قال باحثون أمريكيون، إنهم طوروا لقاحًا تجريبيًا جديدًا للإنفلونزا الموسمية، يعتمد على نهج جديد للتعرف على الآلية الدفاعية التي يستخدمها الفيروس لاختراق الجسم، وبالتالي يحد من الإصابة بالفيروس.
اللقاح التجريبي طوره باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، ونشروا نتائج أبحاثهم في العدد الأخير من دورية (Science) العلمية.
وبحسب الفريق، فقد تم نقل أكثر من 700 ألف أمريكي إلى المستشفيات بسبب الأمراض المرتبطة بالإنفلونزا الموسمية خلال موسم الإنفلونزا 2014-2015 وفقا لتقديرات فيدرالية،
مشيرين إلي أن اللقاحات الجديدة يمكن أن تساعد على خفض هذا الرقم في مواسم الإنفلونزا في المقبلة.
وقال رين صن، أستاذ الطب الجزيئي في كلية الطب جامعة كاليفورنيا، وقائد فريق البحث، إنه "نظرا لأن اختلافات سلاسات فيروس الإنفلونزا الموسمية، فإن اللقاحات الحالية قد لا توفر حماية فعالة ضدها".
وأضاف أن "انتشار الإنفلونزا الموسمية على نطاق واسع وتفشي إنفلونزا الطيور مؤخرًا في عدد من البلدان يدفعنا إلى تطوير لقاحات توفر حماية أوسع وأكثر فعالية ضد الفيروسات".
وعن آلية عمل اللقاح الجديد، أشار إلي أنه يعتمد على فهم التفاعلات بين الفيروس والإنترفيرون، وهي بروتينات يفرزها الجسم بشكل طبيعي لتعزيز استجابة جهاز المناعة ضد الفيروس.
والإنترفيرون له وظيفتان رئيسيتان: الأولى هي أنه خط الدفاع الأول لقتل الفيروسات الغازية بسرعة كبيرة، والثانية هي تنسيق الاستجابات المناعية التكيفية، التي توفر حماية طويلة الأمد ضد الفيروس، وهذه الوضيفة الأخير هو أساس عمل اللقاح الجديد.
وأوضح فريق البحث أنه إذا نجح الفيروس في تعطيل الإنترفيرون، فلن يستطيع الجهاز المناعي أن يقوم بوظيفته، ولهذا فإن الفيروسات عادة ما تضع استراتيجية للتهرب من الكشف عنها والحد من إنتاج بروتينات الإنترفيرون في الجسم، وبالتالي النجاح في اختراق الفيروس للجسم.
وقضى الفريق 4 سنوات للبحث عن جينوم فيروس الأنفلونزا للكشف عن خصائصه المضادة للإنترفيرون، وبعد تحديد وظيفة كل حمض أميني في الجينوم، قاموا بإبطال التتابعات التي تعطل عمل الإنترفيرون، ما يعني أن اللقاح الجديد سيمكن الإنترفيرون من القيام بوظائفه كما يجب ويمنع الإصابة بالفيروس.
ويأمل علماء جامعة كاليفورنيا أن يتمكنوا من تطوير لقاح جديد أكثر فعالية يمكن أن يؤخذ عن طريق بخاخات الأنف في المنزل، وليس كحقن مثل اللقاحات التقليدية للإنفلونزا.
ويخطط فريق البحث لاختبار اللقاح المرشح على الحيوانات مع سلالتين من الإنفلونزا قبل الانتقال إلى التجارب السريرية مع البشر.
وأشار الباحثون إلى أن الآلية التي اعتمدوا عليها يمكن أن تسهم أيضًا في تطوير لقاحات ضد مجموعة واسعة من الفيروسات الأخرى.
ومع وجود سلالات كثيرة ومختلفة من فيروسات الإنفلونزا التي تصيب البشر، ركزت دراسات سابقة على أهمية الوقاية المسبقة من فيروس الإنفلونزا الموسمية، من خلال الحصول على لقاحات تقوية المناعة، التي تقي الإصابة من السلالات المحتملة للفيروس.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الإنفلونزا الموسمية تتسبب في 3 إلى 5 ملايين حالة إصابة خطيرة كل عام حول العالم، وما يتجاوز نصف مليون حالة وفاة، علاوة على الآثار الاقتصادية الضخمة.
وتختلف سياسات التطعيم من بلد لآخر، لكن غالبًا ما يوصى بتطعيم من هم أكثر عرضة لمضاعفات الأنفلونزا مثل الحوامل وكبار السن، ويؤخذ التطعيم ف العادة قبل بدء موسم الشتاء.