أكد الرئيس محمود عباس للمرة الأولى مساء الأحد أنه تلقى عرضا بإعلان بلدة أبو ديس قرب القدس المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية وأنه رفض ذلك.
وقال عباس في خطاب في افتتاح اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله "يعرضون علينا حاليًا أن تكون أبو ديس عاصمتنا وأبلغنا (الرئيس الأمريكي دونالد) ترمب أننا لن نقبل مشروعه وصفقة القرن هي صفعة وسنردها".
وشدد عباس على أن القدس هي درة التاج وزهرة المدائن والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
في الوقت ذاته، انتقد عباس رفض حركت حماس والجهاد الإسلامي المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي احتجاجا منهما على مكان استضافة الاجتماعات.
وقال إننا "نلتقي هنا لندافع عن القدس ونحمي القدس ولا حجة لأحد في المكان أنه غير مناسب، ونحن في لحظة خطيرة ومستقبلنا على المحك".
وأضاف عباس أننا "لن نرحل ولن نرتكب أخطاء الماضي هذه بلادنا من أيام الكنعانيين".
وتابع "نحن لا نأخذ تعليمات من أحد ونقول "لا" لأي كان إذا كان الأمر يتعلق بمصيرنا وقضيتنا وبلدنا وقضيتنا وشعبنا "لا وألف لا"، وقال "قلنا لا لترمب ولن نقبل مشروعه، وصفقة العصر هي صفعة العصر ولن نقبلها".
وشدد على أن لدى الفلسطينيين "خطأ" بدعم (الرئيس العراقي الأسبق) صدام حسين، وقال: "لا نريد أن تتكرر وما يجري في الدول العربية هذا شأن عربي لا شأن لنا به، ونتمنى أن يحلوا مشاكلهم بالطرق السلمية"، و"ليس مسموح لأحد أن يتدخل بشؤوننا".
وأوضح عباس أن أوسلو لم يبق منها شيء "انتهت"، وتساءل: أين نحن ذاهبون، "إسرائيل" اعترفت بالمنظمة ممثلا للشعب الفلسطيني، و"هذه مآثم، نحن سلطة بدون سلطة، واحتلال دون كلفة، ولن نقبل أن نبقى كذلك".
وفي إشارة إلى تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وتهديده بقطع المساعدات عن السلطة واللاجئين، قال: "ما يُحمّلونا جَميلة (أي منة) بدفع أموال لنا".
وقال بشأن رفض المنظمة للمفاوضات: "يخرب بيتك" (موجهًا الحديث لترمب)، من متى رفضنا المفاوضات، فقد ذهبت لأمريكا 4 مرات وأنا جاهز للصفقة، التي بان أنها "صفقة"، "هذا عيب".
وأكد عباس التزامه بما تم عام 1988، وحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية، ودولة فلسطين على حدود 1967، وإذا كان هناك تبادل للأراضي وفق القيمة، والقدس العاصمة، وعدم اجراء إجراءات أحادية من الجانبين، اطلاق جميع الأسرى.
وشدد على أن المفاوضات يجب أن تستند إلى برعاية دولية، وقال: "لن نقبل أمريكا لوحدها وسيطا بيننا وبين إسرائيل، بعد الذي فعلوه، ولدغهم لنا في مئات المرات".
كما شدد تمسكه بالمقاومة الشعبية السلمية، وقال: "لست إلا مع هذه المقاومة، ولن أخجل من تكرار ذلك، وهي أقوى وأكثر فعالية من غيرها، لأن غيرها لا تعتمدوا على حلها (في إشارة للمقاومة المسلحة)".
وأوضح أن مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور سيذهب لنيويورك من أجل الحصول على عضوية كاملة لفلسطين، مبينًا أن (الأمريكان) "لا يردون اعطاءنا إياها".
وحول وضع منظمة التحرير على قائمة "الإرهاب"، استنكر عباس الفعل الأمريكي بالقول مرة أخرى "يخرب بيتك" (في إشارة لترمب)، وأضاف "نحن وإياكم نحارب الإرهاب"، ونحن مع ثقافة السلام.
وحول الوضع الإقليمي، قال عباس إن: "الربيع العربي هو خريف عربي-أمريكي مستورد إلينا، بعدما قرأنا الخرائط التي تفيد بتقسيم الدول العربية، ووضع سياسة جديدة للشرق الأوسط، والفوضى الخلاقة، وكل هذا رأيناه الفترة الماضية ولا يزال يعاني حتى اللحظة".
وفيما يتعلق بالمفاوضات. قال: "للحقيقة والتاريخ كنا نجلس مع أولمرت كل أسبوع، ولا أخفيكم أننا وجدنا آفاقًا للحل، القدس لنا وعودة لاجئين، والحدود، وجلسنا 8 شهور، ولكن لا يوجد اتفاقات، وهذا أكده (أولمرت) في مذكراته، وكان هذا بحضور الأمريكان".
وأشار إلى أن مكتب منظمة التحرير بواشنطن يجب أن يُغلق لأنه يريد الحصول على تجديد من الرئيس الأمريكي، والحوار بقي إلى يومنا هذا، ونريد أن يُلغي الكونغرس قراره باعتبار منظمة التحرير منظمة إرهابية.
وأضاف "الآن انضممنا إلى 95 منظمة، وهناك 500 منظمة أخرى، الأمريكان قالوا لنا هناك 22 منظمة لا يجب أن تنضموا لها، واشترطنا عليهم عدم الاقتراب من المكتب ونقل السفارة، والمساعدات، أنتم لم تلتزموا، ونحن لن نلتزم، و"ليكن ما يكون".
وتابع: "حصلنا على 86 قرار من مجلس الأمن، والجمعية العامة 750، والأمريكان قدموا 43 فيتو ضد قرارات تتعلق بالقضية الفلسطينية، وفي حقوق الإنسان قدمنا 146، ولا قرار تقدم ".
وتساءل "لمن نشتكي!.. لمن نذهب! ودعا الحاضرين للتفكير بذلك، أنا ليس لدي حل، لا قرار أممي نُفذ، عندما قدموا لي أرقام استغربت، نحن نشكو إلى الله".
وانطلقت اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني مساء اليوم الأحد في مدينة رام الله وهي الأولى منذ مارس 2015.
وتعقد الاجتماعات التي تستمر ليومين ضمن الدورة الـ28 للمجلس المركزي الفلسطيني، بعنوان: "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".
وتنعقد هذه الدورة الطارئة لتأكيد الموقف الوطني الفلسطيني الموحد، ووضع كل الخيارات أمامه عقب إعلان الرئيس الأميركي ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.