قالت فصائل المقاومة الفلسطينية إن الاشتباك المسلح الملحمي الذي وقع بين خلية من المقاومين وجنود الاحتلال بجنين بالضفة المحتلة، يؤكد على تجذّر المقاومة بالضفة.
ونعت حركة "حماس" في محافظة جنين شهيدها القسامي أحمد نصر جرار، والذي ارتقى كما قالت في ملحمة بطولية سطرتها كتائب القسام على أرض واد برقين في جنين.
وقالت حماس في بيان وصل ال"الرسالة نت":، إن الشهيد جرار هو شهيد ابن شهيد، مؤكدة أن مسيرة الشهداء لن تتوقف وتضحياتهم ستبقى دليلا على أن روح المقاومة لن تنطفئ وأن كتائب القسام ستبقى وفية لشعبها، وفق تعبيرها.
وأشادت "حماس" بالبسالة التي أبداها أبناؤها في معركة وادي برقين، رافضين تسليم أنفسهم ومعلنين الشهادة مقبلين لا مدبرين.
وعدت الشهيد جرار من سلالة عائلة مقاتلة قدمت الكثير لأجل فلسطين، مستذكرة والده الشهيد نصر جرار والذي كان أحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة.
وشددت حماس على أن الوصول للشهيد جرار لن يثني من عزيمة الحركة ومسيرتها المقاومة، مؤكدة أن ملحمة جنين الليلة التي التحم فيها أبناء حماس بسلاحهم أعادت للأذهان ملامح البطولة التي سطرها أبناؤها على ذات الأرض، وعاهدت شعبنا على المضي في طريق المقاومة حتى التحرير.
مواجهة الاحتلال
بدورها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن شهداء معركة جنين يعيدون رسم معالم استراتيجية حرب التحرير للشعب الفلسطيني كأسلوب ومنهج ثابت في إطار المواجهة المستمرة مع هذا العدو الفاشي المجرم.
وأكدت في بيان صحفي، "أن موقعة جنين والتي سبقتها عملية نابلس البطولية كسرت نظرية الأمن الاسرائيلية وحققت استراتيجية الردع الشعبية على جرائم الاحتلال، حيث أكدت قدرة شعبنا على القتال وتقديمه البديل العملي لنهج أوسلو، ورداً عملياً على الإدارة الأمريكية وقرار " ترامب"، وجرائم الاحتلال واستهدافه المتواصل لشعبنا وخصوصاً للأطفال والقاصرين".
وقالت، إن ملحمة جنين جاءت لتؤكد أن هذا الأسلوب هو البديل الوطني الشعبي عن السياسات الهابطة والقرارات الباهتة للسلطة والتي ينزوي فيها آلاف منتسبي الأجهزة الأمني الذين يعزفون عن حماية شعبهم من جرائم الاحتلال والمستوطنين.
وأضافت "تعود جنين القسام من جديد إلى الواجهة لتعيد الذاكرة من جديد إلى معركة مخيم جنين الخالدة، في ظل سنوات طويلة من محاولات تفتيت الوعي الشعبي بالمقاومة وفرض الرؤية والعقيدة الأمنية على الأجهزة الأمنية بجهود الجنرالات الأمريكية وبرعاية صهيونية وبخضوع السلطة".
ودعت الجبهة لضرورة استمرار الانتفاضة وتطويرها وتحويلها إلى نمط حياة يومي تستخدم فيها كل أنواع وأشكال وأساليب النضال، باعتبارها خياراً ناجعاً في حشد طاقات الشعب الفلسطيني بما يجعل الاحتلال مشروعاً خاسراً على جميع النواحي، وبما يفرض معادلات جديدة ذات أبعاد استراتيجية تكسر حالة الانحدار في المشهد الوطني وتعيدنا مرة أخرى إلى طريق تحقيق الأهداف الوطنية.
وأهابت بالجماهير إلى القيام بإجراءات عاجلة لحماية المقاومة والمقاومين لتجنيبهم مطاردة وملاحقة واستهداف الاحتلال، ومن بينها إزالة الكاميرات والتي يستخدمها الاحتلال لتعقب حركة المقاومين الملاحقين.
تجذر خيار المقاومة
من جانبها، قالت لجان المقاومة في فلسطين: "إن الاشتباك البطولي واستبسال المقاومين في جنين يؤكد على تجذر خيار المقاومة والجهاد ضد الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه في الضفة المحتلة".
وأضافت لجان المقاومة في بيان لها، "أن معركة جنين التي خاضها ثلة مؤمنة مجاهدة وسطرت خلالها ملحمة بطولية في الصمود والإصرار على القتال في مواجهة جيش بأكمله ستشكل نبراساً لأجيال التحرير التي ستدوس الاحتلال وتقلعه من أرضنا المحتلة."
كما قالت اللجان "إن شعبنا الفلسطيني البطل في الضفة المحتلة يتمسك بالمقاومة إيماناً بأنها السبيل الأجدى لردع الاحتلال وإبطال مؤامرة التهويد وتصفية القضية الفلسطينية".
وأشادت ببطولة المقاومين في جنين وجموع المنتفضين الذين تصدوا لقوات الاحتلال في عدوانها الآثم على المدينة.
ودعت إلى توسيع دائرة الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال ومستوطنيه على امتداد ميادين المواجهة وإشعال الأرض لهيباً تحت أقدام المستوطنين في الضفة المحتلة.
المقاومة مستمرة
بدورها، شددت حركة الأحرار الفلسطينية على أن استشهاد أحمد جرار بعد اشتباك مسلح رغم شدة القبضة الأمنية من الاحتلال وأجهزة التنسيق الأمني رسالة هامة بأن المقاومة مستمرة لن تفلح محاولات استئصالها وهي الخيار الأمثل لمواجهة عدوان الاحتلال.
وقالت الحركة في بيان وصل، إن بطولة جديدة سطرها أبناء الشعب الفلسطيني وأحد أبطال كتائب القسام أحمد جرار ابن الشهيد القسامي نصر جرار والذي ارتقى شهيداً بعد أن أذاق جنود الاحتلال سوء الألم أدى لإصابة اثنين أحدهم خطير في اشتباك عنيف.
واعتبرت "أن البطولة أكدت أن روح المقاومة باقية ومتجذرة في نفوس أبناء شعبنا رغم كل محاولات استئصالها على يد الاحتلال الصهيوني وآلته العسكرية وعلى يد أجهزة التعاون والتنسيق الأمني في الضفة".
وأكدت أن دماء الشهداء هي وقود الانتفاضة وضمان استمراريتها وديمومتها كخيار استراتيجي للشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الاحتلال.
ودعت الأحرار للحفاظ عليها مشتعلة وتطوير وسائلها وأدواتها للثأر لدماء الشهداء وتنفيذ المزيد من العمليات البطولية والنوعية للجم عدوان الاحتلال وقطعان مستوطنيه.
وطالبت السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني التي لولا استمرارها لما وصلت عربدة الاحتلال لهذه الدرجة باعتباره خدمة مجانية في إيصال المعلومات له واعتقال المقاومين وإحباط المئات من العمليات البطولية، وفق البيان.
دحر الاحتلال
من جانبها، نعت حركة المجاهدين الفلسطينية الشهداء الذين قضوا بعد الاشتباك المسلح، مؤكدة أن دماءهم هي سراج التحرير التي تؤكد صوابية نهج المقاومة في دحر الاحتلال.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة المجاهدين بغزة مؤمن غريز في بيان له، "إن هذه الرجولة التي أثبتها رجال جنين تؤكد على إصرار أبناء شعبنا على تبني خيار المقاومة في وجه الاحتلال، ونبذ كافة الخيارات الاخرى التي اثبتت فشلها في استرداد كافة حقوقنا وأراضينا المحتلة".
وأضاف "الشهداء اليوم سطروا بدمائهم أروع ملاحم البطولة والفداء نصرة ودفاعًا عن القدس التي تعاني من الغطرسة الصهيوأمريكية، مؤكداً أن هذه الدماء لن تزيدنا إلا قوة وثباتًا وصمودًا في مواجهة الاحتلال".
وطالب عزيز بضرورة نبذ خيارات التسوية والغاء ما يعرف بالتنسيق الأمني وإطلاق يد المقاومة في الضفة، حتى تستطيع أن تأخذ دورها الريادي في الدفاع عن الشعب ومقدساته.
واستشهد مقاوم فلسطيني وأصيب أخرين خلال عملية لجيش الاحتلال الاسرائيلي الليلة الماضية في منطقة وادي برقين ومدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة استمرت لـ10 ساعات تخللتها اشتباكات وعمليات اقتحام وهدم منازل.
من جانبها، أكدت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، على خيار الانتفاضة والمقاومة بكافة أشكالها والعمل على تطويرها وصولاً إلى مقاومة شاملة ضد الاحتلال الإسرائيلي، حتى رحيله عن الأرض والقدس.
وطالبت في بيان لها، الأجهزة الأمنية الفلسطينية برفع قيودها عن المقاومة الفلسطينية في الضفة الفلسطينية المحتلة.
ودعت كتائب المقاومة قيادة السلطة الفلسطينية إلى مغادرة مربع المفاوضات العبثية وطي صفحة أوسلو السوداء وفي مقدمتها سحب الاعتراف بـ"اسرائيل" ووقف كل أشكال التنسيق الأمني وتحرير الاقتصاد الفلسطيني بتفعيل المقاطعة الاقتصادية والعمل ببروتوكول باريس الاقتصادي، وسحب اليد العاملة من المستوطنات.
وطالبت الكتائب فصائل المقاومة الفلسطينية كافة برفع درجة الجهوزية والتنسيق فيما بينها، وتشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة وجبهة مقاومة متحدة للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على الشعب الفلسطيني.