تمضي سلطات الاحتلال الإسرائيلي بخطوات أسرع على صعيد إطباق سيطرتها على مدينة القدس المحتلة، مستغلة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة "لإسرائيل"، مسابقة بذلك الزمن لفرض وقائع تؤيد الاعتراف الأمريكي الذي قوبل برفض دولي واسع النطاق.
وأفادت مصادر إعلامية عبرية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي صادقت على بناء 14 ألف وحدة استيطانية بمدينة القدس المحتلة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدينة القدس المحتلة عاصمة "لإسرائيل".
وقال مركز أبحاث الأراضي في تقريره السنوي، إن "السلطات الإسرائيلية صادرت خلال العام الماضي 9 آلاف و784 دونما من أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس وهدمت حوالي 500 منشأة فلسطينية".
كما وثقت تقارير إسرائيلية إعلان الاحتلال عن نيته إنشاء 3 آلاف و122 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة والقدس. وقال مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صادقت خلال عام 2017 على بناء نحو (5500) وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة ومحيطها".
مشاريع متسارعة
هذا وكان إعلان ترامب بوابة لتجسير الاحتلال أكثر من أي وقت مضى على زيادة ممارساته بشأن القدس، فقد أصدر أوامر جديدة بهدم منازل لمواطنين فلسطينيين في مدينة القدس المحتلة.
وذكرت مصادر فلسطينية أن طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في مدينة القدس بحراسة جيش الاحتلال اقتحمت بلدة العيسوية وسط القدس، وألصقت إخطارات الهدم على عدد من منازل المواطنين الفلسطينيين.
وقالت الدكتورة هنيدة غانم المديرة العامة لمركز "مدار" للدراسات الإسرائيلية، أنها تلاحظ منذ عام 2009 أي منذ صعود نتنياهو إلى الحكم محاولات جدية لـ "دمج" شرق القدس وتذويبها ضمن المشهد الإسرائيلي، مضيفة أن ذلك يتمثل بمشاريع متسارعة أعلنت عنها "إسرائيل" في نهاية عام 2017 ومنها القطار السريع الذي يربط مستوطنة "بسجات زئيف" بغربي القدس ويمر من وسط شعفاط.
وتحدثت غانم في حوار لها مع موقع عرب 48 عن مخطط "ماميلا" الذي يربط غربي القدس بالبلدة القديمة، بأسوارها وبواباتها، لافتة إلى احتلال بيوت الشيخ جراح والاستيطان داخلها والمحاولة المنهجية لتهويد حي سلوان الملاصق للمسجد الأقصى ومحاولة إقامة ما يسمونه بـ "عير دافيد" وغيرها من المخططات التي تدخل إلى صلب المشهد الفلسطيني وتحاول تهويده.
وأكدت غانم أن تلك المخططات تتزامن مع مقترحات إخراج الكتل السكانية الكبيرة التي يصفونها بـ "بالقنابل الديمغرافية"، والتي تتراوح بين إخراج 60 ألف فلسطيني إلى 160 ألف فلسطيني خارج الحدود البلدية للقدس، وذلك لإحكام السيطرة الديمغرافية اليهودية على المدينة.
القدس موحدة
وفي السياق، أكد الدكتور جمال عمرو المختص بقضايا القدس أنه منذ إعلان ترامب تسارعت القرارات الاستيطانية، مضيفاً أن وزير الإسكان الإسرائيلي أعلن فورا عن 14000 مستوطنة جديدة في القدس ثم تحدث بعدها بيومين عن 7000 مستوطنة جديدة في القدس و8000 مستوطنة في الضفة.
وذكّر عمرو للرسالة أن من ضمن القرارات التي كان تؤجلها "إسرائيل" على الدوام هو قانون "القدس موحدة" الذي كان عبارة عن ورقة تناقش كل عام وتم التصويت عليها في الكنيست بعد قرار ترامب، لافتاً إلى أن قرار ترامب أعطى ضوءا أخضر لتجسير الاحتلال على مزيد من القرارات التهويدية بشأن المدينة.
ولفت إلى موضوع الاستيلاء على مقبرة باب الرحمة، مؤكدا أن مستوى الاقتحام في المدينة وللأماكن المقدسة قد تغير، ومضى يقول: "أجريت طقوس زواج واحتفالات داخل الأقصى وقد بات الاحتلال يتصرف بالقدس وكأنها العاصمة للدولة اليهودية".
كما وأن اليهود -حسب عمرو-يتصرفون سياسيا ودينيا "بوقاحة لم تسبق"، لافتاً إلى أن قرار ترامب أعطاهم تصريحا لعمل ما بدى لهم وسن ما يريدون من قوانين.