د. الشاعر: عدم تحقيق النجاح نقطة تحدي في حياة الإنسان
د.أبو هين: الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار
غزة- ماجد عبد الوهاب- الرسالة نت
بعد إعلان نتائج الثانوية العامة عمت الفرحة كل أرجاء قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة فكل لديه ناجح قضى عام دراسي كامل بين الجد والتعب لم يعرف للراحة طعم.. الفرحة كانت كبيرة بلا شك.. ولكن تبقى زاوية ربما لم ينتبه إليها الكثير فهناك آخرون لم يحالفهم النجاح وتمكن اليأس من التسلل إلى قلوبهم وحطم كل إرادة لديهم وأنساهم عبارة "في فلسطين ما يستحق الحياة".
"الرسالة نت" أعدت التقرير التالي، ووضعت هذه الزاوية الصغيرة تحت المجهر وحاولت إرشاد كل من لم يحالفهم النجاح إلى بداية طريق جديد مليء بالتحدي والإرادة وبالتأكيد ستكون نهايته على منصات التتويج بلا شك.
نخطئ عندما نستخدم كلمة "حاولت" لتبرير فشلنا، وعندما يكون هناك هدف محدد فإننا إما ننجح أو نفشل في تحقيقه، وليس هناك نقطة في الوسط. ولكن غياب النجاح السريع لا يعني الفشل، بل معلومات تفيد في ضبط المسار وتعديل خطط تحقيق الهدف، ولذلك فإن كلمة "حاولت" قد تجعل الإنسان يتوقف بدلاً من استمرار السعي لتحقيق الهدف.
سئل أحد المخترعين الكبار بعد أن جرب 100 طريقة ولم تنجح: هل تشعر بالفشل ؟ أجابهم قائلاً: "لا لكنني تعلمت 100 طريق لا تؤدي إلى النجاح".
هذا المخترع لإصراره على النجاح توصل إليه أخيراً، وما كان يمكنه ذلك لولا أنه قطع الطريق إلى النجاح، فكان من الصعب ألا ينجح في المرات التالية.
نقطة تحدي
يقول أستاذ علم النفس الاجتماعي الدكتور درداح الشاعر: "إن الفشل ليس نهاية الطريق وإنما هو محاولة إنسانية للحصول على نجاح ولكن قد تحدث ظروف لا تساعد على نجاح وهو ليس فشل... الطالب يبذل جهد ويحاول النجاح وإذا ما فشل فإنه يجب أن يدرس القصور في شخصيته ووقته وحياته ويعمل على تقويمها فالحياة لم تنتهي عند هذا الحد".
ويضيف الشاعر "إن عدم تحقيق النجاح في الثانوية العامة نقطة تحدي في حياة الإنسان يجب أن يستثمرها ويعاود الكرة بجهد أكبر حتى يحقق التفوق"، مشدداً على أن كلمة فشل لا يجب أن تكون موجودة في قاموس الطالب فما حدث معه كانت تجربة لم يصب فيها هدفه وهو بذلك يكون خبرة ربما يتمكن من خلالها من إصابة الهدف بصورة أفضل في مرات أخرى.
ومضى يقول لـ"الرسالة نت": إن تكرار الخطأ وعدم دراسة نواحي القصور هي الفشل بعينه (..) ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح".
وحتى ندرك النجاح، لابد من معرفة معنى الفشل، وهو: عدم وضع هدف ثم العمل على تحقيقه مهما كانت العوائق. فكما أن النجاح أمر نختاره ثم نسعى لتحقيقه، فإن الفشل يمكن أن يكون كذلك. فعندما نرى الأشخاص الذين يفتقدون الأهداف والحوافز التي تدفعهم للنجاح فإننا نرى أشخاصاً يعيشون بدون غرض ولا يستمتعون بحياتهم، بل إنهم يشعرون أنها مليئة بالفشل.
عنصر قوة
وفي ذات الزاوية يوضح أستاذ علم النفس الدكتور فضل أبو هين أن الطريق لا تنتهي عند الرسوب في التوجيهي وعلى العكس تماما فمن لم يحالفه الحظ يمكن أن يأخذ من ذلك عنصر قوة ونجاح قوة تدفعه لأخذ العبر وتكرار المحاولة ونجاح سيحققه رغماً عن كل الظروف.
ويشير د. أبو هين في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن هناك الكثير من النماذج التي رسبت في الثانوية وبمزيد من الجهد والمحاولة وصلت إلى منصات التتويج وكان لها ما أرادت، قائلاً :"لا يجب أن نيأس أو ننظر إلى الحياة نظرة تشاؤم وتحقير (..) إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار".
وفي همسة عتاب أوصلها الاختصاصي النفسي إلى أهالي الطلبة الذين لم يحالفهم النجاح قائلا: "لا تكنوا أنتم والدنيا على أبناءكم (..) إنهم لم يدخروا طاقة إلا وبذلوها وعدم تحقيق النجاح من المحاولة الأولى يزيد من خبرة الإنسان في هذه الدنيا (..) جزء كبير من النجاح يعتمد على الأهل لذا يجب عليهم أن يتحملوا جزء من المسئولية".
عندما يريد شخص أن يصعد جبلاً، فإن عدد مرات سقوطه لا يدل على قدرته على الوصول إلى القمة، ولكن عدد المرات التي ينهض فيها بعد السقوط هو ما يدل على قدرته على ذلك، ويفشل هذا الشخص عندما يقول: "حاولت ولم أنجح" فهذا يعني أنه توقف عن النهوض والسعي لتحقيق هدفه، أو أنه يبرر فشله وعجزه. وكلا الأمرين لا يفيد.
عزيزي طالب الثانوية العامة لم يبقى سوى أن نختم تقريرنا بقول أحد الحكماء "إن الهروب هو السبب الوحيد في الفشل,لذا فإنك تفشل طالما توقفت عن المحاولة"، لذا عليك ألا تتوقف وإذا ما فشلت هذا العام فبالتأكيد ستنجح العام القادم.