قال القيادي في حركة "حماس" عبد الرحمن شديد، إن السلطة الفلسطينية أصدرت لعناصرها تعليمات أمنية مشددة بمنع تحول الحراك الجماهيري في الضفة الى انتفاضة حقيقة، ومحاصرة أي جهد من شأنه أن يفلت الأوضاع عن المخطط المرسوم له من السلطة.
وأوضح شديد في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" أنّ قيادة السلطة تتعامل مع الاحداث بالضفة على شقين أولهما موجه للجماهير والاعلام من خلال اتاحة بعض الهوامش لتحرك الجماهير، بالتزامن مع نشر افرادها بلباس مدني عن نقاط التماس لمحاصرة هذا الحراك ومنع تمدده، بينما يتمثل الشق الاخر في محاصرة أي جهد فصائلي حقيقي يسعى لتعزيز الحراك الى انتفاضة.
وأكدّ أن السلطة تتعامل مع الحراك لأهداف سياسية بحتة، تحسن من خلاله مواقع التفاوض فقط، ولكنها لا تهدف لتحويل الأوضاع الى انتفاضة حقيقية.
وذكر أن السلطة الفلسطينية التي تتزعمها حركة فتح، غير جادة لهذه اللحظة في الانخراط بتشكيل قيادة وطنية موحدة للانتفاضة، "ولو شكلت تلك القيادة فستجد معيقات امنية واضحة، في ظل قرارات الجهات الأمنية بمحاصرة هذا الجهد"، مشيرا الى ان امن السلطة يملك خطة استنفار عملية على الأرض لتقييد حرية الحراك الجاري في الضفة.
وردًا على سؤال حول توقف العمليات الاستشهادية بالضفة ان كان نابعا من قرار استراتيجي لدى الحركة أم أنه محكوم بالظروف الميدانية، أجاب شديد: "لا يوجد أي تحفظ على أي وسيلة مقاومة بالضفة، في ظل الهجمة الصهيونية الشرسة والجرائم التي تمارس ضد أبناء شعبنا، وأصبحت تشكل تهديدا وجوديا للفلسطينيين في أراضيهم بالضفة والقدس والداخل المحتل".
وأكدّ شديد أن السلطة تفتقر لكل أوراق القوة امام هذه الهجمة، "وتسعى فقط لاستبدال الوسيط دون أن تتجاوز سقف اتفاق أوسلو أو التخلي عن منهاج المفاوضات".
وأضاف أن السلطة خذلت رهان الشعب الفلسطيني من خلال موقفها الباهت تجاه ما يحدث، "حيث كان يتوقع الناس أن تذهب لوقف التنسيق الأمني والاعلان عن حل السلطة التي لم يعد مبررا لوجودها، ولكنّ كل هذا لم يحدث".
وأرجع شديد ضعف الموقف الشعبي في بعض المناطق، إلى انعدام الثقة بين الجماهير وقيادة السلطة، والتي ترى أنها تحاول استغلال هذا التحرك لتحسين مواقع التفاوض فحسب.
وجدد تأكيده على تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، الذي دعا خلالها أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال بكل ما يستطيع من إمكانات وقدرات، في محاولة لتفعيل المقاومة ومواجهة صلف الاحتلال.