وقتل خلالها 22 شخصا واعتقل المئات.
الاحتجاجات تتواصل
وقد واصل المتظاهرون احتجاجاتهم الليلة الماضية، إذ خرج مئات إلى الشوارع في ملاير بمحافظة همدان وهم يهتفون "الناس تتسول والمرشد الأعلى يتصرف كإله".
وأظهرت لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين في بلدة نوشهر شمالي البلاد وهم يهتفون "الموت للدكتاتور"، في إشارة على ما يبدو إلى المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي.
وخرجت الاحتجاجات الليلية بعدما شارك الآلاف في مظاهرات أخرى مؤيدة للحكومة في عدة مدن صباح الأربعاء. وبث التلفزيون الرسمي لقطات مباشرة لمسيرات في مدن من أنحاء البلاد، حيث رفع المتظاهرون أعلام إيران وصور خامنئي الذي يقود الجمهورية منذ عام 1989.
وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لخامنئي منها "الدماء التي في عروقنا فداء للزعيم"، و"لن نترك زعيمنا وحده". واتهموا الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا بالتحريض على الاحتجاجات، ورددوا هتافا يطالب بإعدام "مثيري الشغب المارقين العصاة".
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري إنه يعتبر هذه المظاهرات المؤيدة نهاية لما سماها "الفتنة" في إيران. وفي المقابل ذكر أنه "في هذه الفتنة، لم يتجاوز عدد الذين تجمعوا في مكان واحد 1500 شخص، ولم يتجاوز عدد مثيري الشغب 15 ألف شخص في أنحاء البلاد".
انتشار الحرس الثوري
وذكر جعفري أنه أرسل قوات من الحرس الثوري إلى محافظات أصفهان ولورستان وهمدان لمواجهة "الفتنة الجديدة"؛ وقد سقط أغلب قتلى الاحتجاجات في تلك المحافظات. وأشارت وكالة رويترز إلى أن تدخل الحرس الثوري كان عاملا رئيسيا في قمع احتجاجات عام 2009 في إيران التي قتل خلالها عشرات المتظاهرين.
واتهم جعفري في تصريحاته كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية بإدخال عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية إلى إيران، بهدف القيام بتفجيرات وأعمال إرهابية.
في غضون ذلك، أعلن الحرس الثوري في بيان أن ثلاثة من أفراده قتلوا في مواجهات مسلحة مع من وصفهم بمعارضي الثورة بالمنطقة الحدودية في بيرانشهر شمال غربي إيران.
وتشهد هذه المنطقة بين الحين والآخر مواجهات مسلحة بين عناصر الحرس الثوري ومسلحين أكراد انفصاليين يتخذون مقرا في شمال العراق.
من ناحية أخرى، أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي أنه يأمل في انتهاء الاحتجاجات في غضون أيام قليلة.
من جهة أخرى، قال رضا بهلوي نجل شاه إيران الراحل -في مقابلة مع وكالة رويترز- إنه يريد للإيرانيين أن "يقرروا مصيرهم بإرادتهم الحرة".
وأشاد بهلوي بالرئيس الأميركي دونالد ترمب وأعضاء إدارته لدعمهم المحتجين في إيران، لكنه أضاف أنه ينبغي عليهم أيضا اتخاذ خطوات لضمان وصول الإيرانيين إلى وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي التي يستخدمونها لتبادل الفيديوهات والرسائل التي توثق الاحتجاجات والاشتباكات مع قوات الأمن.