قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن استعدادات الجيش التركي لعملية عفرين شمالي سوريا قد اكتملت، وإن العملية قد تبدأ في أي لحظة، متوعدا في الوقت نفسه بالقضاء على القوة العسكرية التي تسعى الولايات المتحدة لتشكيلها على حدود بلاده.
وذكر أردوغان في خطاب بالعاصمة أنقرة اليوم الاثنين أنه "بالرغم من كل تحذيراتنا ونيتنا الحسنة، فإن من نسميهم حلفاء لنا يريدون إنشاء جيش إرهابي على حدودنا، ولا هدف لهذا الجيش سوى تركيا"، في إشارة إلى القوة الحدودية الكردية.
وتوعد الرئيس التركي بوأد هذا "الجيش الإرهابي" في المهد، وطالب القوات الأميركية ألا تقف في طريق الجيش التركي حتى لا تقع أحداث مؤسفة.
من جهته قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن تركيا ستدافع عن نفسها في وجه أي تهديد مهما كان ومن أي جهة كانت، مشددا على أن بلاده لن تعطي الفرصة لأي جهة تستهدف استقلالها.
واتهم يلدرم الولايات المتحدة بمناصبة تركيا العداء من خلال دعمها ما وصفها بالمنظمات الإرهابية.
وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء إن الخطوات الأميركية لتشكيل قوة عسكرية تقودها الفصائل الكردية على الحدود السورية هو "لعب بالنار"، ولا تتفق مع الشراكة الإستراتيجية بين واشنطن وأنقرة.
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أعلن أنه يعمل مع الفصائل السورية الحليفة له لتشكيل قوة حدودية قوامها ثلاثون ألف عنصر، موضحا أن نصف القوة الجديدة تقريبا سيكون من المقاتلين المخضرمين في قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، ويجري حاليا تجنيد النصف الآخر.
ويفترض أن تنتشر القوة على طول الحدود السورية مع تركيا شمالا والحدود العراقية باتجاه الجنوب الشرقي، وعلى طول وادي نهر الفرات الذي يعتبر خطا فاصلا بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وقوات النظام السوري المدعومة من إيران وروسيا.
في المقابل، أعلنت تركيا قبل أيام أنها تستعد لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في شمال سوريا إلى مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية، بهدف حماية الحدود.
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تشكيل الولايات المتحدة تلك القوة على الحدود التركية السورية يعتبر مسألة خطيرة قد تؤدي إلى تقسيم سوريا.
ونوّه لافروف -خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو- بالدور الروسي والإيراني والتركي الذي قال إنه سمح منذ عام ببدء عملية أستانا وإقامة مناطق خفض التصعيد، لافتا إلى أن مؤتمر الحوار السوري المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية يهدف إلى تمهيد الطريق لمحادثات جنيف.
من جانب آخر، انتقد النظام السوري الخطوة الأميركية، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن "سوريا تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه المليشيات برعاية أميركية خائنا للشعب والوطن، وستتعامل معه على هذا الأساس".
ووفقا للوكالة فإن الخطوة تمثل "اعتداء صارخا على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي".