أكد مجلس الأمن القومي التركي اليوم الأربعاء أن أنقرة لن تسمح بإنشاء معبر "إرهابي" عند الحدود مع سوريا، بينما واصل الجيش إرسال التعزيزات إلى الحدود تحضيرا لمعركة ضد قوات سوريا الديمقراطية.
وعقد المجلس التركي اجتماعا برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في أنقرة، وصدر بيان عقب الاجتماع تضمن توصية للحكومة بتمديد حالة الطوارئ ثلاثة أشهر للمرة السادسة عقب الانقلاب الفاشل الذي وقع منتصف يوليو/تموز 2016.
وأكد البيان أن تركيا لن تسمح بإنشاء "معبر إرهابي وتأسيس جيش إرهابي" عند حدودها، وأنها ستتخذ كل التدابير اللازمة لمنع حدوثه.
وأضاف البيان أنه من المؤسف أن تقوم دول حليفة لتركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتسليح "الإرهابيين"، في إشارة إلى الولايات المتحدة، وطالب بتجريد "التنظيمات الإرهابية" من الأسلحة التي قدمت لها وإعادة جمعها بدون أدنى تأخير، مؤكدا أن تركيا ستقوم بكل ما يلزم لمواجهة أي تهديد يستهدفها.
تركيا لا تحتاج إذنا
وعقب صدور البيان، قال بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي إن بلاده "ستتخذ خطوات في عفرين ومناطق أخرى بسوريا لضمان أمنها القومي إذا لم تنفذ مطالبها". وأكد أن "تركيا لا تحتاج أخذ إذن من أحد لاتخاذ الخطوات اللازمة لبقاء دولتها وشعبها".
وأضاف "هناك تناقض كبير جدا بين ما تتحدث عنه الولايات المتحدة معنا بشأن التطورات في سوريا وبين ما تقوم به على الأرض".
في هذه الأثناء، وصلت 15 شاحنة محملة بناقلات جنود مدرعة إلى ولاية كليس جنوبي تركيا، المحاذية للحدود مع ريف حلب، في ظل تدابير أمنية وبرفقة قوات الدرك.
كما وصلت إلى ولاية هاتاي الحدودية المقابلة لبلدة عفرين السورية تعزيزات إضافية تشمل عشرين دبابة.
وأعلن أردوغان أمس الثلاثاء أنه في غضون اليومين القادمين ستكون هناك عمليات عسكرية لسحق "أوكار الإرهاب" في سوريا بدءا من منبج وعفرين بريف حلب، مضيفا أنه لن يمنعه من ذلك "من يتظاهرون بأنهم حلفاء ثم يحاولون طعن تركيا في الظهر".
وتأتي هذه العملية بعد أيام من إعلان واشنطن -التي تقود التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية- تشكيل قوة حدودية قوامها ثلاثون ألفا من المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، وهو ما أثار غضب أنقرة التي تعتبر وحدات حماية الشعب -العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية- منظمة إرهابية.
وحذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأميركي ريكس تيلرسون من خطورة تشكيل تلك القوة، وقال إن تركيا سترد على أي هجوم للوحدات الكردية يستهدف جنودها أو أفراد الجيش السوري الحر في إدلب ومنطقة درع الفرات.