"نار وغضب" يكشف أسرار السياسة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية

⚡موسى أبومرزوق للرسالة:  ✔️ فتح صبّت كل جهدها لالغاء وجود مرجعيات لاتفاقات المصالحة  ✔️هناك "تراكم لأخطاء حقيقية" في تطبيق الاتفاقات الأخيرة  ✔️المصال
⚡موسى أبومرزوق للرسالة: ✔️ فتح صبّت كل جهدها لالغاء وجود مرجعيات لاتفاقات المصالحة ✔️هناك "تراكم لأخطاء حقيقية" في تطبيق الاتفاقات الأخيرة ✔️المصال

غزة-شيماء مرزوق

أشعل مايكل وولف مؤلف كتاب "نار وغضب" موجة غضب كبيرة في البيت الأبيض الأمريكي وعلى مستوى العالم بعدما نشر تفاصيل مثيرة حول الشهور الأولى لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب في إدارة السياسة الأمريكية تجاه قضايا العالم، لاسيما القضية الفلسطينية.

المثير للجدل كان طبيعة تعاطي ترمب مع الملفات الأكثر سخونة واشتعالاً في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وبالتأكيد فإن القضية الفلسطينية لم تكن بعيدة عن هذه التفاصيل خاصة أن الرئيس الجديد اتبع منذ البداية سياسة مختلفة اعتبر من خلالها أنه من السهل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وأن الإشكالية هي في الإدارات السابقة.

ويغطي الكتاب مساحاتٍ واسعة، من بينها زعم الدائرة الداخلية لترمب أن الرؤساء الثلاثة للولايات المتحدة قد "أساءوا فهم الشرق الأوسط بالكامل".

وقد تحدث خبير سياسي بارز للرأي اليوم التي أفردت مساحة كبيرة للموضوع بأن القيمة الاساسية والاهم في الكتاب انه تحدث عند طباعته قبل اربعة أشهر تقريبا عن “أحداث وقرارات” اتخذت فعلا لاحقا مما ميز مستوى المصداقية في النقاشات التي فضحها الكتاب.

وورد في الكتاب في خمسة مواقع على الاقل أن “صفقة القرن” التي شكك كثيرون وخصوصا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في وجودها هي “أمر واقع″ لأن عبارة "صفقة القرن" وردت خمس مرات على الاقل في 17 فقرة بالكتاب خصصت بالكامل للقضية الفلسطينية ومرتين من الخمسة كانت تقترن بحديث عن “تسوية تاريخية” او ”الحل الاقليمي”.

ورغم تكذيب ترمب لما ورد في الكتاب إلا أن محاولاته منع نشره وتوزيعه تكشف خشيته من انتشار التفاصيل الواردة فيه ما يشير إلى أنها صحيحة.

ويقتبس الكتاب الذي يصور ترمب بأنه جبان وغير مستقر وعديم الخبرة في شؤون المكتب البيضاوي أقوال ستيف بانون الذي دعاه محامو الرئيس إلى الكف عن إفشاء معلومات. وكان بانون قد غادر البيت الأبيض في أغسطس/آب الماضي.

ومن الواضح أن كل التفاصيل التي يكشفها الكتاب تؤكد ان الرئيس الأميركي جاهل سياسياً ويتصرف مع قضايا الشرق الأوسط تحديدا بدرجة من الاستخفاف خاصة عندما قال الكاتب أنه أعطي ملف السلام لصهره جاريد كوشنير لكونه يهودياً فقط.

تلك السياسة تؤكد أن القضية الفلسطينية مقبلة على مخاض صعب نتيجة هذه السياسة الامريكية والتحديات التي تفرضها ملفات المنطقة إلى جانب ما كشف عنه الكتاب بأن المملكة العربية السعودية ممثلة بولي العهد الجديد ستجمع الأموال للإنفاق على تفاصيل ”صفقة القرن” ضمن الحل الاقليمي لصراع الشرق الأوسط.

وقد بدأت أولى الارهاصات عندما قرر ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) وهي مقدمة لنقل السفارة الأمريكية للقدس، وبحسب الكتاب، فإنَّ استراتيجيّ البيت الأبيض، ستيف بانون، أخبر المدير التنفيذي السابق لفوكس نيوز، روجر آيلز، بأنَّ ترامب “سينقل السفارة إلى القدس من اليوم الأول”.

وقد أعطى بانون رؤيته للطريقة التي سيعيد بها ترامب صناعة الشرق الأوسط، فتكلَّمَ بصراحة مع آيلز، في عشاء جمعهما، وهو عشاء عرف لاحقاً بأن وولف هو من استضافه.

وقال بانون: “دع الأردن تأخذ الضفة الغربية، ودع مصر تأخذ غزة. دعمها يتعاملان معهما. أو يغرقان في محاولتهما التعامل معهما. السعوديون على الحافة، والمصريون على الحافة، كلهم يخافون الإيرانيين حد الموت. اليمن، سيناء، ليبيا".

ومما سبق يظهر أي حلول تسعى الإدارة الجديدة لتطبيقها وتنضوي تلك التفاصيل التي كشفها الكتاب على مخاطر حقيقية تهدد القضية وتؤكد أن مخططات التصفية التي تردد الحديث عنها ليست توقعات وانما هناك ارهاصات وجذور لها ما يفرض على المستوى السياسي الفلسطيني اتخاذ خطوات حقيقية لمواجهة هذه التحديات والتوقف عن الحديث حول مشاريع الحل والتسوية.

ويمكن القول إن هناك تماهيا كبيرا بين السياسة الإسرائيلية والأمريكية التي تدفع باتجاه القضاء على حل الدولتين واستمرار الاستيطان الذي سيؤدي لعزل المدن الفلسطينية في الضفة تمهيدا لضمها للأردن إلى جانب المزيد من الضغط على قطاع غزة لدفعه باتجاه مصر.

وتؤكد السياسة الإسرائيلية على مدار عقود أنها لن تقبل بأي تسوية سواء بحل الدولتين الذي عملت على تدميره او حل الدولة الواحدة الذي لن تقبل به.

يذكر أن الكاتب مايكل وولف أمضى 18 شهرا برفقة ترمب منذ حملته الانتخابية وخلال عامه الأول في البيت الأبيض بهدف الإعداد للكتاب الذي تضمن تفاصيل يتعلق بعضها بالاتصالات التي تمت قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة بين حملة ترمب والروس وتداعياتها السياسية.

البث المباشر