غزة - أحمد الكومي - الرسالة نت
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن حكومته ستبتر الذراع الجاسوسي الذي يتحرك على أرض غزة، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية العاملة في القطاع لم تتواني لحظة واحدة في ملاحقة عملاء الاحتلال الإسرائيلي والضرب عليهم بيد من حديد.
وقال هنية :"لم ننكسر أمام العدوان والحصار، وسنتصدى لحرب الجواسيس بمسئولية شرعية وطنية لحماية الشعب الفلسطيني والمقاومة الوطنية على أرض غزة".
وفي سياق آخر، شدد هنية حرص الحكومة بغزة على تحقيق المصالحة الفلسطينية والتمسك بالوحدة الوطنية، قائلا:" قضية المعتمرين والتنسيق المستمر بين وزارة الصحة في غزة ونظيرتها في الضفة في بعض القضايا والإعلان الموحد لنتائج الثانوية العامة، يدلل على أن المصالحة ضرورة وطنية وقرارا استراتيجيا".
وأضاف هنية – خلال احتفال تكريم أوائل طلبة الثانوية العامة بغزة مساء أمس -:" الانقسام الفلسطيني الحاصل جاء تحت وقع الضرورة بسبب رفض فئة قليلة لنتائج الانتخابات التشريعية وهو شيء استثنائي في مسيرة الشعب الفلسطيني".
لتحقيق المصالحة
وطالب رئيس الوزراء حكومة رام الله بأن تجرد الإرادة السياسية والقرار الفلسطيني السياسي من قبضة الإدارة الأمريكية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، موضحاً أن حكومته قدمت لعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية مبادرة مصالحة وطنية واضحة المعالم.
وتابع:" المبادرة باءت بالفشل نتيجة توقف القطار على سكة المصالحة، بسبب التدخل الأمريكي وارتهان القرار الفلسطيني بالتدخلات الخارجية".ودعا هنية كافة الأطراف الدولية إلى عدم الوقوع في فخ الخداع الإسرائيلي، من خلال الاستمرار في تيسير القوافل التضامنية البرية والبحرية لكسر حصار غزة.
وأكد أن الاسم الذي أطلق على الفوج جاء رسالة وفاء لدماء شهداء أسطول الحرية الذين ركبوا البحر لكسر حصار غزة ورسالة وفاء لدولة تركيا قيادة وحكومة وشعبا، مستطردا:" فوج شهداء أسطول الحرية هو عنوان إستراتيجية الصمود الفلسطيني".
وتابع:"إن حادثة أسطول الحرية في عرض البحر شكلت إنعطافة هامة في مسيرة كسر الحصار ورفع الغطاء عن وجه الاحتلال الإسرائيلي وإظهاره على حقيقته العدوانية.وأوضح هنية أن الاحتفال بالطلبة المتفوقين يأتي بالتزامن مع ذكرى استشهاد الشيخ صلاح شحادة وعشية الذكرى 58 لثورة 23 يوليو المصرية.
بثباته وصموده
قطاع غزة بعد إحتفاله بفوج شهداء أسطول الحرية غادر بذلك ساحة الوضاعة وانطلق لمعانقة الثريا ليطلع عليها أصقاع العالم أجمع، هذا ما أكده الدكتور محمد عسقول وزير التربية والتعليم بقوله " الشعب الفلسطيني يمن علينا بثباته وصموده ملتفا حول حكومته ليرد تآمر المتآمرين ويؤكد على عجز كافة القوى الدخيلة أمام عطاء هذا الشعب العظيم".
وقال عسقول:" ما جرى هذا العام من عقد الامتحانات النهائية للثانوية العامة بشكل هادئ ومضبوط، هو شيئ مميز ومخالف لما يجرى في أغلب الدول العربية وأيضا في دولة الكيان".
وعن حيثيات وكواليس عملية التنسيق بين وزارة التربية والتعليم في غزة ونظيرتها في رام الله تحدث عسقول أن تنسيق وزارته لم يكن في إطار الاستسلام والضعف بل جاء للالتقاء بمصالح الشعب الفلسطيني وانطلاقا من الثقة بالقرارت الصادرة عن الحكومة الفلسطينية في غزة، مستدركا:" الوزارة في غزة تقرر ونظيرتها في رام الله تنفذ ".
وشدد عسقول على إمتلاك وزارته لقيادة تعليمية مؤهلة لقيادة التعليم في الدول العربية قاطبة، مشيرا الى أن مستويات التحصيل لهذا العام زادت عن 4% عن سابقتها من الأعوام الماضية، نتيجة تقدم الطلبة الذى يعكس تقدما في نسب النجاح.
وتابع:" كنت متوقعا أن يصل مستوى التحصيل إلى 2%، لكن أن يزيد المستوى عن 4% فهو مفخرة للحكومة الفلسطينية ويعكس المعية الإلهية في التعليم الفلسطيني".
لم يكن ليمضى الحفل التكريمي دون كلمة لضيف الشرف الكبير " فوج شهداء أسطول الحرية " والتي ثمنت فيها نور إسماعيل الحاصلة على المركز الأول على مستوى محافظات غزة، دور الحكومة الفلسطينية في غزة ممثلة بوزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية لما قاموا به من جهد دؤوب لنجاح المسيرة التعليمية وتوفير الأمن والراحة النفسية للطلبة خلال فترة الامتحان.
ودعت الطالبة نور كافة الطلبة الذين لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة إلى ضرورة الإصغاء لإرشادات المعلمين وكسب رضا الوالدين وحسن تقسيم الوقت ما بين الدراسة والعبادة وتجسيد القيم الإسلامية في كافة الأفعال والتصرفات اليومية، متمنية بأن يكون الاحتفال بالمتفوقين العام المقبل في باحات المسجد الأقصى الشريف.
وانتهى حفل " فوج أسطول شهداء الحرية " بتكريم الطلبة المتفوقين من قبل الحكومة الفلسطينية التي ما فتئت تقارع العدو بكل غزة وكرامة، ولتحمل رسالة للعالم أجمع مفادها بأن " بعد الحصار والدمار .. غزة والنجاح توأمان لا يفترقان ".